ابناؤك الاشداء

فلسطين

رئيس بلدية غزة: هذا هو الدمار الذي أحدثه العدوان في البنية التحتية لغزة
22/05/2021

رئيس بلدية غزة: هذا هو الدمار الذي أحدثه العدوان في البنية التحتية لغزة

قال رئيس بلدية غزة، يحيى السراج، إن إعادة إعمار ما دمره الاحتلال من البنية التحتية تحتاج وقتا "قد يكون طويلا"، كاشفا عن تسبب العدوان بتدمير نحو 130 ألف متر مربع من الطرق والأرصفة في مدينة غزة، موضحًا أن البلدية بدأت فورا في وضع خطط إعادة الإعمار، رابطا سرعة إنجازها بمدى استعداد الجهات المانحة والصديقة لتوفير الأموال اللازمة وإمكانية فتح المعابر دون قيود أو شروط.

وفي حوار مع صحيفة فلسطين المحلية، قال "نطمئن الجمهور بأننا بدأنا فورا بوضع الخطط اللازمة لإعادة الإعمار، وتواصلنا مع عدة جهات مانحة، وربما نستطيع البدء خلال الأيام القليلة القادمة في إصلاح ما يمكن إصلاحه حسبما يتوافر لدينا من إمكانات مادية"، متحدثا عن "وعود إيجابية من بعض الجهات، ولكن ما نزال بانتظار تنفيذ تلك الوعود على أرض الواقع"، مستدركا: "الوعود ما تزال خجولة وغير كافية لإعادة الإعمار لكل ما دمره الاحتلال".

رئيس بلدية غزة أوضح أن الخبرات موجودة والموظفين على أهبة الاستعداد وبدؤوا بوضع الخطط التنفيذية لإعادة الأمور إلى نصابها، "لكن الأمور تحتاج ربما عدة أشهر أو ربما تصل لسنة إذا تقاعست بعض الجهات (المانحة) عن توفير الدعم اللازم".

وكشف أن خطة البلدية تقوم على أربعة محاور:
أولا- خطوط المياه وتوصيلها إلى المنازل والمؤسسات.
ثانيا- إصلاح خطوط الصرف الصحي.
ثالثا- تمهيد وإصلاح الطرق لتسهيل حركة المركبات.
رابعا- إصلاح المنشآت والمباني والمضخات التي خربها العدوان والعمل على تشغيل محطة تحلية المياه عاجلا.

السراج دعا إلى وقف عاجل وفوري للحصار على القطاع وفتح جميع المعابر دون شروط أو قيود، والسماح بإدخال كل المواد اللازمة لإعادة الإعمار دون أي تنسيقات تذكر، ويجب أن يكون هناك فتح شامل وكامل للحياة الاقتصادية في المدينة، ومنح سكان القطاع الروح اللازمة والأمل اللازم لاستمرار الحياة وتجاوز هذه الفترة العصيبة.
ونبّه إلى أن أسطول آليات البلدية قديم ومتهالك يزيد عمره على 30-25 عاما، وآن الأوان لتحديثه كاملا، وتكاليف صيانته وتشغيله أصبحت عبئا مع الحصار وعدم السماح بإدخال آليات حديثة، مشددا على وجوب اتخاذ قرار عاجل وطارئ بتحديثها بشكل كامل وشامل.

وتعمّد الاحتلال في عدوانه الأخير الذي استمر 11 يوما، "تدمير البنية التحية في قطاع غزة عموما وربما تركز ذلك على مدينة غزة خصوصا"، وفق السراج، الذي بيّن أنَّ هذا العدوان استهدف البنية التحتية والمحاور الرئيسة للطرق بصواريخ كانت تحدث حفرة بعمق يتجاوز خمسة أمتار في الأرض وارتجاجا كبيرا للتربة، ما يسبب تشقق وتصدع المباني المجاورة، وجعل جزءا كبيرا منها غير صالح للسكن وغير آمن للاستخدام.

وتابع "هذا الاستهداف سبب أيضًا خرابا وتدميرا لأنابيب توصيل المياه للمنازل وخرب خطوط الصرف الصحي إضافة إلى خطوط الكهرباء والاتصالات"، كما كان من الواضح أن الاستهداف يعيق حركة مركبات الطوارئ وخصوصًا الإسعاف والدفاع المدني والبلديات، عدا عن أن هذا الاستهداف كان في محيط المراكز الصحية والمستشفيات الرئيسة في المدينة، "ما دعانا لسرعة التجاوب والعمل العاجل على إصلاح ما يمكن إصلاحه حتى تحت القصف والعدوان؛ لتسهيل حركة المركبات، وحماية أرواح المواطنين بقدر ما نستطيع".

وعن الخسائر والأضرار، أوضح أن الإحصاءات الأولية ما تزال غير دقيقة، لكن هناك لجان شكلت للحصر الميداني، وتشير الإحصائية المبدئية إلى أن مساحة التدمير للطرق والأرصفة تزيد على 130 ألف متر مربع، وهذا رقم أولي قابل للزيادة.

ووفق السراج، دمّر العدوان نحو 18 ألف متر طوليًّا من خطوط المياه والصرف الصحي، وحوالي 4500 متر طوليًّا من خطوط تصريف مياه الأمطار، لكنه نبه إلى أن "هذه الأرقام أولية مرشحة للزيادة، واللجان ستقوم بعمل حصر دقيق هذا الأسبوع".

وتسبب عدوان الاحتلال أيضا بأضرار متعددة في بعض المباني الخاصة بالبلدية التي دمرت جزئيا وتدمير بعض الشبابيك وما شابه ذلك، وهناك تدمير لعدد من الآليات التي استُهدفت مباشرة.
وأشار إلى أن الاحتلال استهدف آليات في مكبّ النفايات، وأصيب أحد العاملين فيها إصابة متوسطة، وهناك أيضا إصابة لأحد الموظفين في قدميه.

وبيّن السراج أن عزل الاحتلال لمكب النفايات الموجود شرق غزة وإعلانه منطقة عسكرية مغلقة ومنع آليات البلدية من توصيل النفايات لهذا المكان "اضطرنا لتخزينها مؤقتا في وسط المدينة وهذا سبب مكرهة صحية وبيئية كبيرة؛ حيث تراكم ما يزيد على 3 آلاف طن من النفايات الصلبة وكانت تصدر روائح غير مقبولة، وكذلك كانت مرتعا لانتشار القوارض والحشرات في مدّة العدوان".

وقال السراج إن بلديته تعمل سريعا وعاجلا على ترحيل هذه النفايات للمكب الرئيس لتخفيف المشكلات البيئية التي نتجت عن ذلك.

وأضاف أن الاحتلال استهدف المنطقة المحيطة بمحطة تحلية مياه البحر، وأخرجها عن الخدمة طوال مدّة العدوان؛ ما أثر على كميات المياه الواصلة للمنازل ونوعية المياه التي تصل للمواطنين؛ حيث إن هذه محطة تحلية مياه البحر الوحيدة التي تغذي حوالي ربع سكان المدينة، ما اضطر البلدية لتشغيل آبار المياه المالحة التي أوقفت لعدة سنوات، وهي آبار شديدة الملوحة، لكن كان الرأي أن نوصل المياه حتى لو مالحة للمواطنين أفضل من عدم وجود مياه، وإضافة إلى ذلك فهناك تدمير جزئي لبعض مرافق البلدية ومبانيها الرئيسة أيضا.

وأشار إلى مشكلة أخرى هي تسرب مياه الصرف الصحي للبحر، بسبب إخراج عدة محطات مضخات صرف صحي عن الخدمة، وهذا أدى إلى انتشار المياه وتسربها لشاطئ البحر ما سبب شيئا من التلوث في شاطئ بحر غزة، آملًا "أن يُتدارك الأمر عاجلا؛ ففي حال عدم تداركه ربما يعود تلوث المياه لسابق عهده، وآمل ألا يحدث ذلك".

وأوضح السراج أن أحد أهداف تدمير البنية التحتية هو زعزعة الروح المعنوية عند المواطنين، ودفعهم لفقدان الأمل واليأس، متابعا "أخذنا قرارا جريئا وقويا بدفع الفرق الميدانية عاجلا حيثما يتمكنون، ورغم وجود الخطر المحدق بهم كانوا حريصين على أن يوفروا الحد الأدنى من الخدمة أثناء العدوان، وكانت الأولوية تعطى لخدمة توصيل المياه للمنازل وهذه الأولوية الأولى، والخدمة الثانية كانت منع تدفق الصرف الصحي للشوارع، وبالتالي تقليل حدوث أي كارثة صحية أو بيئية في الطرقات والشوارع.

وأكد السراج أن أثر العدوان على البنية التحتية متوقع أن يستمر لمدّة "تعتمد على قدرتنا على إعادة البنية التحية لسابق عهدها، ويعتمد أيضا على سرعة تجاوب الأصدقاء والمؤسسات الصديقة والمانحة في توفير الدعم المادي اللازم والمواد اللازمة للصيانة".

إقرأ المزيد في: فلسطين