فلسطين
بسبب التهديدات الاسرائيلية.. آلاف الأسر الفلسطينية قد تفقد مصادر رزقها
هددت قوات الاحتلال الاسرائيلي اليوم المزارعين الفلسطينيين من زراعة أراضيهم على الحدود الشرقية لقطاع غزة.
وقال مركز الميزان لحقوق الإنسان في قطاع غزة إن آليات الاحتلال توغلت مسافة تقدر بحوالي 200 متر، في أراضي المواطنين شرقي بلدات عبسان الكبيرة وخزاعة والفخاري، شرق محافظة خان يونس شرق قطاع غزة".
وأضاف المركز في بيان صحفي إن "قوات الاحتلال شرعت بأعمال تسوية وتجريف لأراضي المواطنين الزراعية وجزء منها مجهز للزراعة على امتداد السياج الفاصل شرق المحافظة، كما وضعت لافتات تحذر فيها المزارعين بإزالة مزروعاتهم باللغتين العربية والعبرية، وبعد عدة ساعات انسحبت قوات الاحتلال من المنطقة إلى داخل الأراضي المحتلة شرق السياج الفاصل".
وكان عدد من المزارعين، شرق بلدة الشوكة شرقي رفح، قد عثروا اليوم على لافتات وضعتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في أراضيهم الزراعية على مسافة تقدر بحوالي 100 متر من السياج الفاصل، تحذر فيها المزارعين وتطالبهم بإزالة مزروعاتهم.
وتابع المركز قائلا: "تأتي عملية التوغل ووضع اللافتات التحذيرية وسط انشغال العالم في مواجهة جائحة كورونا، فيما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي فرض حصارها المشدد على قطاع غزة، وتضعف من قدرته على التعامل مع جائحة كورونا، وفي ظل انهيار الاقتصاد وتفشي البطالة والفقر، ووسط تحذيرات عالمية من تأثر إمدادات الغذاء حول العالم، وبدلاً من القيام بواجبها القانوني كقوة قائمة بالاحتلال في مساندة قطاع الصحة الفلسطينية وتقديم غوث دوائي وغذائي، تواصل تقويض قدرة السكان في قطاع غزة على تأمين غذائهم من خلال من خلال استهداف أراضيهم الزراعية".
وتضاعف قوات الاحتلال من عمليات التوغل التي تؤدي لحالة قلق وخوف لدى المزارعين من تكبد مزيد من الخسائر، جراء الاستمرار في فرض المنطقة العازلة المرفوضة قانونيا ودوليا على أراضيهم، في الوقت الذي ليس أمامهم من سبيل لتأمين قوت يومهم غير زراعة أراضيهم.
يذكر أن عددًا كبيرًا من هؤلاء المزارعين حُرموا من الاستفادة من أراضيهم الزراعية على امتداد السياج الفاصل جراء الانتهاكات المتواصلة والتي تنوعت ما بين إطلاق النار والقصف المدفعي، ورش المبيدات الكيميائية، وعمليات التوغل والتجريف المتكررة.
وكانت قوات الاحتلال قد أعلنت عن نيّتها الاستمرار في استهداف هذه الأراضي بالتدمير، ما يعني أن الآلاف من الأسر ستفقد مصادر رزقها، وفي الوقت ذاته فإن المخاطر تنسحب على القطاع الزراعي والاقتصادي المتدهور أصلاً، وعلى مستوى تمتع المواطنين بمستوى معيشي وصحي مناسب.
وعبر مركز الميزان عن استنكاره الشديد للاستهداف المتواصل للمزارعين من قبل قوات الاحتلال، فإنه يحذر من آثاره الكارثية على حياة المواطنين الفلسطينيين ومستقبل الإنتاج الزراعي ومزيد من تدهور الأوضاع الاقتصادية، ولا سيما أن هذه الانتهاكات والاستهداف المتكرر للمزارعين وممتلكاتهم يأتي في ظل تفشي فايروس كورونا (كوفيد 19)، ما يستدعي الحفاظ على البيئة ومكوناتها وتعزيز الجهود لتوفير الغذاء الصحي والمياه النظيفة التي تساعد في تقوية المناعة لمواجهة هذه الجائحة، إلا أن قوات الاحتلال تُمعن في إلحاق الأذى في السكان الفلسطينيين وممتلكاتهم.
وطالب مركز الميزان المجتمع الدولي بالقيام بواجباته القانونية والأخلاقية، والتدخل لمنع سلطات الاحتلال من مواصلة استهداف المزارعين الفلسطينيين وتعريض حياتهم للخطر، والاستمرار في تدمير القطاعات المختلفة في قطاع غزة ولا سيما القطاع الزراعي، والتدخل الفاعل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، والعمل على رفع الحصار عن قطاع غزة، وملاحقة ومسائلة كل من يشتبه في ارتكابهم انتهاكات جسيمة لمبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.