فلسطين
العيد.. مناسبة ثقيلة على الأسرى في سجون الاحتلال
قال المختص بشؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين عبد الناصر فروانة: "إن العيد مناسبة مؤلمة وقاسية على قلوب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، اذ يضطر الأسير إلى استحضار شريط الذكريات، بما حمله من مشاهد ومحطات مختلفة، فبعض الأسرى ينطوون لساعات طويلة في زوايا الغرف الصغيرة، والبعض الآخر يشرع في ترجمة ما لديه من مشاعر على صفحات من الورق".
ووفق فروانة، هناك المئات من الأسرى قد استقبلوا عشرات الأعياد بين جدران السجن، ومنهم من احتفل بالعيد مع أبنائه خلف القضبان، ومن بين الأسرى من فقدوا أحبة لهم وهم في السجن، وتبخر الأمل في الاحتفاء بالعيد مع آبائهم وأمهاتهم وأعزاء على قلوبهم.
وبحسب فروانة، فإن هذه المناسبة لا تقل ألمًا بالنسبة لعائلاتهم وأفراد أسرهم، حيث تعيش عائلات الأسرى وأطفالهم لحظات من الألم والوجع على فراقهم، فيستذكر الأطفال آباءهم، وتستحضر الأسرة سيرتهم.
ويحل عيد الأضحى هذا العام وأوضاع الأسرى وظروف احتجازهم تزداد قسوة، في ظل ارتفاع وتيرة الاقتحامات والاعتداءات والقمع وقسوة السجان وعودة انتشار فيروس "كورونا" وزيادة القلق لديهم وعليهم من خطر إصابتهم بهذا "الوباء"، مع غياب إجراءات الوقاية وتدني مستوى تدابير السلامة واستمرار الاستهتار "الإسرائيلي" بحياتهم وأوضاعهم الصحية وتدني مستوى الرعاية الصحية.
ومع حلول العيد، يقبع نحو (4650) أسيرًا فلسطينيًا في سجون الاحتلال، ولكل واحد من هؤلاء قصة وحكاية، ومن بينهم (30) أسيرة، و(180) طفلًا و(650) معتقلًا اداريًا، وأكثر من (500) أسير وأسيرة يعانون من أمراض مختلفة، بينهم عشرات من ذوي الاحتياجات الخاصة ومرضى السرطان وكبار السن وأكبرهم الأسير فؤاد الشوبكي الذي بلغ من العمر (82) عامًا.
ويضطر الأسرى لإحياء المناسبة بطقوس خاصة، حيث صناعة الحلوى وفقًا للإمكانيات المتاحة، والاستيقاظ المبكر صبيحة العيد، وارتداء أجمل الملابس، والخروج إلى الفورة (الساحة) لصلاة العيد، ومن ثم يصطفون بشكل دائري في الفورة، ويصافحون بعضهم البعض، ويتبادلون التهاني، ويوزعون كعكا وحلوى صنعتها أيديهم، وما هو متوفر لديهم وما تمكنوا من شرائه من مقصف السجن من الشوكولاتة والتمر، كما تُلقى الكلمات وعبارات التهنئة والخطب القصيرة.
وفي كثير من الأحيان تمنع إدارة السجن صلاة العيد بشكل جماعي في ساحة القسم، وترفض تخصيص زيارة للأهل، أو الاتصال بهم هاتفيًا. وفي أحيان أخرى تعرقل الزيارات فيما بين الغرف والأقسام الداخلية، أو يعمد العدو إلى استفزاز الأسرى ويجري اقتحام الأقسام والتفتيشات والاعتداء على الأسرى خلال أيام العيد، وفق فروانة.