فلسطين
يد الإجرام "الإسرائيلي" تطال ثلاثة فلسطينيين في جنين وتصيب عشرة آخرين
يواصل العدو الصهيوني همجيته وعدوانيته من خلال ممارسته القتل والهتك والتنكيل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، وآخرها اغتيال قوات الاحتلال "الإسرائيلي" ثلاثة فلسطينيين وإصابة عشرة آخرين بجروح متفاوتة خلال عملية عسكرية فجر اليوم في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، تخلّلتها اشتباكات مسلّحة عنيفة وإعدام مباشر للشهداء.
وبحسب تقارير محلية فإنّ أكثر من 30 دورية ووحدات خاصة اقتحمت المدينة من فتحات الجدار قرب فقوعة شرق جنين، وفتحة مقيبلة من حاجز الجلمة شمالًا، وانتشرت بشكل سريع في حي البساتين والمدارس بأطراف الحي الشرقي، حيث يقع منزل الشهيد رعد خازم الذي قرّر الاحتلال هدمه.
كما اندلعت اشتباكات عنيفة في جنين، وألقيت الحجارة والعبوات الناسفة على دوريات الجيش الذي تعرض جنوده لإطلاق نار كثيف.
وذكر شهود عيان أنّ قوات الاحتلال اعترضت مركبة من نوع مازدا كان يستقلها الشبان الثلاثة وأطلقوا النار بشكل مباشر نحوها خلال انسحابهم من المكان بعد اشتباكات مع تلك القوات، لافتين إلى أن جنود الاحتلال ترجلوا من جيباتهم العسكرية وأطلقوا النار داخل المركبة للتأكد من إعدامهم للشبان.
ونعت القوى الوطنية والإسلامية الشهداء: براء كمال محمد لحلوح (22 عامًا) من مخيم جنين، وليث صلاح أبو سرور (23 عامًا) من المدينة، وهو شقيق الشهيد علاء أبو سرور، ويوسف ناصر أبو صلاح (20 عامًا)، وهو مطلوب وأسير محرر وشقيقه الشهيد سعد ووالده جريح ويعاني من إعاقة.
وشهدت مدينة جنين مسيرات حاشدة وغاضبة جابت الشوارع وتقدمها مسلحون تعهّدوا بمواصلة المقاومة، كما أعلنت القوى الوطنية والإسلامية الحداد الوطني، ودعت للنفير العام.
إصابات بالاختناق في مواجهات ليليّة ببلدة أبو ديس
وفي سياق متصل، أصيب العشرات من سكان بلدة أبو ديس جنوب شرقي القدس المحتلة، الليلة الماضية، بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، بينهم طفل.
وقدّم الدفاع المدني الفلسطيني الإسعافات اللازمة لطفل أصيب باختناق جراء إلقاء قوات الاحتلال "الإسرائيلي" قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة خلال المواجهات في بلدة أبو ديس.
وذكر شهود عيان أن مواجهات عنيفة اندلعت بين الشبان وقوات الاحتلال في محيط جامعة القدس وأنحاء البلدة.
واستهدفت قوات الاحتلال الشبان بإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة نحوهم ونحو المنازل والمارة والمحلات التجارية في البلدة، وردّ عليها الشبان بإلقاء الحجارة والمفرقعات.
ولفت شهود عيان إلى أنّ المواجهات اندلعت في البلدة تزامنًا مع الذكرى الأولى لاستشهاد ابنة البلدة مي عفانة، التي ما زال جثمانها محتجزًا لدى سلطات الاحتلال.
تنديد بالجريمة النكراء في جنين ودعوة لتصعيد المقاومة
بدورها، أدانت فصائل فلسطينية، اليوم الجمعة، جريمة الاحتلال في جنين والتي أدت لاستشهاد 3 شبان، وإصابة 10 آخرين.
وأكد المتحدث باسم حركة "حماس" فوزي برهوم أنّ ارتقاء الشهداء في جنين لن يضع حدًّا للفعل المقاوم المتصاعد في الضفة المحتلة كما يظن العدو.
وفي تصريح صحفي، قال برهوم "بل سيزيد رجال المقاومة قوة وصمودا وإصرارا على مواصلة مسار وطريق المقاومة"، داعيًا كل أبناء الضفة الغربية إلى حمل السلاح وتوسيع دائرة الاشتباك مع العدو لتشمل كل ساحات ومواقع المواجهة، واستنزافه وتدفيعه ثمن هذه الجرائم.
برهوم شدّد على أنّ تجرؤ الاحتلال على الدم الفلسطيني يؤكد أنّ المقاومة الشاملة وفي مقدمتها المقاومة المسلحة هي الخيار الأوحد القادر على حماية شعبنا وحسم الصراع مع العدو.
وأضاف أنّ "دماء الشهداء الذين ارتقوا في جنين فجر هذا اليوم هي شاهد جديد على جرائم الاحتلال "الإسرائيلي" بحق شعبنا الفلسطيني والتي يجب أن تكون مدعاة لتصعيد الفعل المقاوم ضد الاحتلال "الإسرائيلي" والمستوطنين الصهاينة".
وحمّل برهوم الاحتلال "الإسرائيلي" كافة نتائج العملية الجبانة ونتائجها، مؤكدًا أنّ "جرئم الاحتلال بحق شعبنا، لن تزيد المقاومة إلا قوةً وعزيمة وإصرارًا على المضي في طريق الجهاد والمقاومة حتى تحرير كامل فلسطين من دنس الاحتلال".
بالموازاة، وصف الناطق باسم حركة "حماس" عبد اللطيف القانوع عملية الاغتيال بـ"الجبانة" مؤكدًا أنها لن تزيد الشعب الفلسطيني إلا إصرارًا ومضيًا نحو مقاومة الاحتلال.
وفي تصريح صحفي له، شدّد القانوع على أن الاحتلال سيدفع ثمن جرائمه، قائلًا: "هذه الدماء الطاهرة تمثل وقودًا لانتفاضة شعبنا وثورته العارمة ضد الاحتلال ونبراسًا يضيء الطريق لكل الأجيال نحو المقاومة والاشتباك الدائم مع المحتل"، مضيفًا "ستظل جنين عصيّة على الانكسار وستواصل صمودها ومقاومتها ضد الاحتلال حتى إفشال أهدافه، وجرائمه لن تمنحه أمنًا على أرضنا".
ودعا الناطق باسم "حماس" إلى تصعيد المقاومة بكل أشكالها والتصدي لجرائم الاحتلال وأن تكون هذه الدماء نقطة تحول في مواجهة الاحتلال في مختلف مناطق الضفة.
من جهتها، أدانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، جريمة اغتيال الشبان الثلاثة، مؤكدةً على أن دماءهم لن تذهب هدرًا.
وأكدت الديمقراطية في بيان لها أن "سياسة الاغتيالات والاعدامات بدم بارد لأبناء شعبنا، محاولة "إسرائيلية" فاشلة لتقويض إرادة المقاومة والصمود، والمقاومة الشعبية الناهضة في الضفة".
وحمّلت حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تبعات تلك الجريمة النكراء، قائلة: "شعبنا بمقاومته لن يقف مكتوف الأيدي".
وأضافت: "لا خيار أمام شعبنا الفلسطيني لمواجهة الاحتلال والدفاع عن كرامتنا الوطنية سوى بتصعيد المقاومة والمجابهة الشاملة بكل الأشكال والأساليب".
كذلك أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية جريمة الإعدام الميداني التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الشهداء الثلاثة في مخيم جنين على إثر اقتحامه بطريقة همجية، وأدت إلى إصابة 10 شبان.
وقالت الخارجية "هذه الجريمة البشعة تأتي في ظل موجة تصعيد احتلالي في الأرض الفلسطينية المحتلة، وترجمة عملية لتعليمات وتوجيهات المستوى السياسي "الإسرائيلي"، ورد "إسرائيل" الرسمي على الدعوات والمطالبات الأميركية وقف التصعيد قبل زيارة بايدن، في إمعان "إسرائيلي" في تصدير أزمات الائتلاف الحاكم إلى الساحة الفلسطينية ومحاولة حلها على حساب الحق والدم الفلسطيني، وكجزء لا يتجزأ لسياسة "إسرائيل" الرسمية الهادفة إلى تفجير الأوضاع وجرها الى الانفجار والفوضى.
كما استنكرت الوزارة إصرار المجتمع الدولي والدول التي تتغنى بحقوق الانسان على تجاهل جرائم "إسرائيل" والانتهاكات التي ترتكب يوميًا بحق المواطنين الفلسطينيين العزّل والتي ترتقي إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتفضيلها إغلاق عينيها عن معاناة الفلسطينيين.
وطالبت الوزارة الأمين العام للأمم المتحدة بضرورة تفعيل نظام الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال، كمقدّمة لا بد منها لتمكين شعبنا من حقه في تقرير مصيره وتجسيد دولته المستقلة بعاصمتها القدس المحتلة.
كما طالبت الوزارة المحكمة الجنائية الدولية بتحمل مسؤولياتها والإسراع في تحقيقاتها بجرائم الاحتلال ومستوطنيه ضد الشعب الفلسطيني.