فلسطين
في ذكرى النكسة.. المقاومة الشاملة للاحتلال سبيل مواجهة كل المخططات
تتزامن الذكرى الـ 53 للنكسة هذا العام مع محاولات لتنفيذ أخطر مشروع يهدد القضية الفلسطينية، يتمثل بـ"ضم" الضفة الغربية لما يسمى بـ"السيادة الإسرائيلية"، وذلك في مساع لتهويد الأرض الفلسطينية وفي ظل جمود سياسي وتوسع استيطاني يهدد حلم ميلاد الدولة الفلسطينية.
وكان كيان العدو الصهيوني قد تمكن بعد حرب الأيام الستة في حزيران/يونيو 1967 من احتلال الضفة الغربية بما فيها الجزء الشرقي من القدس من الأردن، وقطاع غزة من مصر، إضافة إلى مرتفعات الجولان من سوريا وأجزاء من سيناء من مصر، وإن كانت الأخيرة استعادت الأجزاء المحتلة من أراضيها في حرب 1973 مع العدو.
ويحيي الفلسطينيون هذه الذكرى في فعاليات سنوية للتأكيد على استمرار النضال من اجل استعادة حقوقهم المشروعة والتي كفلتها القوانين الدولية، مؤكدين المقاومة الشاملة مع الاحتلال لمواجهة كل مخططات الضم وتصفية القضية الفلسطينية.
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي
وفي هذا السياق، أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي اليوم الجمعة أن "العدو هو "قوة قائمة" بالاحتلال عازم على مواصلة جرائمه وترسيخ مخططاته المرتكزة على تهويد الحيز والمكان الفلسطيني وضم الأرض وسرقة التاريخ والرواية والثقافة الفلسطينية وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة والمقررة أمميا".
وقالت عشراوي إن "شعبنا لن يستسلم ولن يرضى بهزيمة أخرى وسيصمد في وجه الأصولية الصهيونية ومخططاتها الاحلالية، ولن يسمح باقتلاعه من أرضه مرة أخرى، وسيناضل حتى نيل حقوقه المكفولة وعلى رأسها حقه في تقرير المصير والعودة، وتجسيد دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس باعتبارها حقوقا كفلها القانون الدولي، وإنجازها يعد مسؤولية ملزمة وواجبة التنفيذ".
وأشارت إلى أن "ما يقوم به العدو بمساندة النظم الاستبدادية وعلى رأسها الإدارة الأمريكية ما هو إلا انعكاس واضح لقباحة الوجه الإجرامي القائم على التطهير العرقي والتهجير القسري والفصل العنصري واستباحة الدم والأرض والمقومات والموارد والمقدسات الفلسطينية".
وشددت عشراوي على أن "قضية فلسطين هي قضية أحرار العالم، وستبقى تشكل التحدي الأكبر والأهم لمكانة المنظومة الدولية، خاصة في ظل تحالف قوى اليمين المتطرف في "إسرائيل" والولايات المتحدة التي تعمل على تنفيذ أجندتها الاستعمارية عبر تقويض منظومة المبادئ والقوانين الدولية برمتها وإجبار الشعب الفلسطيني على الاستسلام والخضوع خدمة للمشروع الإسرائيلي الاحلالي".
ولفتت إلى "دور المجتمع الدولي ومسؤولياته القانونية والتاريخية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته، وقالت: "نذكر الأسرة الدولية أن مصداقيتها مرتبطة بالالتزام بمنظومة القانون الدولي والدفاع عنها أمام سياسات الإدارة الأميركية واليمين الإسرائيلي، وإن الانتصار لمبادئ القانون يحتاج خطوات فاعلة وذات تأثير على الأرض، بما في ذلك مساءلة العدو ومحاسبته على جرائمه ومواجهة منظومة الاحتلال سياسيا وقانونيا واقتصاديا".
وحيت عشراوي الدول والشعوب الصديقة والأقليات والمنظمات والهيئات وجميع أحرار العالم الذين يقفون إلى جانب القضية الفلسطينية العادلة، وقالت إن "هذه الأرض لنا وسنظل صامدين ومرابطين على ترابها، وسنبقى نردد شعر محمود درويش ومقولته الخالدة 'على هذه الأرض ما يستحق الحياة".
رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة أحمد بحر
بدوره، قال رئيس المجلس التشريعي بالإنابة أحمد بحر إن "تهديدات قادة الاحتلال باستخدام القوة ضد أبناء الشعب الفلسطيني لإجباره على القبول بمشروع الضم والاستكانة لمخطط تصفية القضية الفلسطينية لا قيمة او اعتبار له في الميزان الوطني المقاوم".
وأكد بحر في كلمة مصورة له خلال جلسة للمجلس التشريعي أن "أي حماقة صهيونية يرتكبها الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني ستقابل بمقاومة فلسطينية شرسة وغير مسبوقة"، مشيرا إلى أن "قرار الاحتلال ضم أجزاء كبيرة من أراضي الضفة وفرض السيادة الصهيونية عليها في الأول من شهر يوليو المقبل، جاء إلى جانب إنهاء قضيتي القدس واللاجئين وسرقة الموارد والمقدرات الوطنية وتصفية الوجود الفلسطيني على الأرض بشكل عام".
وأوضح أن "النكبة والنكسة واحتلال القدس وفلسطين وكل أشكال العنصرية والعدوان التي صبها الاحتلال على الشعب الفلسطيني طيلة العقود الماضية، والتي توجت بمؤامرة "صفقة القرن" وما تحمله من قرار الضم وغيرها، لا تساوي في قاموس الإرادة والعزيمة الوطنية شيئا".
وشدد على أن "المرحلة الراهنة لا تحتمل مزيدا من التسويف والانتظار فالكل يجب أن يتحمل مسؤولياته في مواجهة الاحتلال وصفقة القرن والدفاع عن الشعب الفلسطيني وقضيته".
ودعا بحر الدول العربية الإسلامية وقادة الأمة إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية في ظل الهجمة الشرسة التي تستهدف الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية في هذه المرحلة الخطيرة، مطالبا بتقديم كل أشكال الدعم والنصرة لأبناء الشعب الفلسطيني لتعزيز صموده في وجه الاحتلال الصهيوني.
القائم بأعمال رئيس المجلس التشريعي النائب محمود الزهار
من جهته، أشار القائم بأعمال رئيس المجلس التشريعي النائب محمود الزهار إلى أن "القدس والأقصى جزء من عقيدة الأمة الإسلامية وأن الشعب الفلسطيني خط الدفاع الأول عنهما"، لافتاً إلى أن "الشعب الفلسطيني لن يهادن الاحتلال مهما طال الزمن وسيستمر بمحاربة ومجابهة الاحتلال بكل السبُل والوسائل المتاحة وصولاً للتحرير والاستقلال".
الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عبد اللطيف القانوع
من جهته، قال الناطق باسم حركة "حماس" عبد اللطيف القانوع إن "المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها هي المسار الاستراتيجي لإفشال مخطط الضم في الضفة الغربية، ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية العادلة".
وأكد القانوع في تصريح صحفي أن "المقاومة هي الأقدر على تجاوز تبعات نكسة حزيران 1967م، موضحا أن "شعبنا الفلسطيني بصموده الأسطوري ومقاومته الباسلة، تجاوز النكسات والانكسار أمام جبروت الاحتلال، ورسم مشاهد التحدي في معارك مختلفة معه، وحقق انتصارًا على غطرسة الاحتلال".
وشدد القانوع على أن "ثورة الشعب الفلسطيني ستبقى مستمرة لانتزاع حقوقه وحريته، واستعادة أرضه من براثن المحتل، وأن بسالة المقاومة التي استطاعت أن تدحر الاحتلال من قطاع غزة هي كفيلة بكنسه عن باقي الارض المحتلة، وإسقاط كل مشاريعه العدوانية".
إقرأ المزيد في: فلسطين
30/10/2024