فلسطين
عمليات الضفة الغربية .... بنية سرية للمقاومة ترعب الاحتلال
استطاعت المقاومة الفلسطينية من خلال مسيرات العودة تخفيف الحصار عن قطاع غزة من خلال تفاهم غير مكتوب، وهذا عملياً جمد نشاط وعمليات المقاومة في القطاع، ما عزز من اعتقاد العدو ان ذلك سوف يسري في كل انحاء الاراضي الفلسطينية المحتلة، ما دفع بنتنياهو نقل الجهد الامني الصهيوني الى الجبهة الشمالية، لاعتقاده انه انهى الخطر من الجبهة الجنوبية. لكن المفاجئة للإحتلال كانت مع العمليات النوعية في "عوفرا" وسلواد برام الله، في الضفة الغربية المحتلة، سواء من الناحية المكان والزمان.
هذه العمليات تشير الى الدقة في التخطيط والتنفيذ والقدرة على مغادرة مسرح العمليات بنجاح، وفق ما يقول المحلل السياسي الفلسطيني حسن عبدو في حديث لموقع " العهد" الاخباري، مشيراً إلى أن هذا التطور النوعي في العمليات ارعب الاحتلال "الاسرائيلي" وكذلك سلطة الحكم الذاتي في رام الله.
ويعتبر عبدو ان أحدى الدلائل الكبرى لهذه العمليات هو تشكل بنية سرية للمقاومة في الضفة الغربية، مشيراً إلى أن الضفة الغربية ستنتقل الى حالة ومرحلة جديدة من الصراع مع العدو الصهيوني لانها ستشكل جبهة ثالثة تفتح على الاحتلال الصهيوني.
ويرى عبدو أن هذا التطور تطوراً استراتيجياً، كون ان المقاومة في هذه الفترة استطاعت ان تشكل جبهة جديدة الى جانب جبهة الجنوب والشمال، هي جبهة الضفة، معتبراً اياها اخطر من كل الجبهات لقرب الضفة الغربية من المرافق الحيوية في الكيان الصهيوني، وسهولة الوصول الى اهداف مؤلمة لهذا الاحتلال.
ويوضح عبدو أن الضفة الغربية "غرغرينة" خطرة في جوف الكيان الصهيوني اذا ما اشتعلت ستشكل خطرا على داخله، لافتاً الى ان العدو الصهيوني يعتبر هذه الجبهة اخطر من كل الجبهات للاسباب ذاتها، فهي استطاعت في أيام محدودة ان تكبد العدو خسائر بشرية، ما لم توقعه جبهة غزة على مدى عام.
ويؤكد ان التأييد الجماهيري لهذه العمليات من خلال المظاهرات التي خرجت في نابلس ورام الله ومخيمات الضفة الغربية لتأكيدها انها مع هذا النهج من العمليات، معتبراً ان هذه البيئة الحاضنة لهذه الانواع من العمليات تجعل العدو يقلق كثيراً.
ويعتبر حسن عبدو، ان ردة الفعل الصهيوني هي من خلال اليمين الحاكم الذي سيدفع في اتجاه بقاء اجواء الحرب بالصدام من اجل إشاعة اجواء الخوف لدى الجمهور الصهيوني كي يرتمي في احضان اليمين، متوقعاً ان العدو الصهيوني سيتخذ اجراءات ستزيد النار اشتعالاً عبر اتخاذه خطوات تصعدية في الضفة.
وفي الختام يؤكد عبدو ان نتنياهو يريد ان يحافظ على بقاء هذه الاجواء لكي يستفيد منها بشكل كبير لإظهار نفسه بانه هو الاكثر قدرة على حماية أمن الكيان الصهيوني خاصة في هذه الفترة.