فلسطين
فصائل المقاومة الفلسطينية تشيد بمواجهات جنين وشهيدها
لاقت المواجهات البطوليّة التي خاضها المقاومون الفلسطينيون مع قوات الاحتلال الصهيوني في مخيم جنين بالضفة الغربيّة المحتلة اليوم السبت إشادات من مختلف الفصائل الفلسطينية منوّهة بالعملية، ومؤكدة على استمرار المقاومة وبقاء المجاهدين في حالة استنفار ويقظة كاملة للتصدي لأيّ عدوانٍ أو اقتحام.
وتصدّى المقاومون الفلسطينيون لقوات الاحتلال الصهيوني التي حاولت اقتحام مخيم جنين واعتقال والد الشهيد رعد فتحي خازم منفّذ عملية "تل أبيب" البطولية، وتمكنوا من دحرها وإفشال مهمتها، وأسفرت هذه المواجهات عن استشهاد أحد المقاومين من "سرايا القدس" التابعة لحركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين "أحمد ناصر السعدي" (23 عامًا) وإصابة 10 مقاومين آخرين بجروح، فيما أصيب عدد من جنود الاحتلال الصهيوني، حال بعضهم خطرة.
*الجهاد الإسلامي
ونعت حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين، في بيان لها الشهيد السعدي، مشيرة إلى أنّه قائد ميداني في كتيبة جنين، إحدى التشكيلات التابعة لسرايا القدس بالضفة الغربية.
وقال البيان "ارتقى شهيدنا البطل صائمًا، مجاهدًا، ملبّيًا نداء الواجب الشرعي، بينما سيظلّ أثره ماثلًا في كل عمليّات المقاومة التي أثخنت في صفوف العدو واخترقت عمقه، وبعد أن أوقع شهيدنا ورفاقه في سرايا القدس إصابات محققة في صفوف العدو خلال تصدّيهم الباسل لجنود جيشه الإرهابي".
وأكدت الحركة على استمرار المقاومة، وبقاء مجاهديها في حالة استنفار ويقظة كاملة للتصدّي لأيّ عدوان أو اقتحام لأرضنا، معتبرة أنّ "معركتنا اليوم هي امتداد لكلّ معارك شعبنا، وامتداد لملاحم جنين وما صنعته في مثل هذه الأيام قبل 20 عامًا على يد الشهيد محمود طوالبة والشهيد راغب جرادات وغيرهم من الشهداء الذين نعاهد الله تعالى أن نمضي على ذات الطريق الذي سلكوه، وأن نواصل مسيرة المقاومة دفاعًا عن أرضنا ومقدساتنا".
*حماس
بدورها، أشادت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" برجال المقاومة الأبطال في مخيم جنين الصمود، الذين تصدّوا ببسالة لجيش الاحتلال الصهيوني وقوّاته الخاصة، دفاعًا عن عائلة الشهيد رعد فتحي خازم، وعن جنين أرض النضال والجهاد والمقاومة.
وقالت حركة "حماس" في بيان "إنَّنا وإذ نزفّ الشهيد أحمد السعدي إلى شعبنا الفلسطيني وأمَّتنا العربية والإسلامية، ندعو شعبنا إلى التصعيد في عموم الضفة الغربية في مواجهة جرائم الاحتلال ومستوطنيه، ونصرةً لأهلنا وشبابنا في جنين، الذين ضربوا أروع الأمثلة في الوحدة والعمل المشترك، تصدّيًا للاحتلال واعتداءاته المتكرّرة.
وأكدت حركة "حماس" "أنّ دماء الشهداء الذين اصطفاهم الله في شهر رمضان المبارك، لن تذهب هدرًا، وأنَّ رجال المقاومة على عهد الشهداء"، مبيّنةً "أنّ شعبنا وأمَّتنا على وعد من الله بالنصر والتمكين".
*الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
ووجّهت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، التحيّة لشهيد جنين أحمد السعدي، متمنيّة الشفاء للجرحى الذين أصيبوا أثناء تصديهم البطولي للعدوان على مخيم جنين.
وقالت الجبهة في بيان لها: "إنّ اجتياح قوات الاحتلال مخيم جنين استمرارٌ في تصعيد الكيان الصهيوني عدوانه على شعبنا، وإمعانٌ في سياساته القائمة على القتل وتدمير البيوت ونهب الأراضي في سياق تكريس مشروعه الاستعماري العنصري الاجلائي".
ولفتت الجبهة، إلى أنّ التصعيد الصهيوني "يتطلّب مواجهته ووحدة الموقف الفلسطيني بالإستناد إلى حاضنة شعبيّة عربيّة لمواجهة ذلك".
وأكَّدت أنّ تصاعد العدوان يستدعي تطوير وتوسيع المقاومة بجميع أشكالها، وتعزيز الوحدة الميدانيّة ضرورةً لا غنى عنها من أجل التصدّي للاعتداءات الصهيونيّة ومواجهة المستوطنين الفاشيين، وحماية الأراضي والحقوق.
*لجان المقاومة
وفي السياق، زفّت لجان المقاومة في فلسطين، "الشهيد البطل المشتبك أحمد السعدي"، مؤكّدة أنّ دماءه وكل الشهداء الأطهار "ستبقى نارًا تحرق المحتلين الصهاينة وقناديل عزّ ومجد وثورة على طريق التحرير والعودة".
ودعت حركة "المجاهدين" جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس والداخل المحتل للإنخراط في هبة جماهيرية شاملة وعلى كافة نقاط التماس مع العدو الصهيوني.
*النائب فتحي القرعاوي
بدوره، أكد عضو المجلس التشريعي فتحي القرعاوي أنّه "ما بقي احتلال فلن تكون هناك حالة من الهدوء أو الهدنة معه، إلّا بخروجه من أرضنا؛ لأنّه يشكل حالة استفزازية لكلّ الفلسطينيين".
واعتبر القرعاوي، في تصريح له أنّ معركة جنين "هي معركة الكلّ الفلسطيني في المناطق
كافة، وأنها قد تمتدّ لكلّ المدن الفلسطينية"، مشددًا على ضرورة أن يشعر الإحتلال بأنّ جنين ومخيمها ليست وحدها، مطالبًا الكلّ الفلسطيني بالوقوف إلى جانبهم بكل الوسائل.
وشيّع الفلسطينيون جثمان الشهيد أحمد ناصر السعدي في موكب مهيب شارك فيه الآلاف انطلاقًا من من مستشفى ابن سينا في جنين إلى منزل الشهيد في بلدة برقين، على وقع الشعارات المندّدة بالإحتلال الصهيوني وجرائمه، والمطالبة بالثأر من العدو والانتقام لدماء الشهداء، وتصعيد المقاومة ضده، وصولًا إلى مقبرة الشهداء بالمخيم حيث ووري الثرى.