فلسطين
في ذكرى الانتفاضة الفلسطينية "حماس" تدعو لتوحيد البنادق في مواجهة العدو
قالت حركة "حماس" إن تاريخ الثامن من شهر كانون أول/ديسمبر من العام 1987 لم يكن مجرد ذكرى لتفجر انتفاضة الحجارة الكبرى، أو ذكرى تتشابه مع ذكريات كثيرة من التاريخ الثوري المشرق للشعب الفلسطيني، وأكدت أنه حدث سيظل في وعي الشعب وذاكرته منارة سامقة وعلامة فارقة في تاريخ النضال الفلسطيني.
وفي بيان لها، أضافت الحركة: "في انتفاضة الحجارة سجل الشعب الفلسطيني ملحمة بطولية شارك فيها كل الشعب بكل فئاته وطوائفه وأجياله، حيث كان لهذه الهبة الشعبية الشاملة العارمة وقع كبير على المحتل الذي راهن في تلك الفترة على وهم تدجين الشعب الفلسطيني وكي وعيه، وأنه قد اختار التعايش مع الواقع، ولم يعد يطالب بحقوق سياسية وتحرير".
وتابعت: "جاءت انتفاضة الحجارة كالصاعقة على المحتل الصهيوني وقيادته؛ فقلبت الطاولة على رأس المحتل، وحطمت كل رهاناته الخاسرة، وأثبتت لكل الدنيا أن في فلسطين شعبًا لا يقبل الضيم، ولن يكون بدعًا بين الأمم، فيرضخ للمحتل ويسكت عن حقه، بل إنه في ثورته صار ملهما لكل شعوب الأرض التي تسعى للتحرر".
وأكدت الحركة أن شعبنا الفلسطيني قدم في انتفاضة الحجارة "التضحيات الجسام التي أثبتت أن الشعب الفلسطيني متجذر في أرضه، متمسك بهويته الوطنية، يأبى الاستسلام والانكسار لكل محاولات تشويه الوعي الوطني، والعبث بالانتماء للأرض والقضية".
وشددت الحركة في بيانها على أن: "ما تتعرض له القضية الفلسطينية اليوم من مخاطر الشطب والتصفية لهو أدعى إلى أن تتضافر الجهود، وتتوحد البنادق في مواجهة عدو واحد، وهو الاحتلال الصهيوني، فها هو يعلن يومًا بعد يوم عن مزيد من مشاريع الاستيطان في الضفة الغربية، وينادي بضم الأغوار وفرض سيادته المزعومة عليها وعلى المستوطنات الجاثمة على حدود 67، وها هو يشن الاقتحام تلو الآخر على المسجد الأقصى المبارك في محاولة لفرض حقائق جديدة، وتمرير أقذر عملية تزوير للتاريخ من خلال محاولات التهويد، ومحاولات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك وحرق الكنائس".
ووجهت الحركة التحية والفخار لشهداء الانتفاضة ولكل شهداء فلسطين، ولكل من قدّم تضحية من أجل حرية الوطن: "للأسرى العظماء، وللجرحى الميامين، ولكل من فقد بيتًا أو أبعد عن أرضه".
وحيت أيضا الشعب الفلسطيني على صموده وثباته في القدس والضفة وغزة والـ48، واللاجئين في مخيمات الشتات والمنفى القسري في مواجهة المؤامرات، مثمنة تمسكهم بحقوقهم والتفافهم حول المقاومة، وعاهدتهم على المضي في هذا الطريق حتى النصر والتحرير.
وأكدت أن المقاومة بأشكالها كافة، حق مشروع وخيار استراتيجي، ولن نتخلى عنه، ولن نتوانى قيد أنملة عن دعم كل ما من شأنه تعزيز المقاومة وتمكين قدراتها، وسنبذل الغالي والنفيس في طريق الإعداد والاستعداد الدائم لمقاومة المحتل وكسر معادلاته وتحرير أسرانا مهما كلفنا ذلك من ثمن.
وأردفت قائلة: "وحدة شعبنا وبناء مشروعه الوطني على سلم أولويات الحركة، ومواجهة الاحتلال والتصدي لمشروعه الإحلالي التدميري لن يكون إلا بشراكة كاملة بين جميع فصائلنا وقوانا الشعبية سياسيًّا وعسكريًّا ودبلوماسيًّا؛ ومن هنا نؤكد موقفنا المتمسك بكل مسار يؤدي إلى رأب الصدع وتوحيد الجهود وإنجاز المصالحة الكاملة".
وعبرت عن رفضها القاطع والحاسم لعودة العلاقات والتنسيق الأمني مع الاحتلال، قائلة: "نرى في هذا المسار طعنة نجلاء في قلب الجهود الرامية لتوحيد الكلمة وتجميع الصف، وانقلابًا على مسار الشراكة والوحدة الوطنية".
وأعلنت الحركة رفضها كل أشكال وأنماط التطبيع مع العدو الصهيوني، وتحديدًا في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة من عمر القضية، والذي يشمل كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية بشكل يتناقض مع إرادة الشعوب الرافضة لإقامة أي علاقة مع الاحتلال، أو القبول بوجوده في فلسطين بشكل يعتبر إخلالًا بالموقف السياسي التاريخي لتلك الدول.
إقرأ المزيد في: فلسطين
30/10/2024