فلسطين
فصائل المقاومة الفلسطينية في يوم القدس: ندعو لتشكيل جبهة واسعة لمواجهة تيار التطبيع
دعت فصائل المقاومة الفلسطينية اليوم الخميس إلى تشكيلِ جبهةٍ وطنيةٍ وعربيةٍ وإسلاميةٍ واسعةٍ ومنْ كلِّ الأحرارِ لمواجهةِ تيارِ التطبيعِ والتنسيقِ الأمنيِّ مع العدو الصيهوني، الذي يتآمرُ على قضيةِ القدسِ وفلسطينِ.
وأكدت فصائل المقاومة بمناسبة احياء يوم القدس العالمي أنَّ "هذه الجبهةَ هي الكفيلةُ بمواجهة المخططات الصهيوأمريكية وكنسِ الاحتلالِ عن أرضِنا ومقدساتِنا".
وقالت "في هذا اليومِ الفضيلِ من هذا الشهرِ المباركِ، تحلُّ علينا ذكرى يومِ القدسِ العالميِّ الذي انطلقَ مع الثورةِ الإيرانيةِ؛ وفاءً للمدينةِ المقدسةِ، ونصرةً للمسجدِ الأقصى، وتفاعَلَ معهُ كلُّ الأحرارِ والثوّارِ من الأمةِ العربيةِ والإسلاميّةِ، حيثُ تتوجهُ القلوبُ كلُّها في هذا اليومِ إلى المقدساتِ الإسلاميةِ والمسيحيةِ التي يعربدُ فيها الاحتلالُ الإسرائيليُّ، ويعيثُ فسادًا، في ظلِّ الهوانِ الذي تمارِسُه أنظمةُ التطبيعِ والعلاقاتِ المشبوهةِ مع العدوِ الصهيونيِّ".
وأضافت "تزدادُ أهميةُ هذه الوقفةِ الإسلاميةِ والوطنيةِ لتزامنِها مع مخططاتِ الإدارةِ الأمريكيةِ المتمثلةِ في تطبيقِ صفقةِ القرنِ لتهويدِ القدسِ والأقصى، وتصفيةِ حقوقِ الشعبِ الفلسطينيِّ، وبعدَ تشكيلِ حكومةِ الإرهابِ الصهيونيةِ التي تتهيأُ لتنفيذِ هذه الصفقةِ المشبوهةِ والمشفوعةِ بضمِّ أجزاءٍ كبيرةٍ من الضفةِ الغربيةِ تحولُ دونَ أيِّ أملٍ سياسيٍّ للشعبِ الفلسطينيِّ".
وتابعت "لقدْ مارَسَ العدوُّ الصهيونيُّ كلَّ أشكالِ الجرائمِ ضدَّ الإنسانيةِ، وجرائمَ الحربِ ضدَّ شعبِنا لفرضِ وقائعَ خبيثةٍ على الأرضِ الفلسطينيةِ بتمزيقِها ومصادرتِها، وترحيلِ أهلِنا، وقتْلِ ثوّارِها، وطمسِ هويتِها العربيةِ الإسلاميةِ، ومدِّ الأذرعِ الصهيونيةِ الأخطبوطيةِ إلى مقدراتِ الأمِّة وثقافتِها عبرَ أنظمةٍ فاشلةٍ ظالمةٍ معاديةٍ لشعوبِها، ومعاديةٍ للشعبِ الفلسطينيِّ والقضيةِ الفلسطينيةِ".
واكدت فصائلِ المقاومةِ الفلسطينيةِ: "لنْ نستسلمَ أبدًا لواقعِ القهرِ الذي يفرضُه الاحتلالُ بغطاءٍ من الإدارةِ الأمريكيةِ، وبتواطؤٍ معَ أنظمةِ التطبيعِ العربيِّ، بلْ سنقاومُ هذا الهجومَ كما فعلْنَا دائمًا، وسيبقى شعبُنا مقاومًا مضحيًا، قدّمَ عشراتِ الآلافِ من الشهداءِ، ومئاتِ الآلافِ من الجرحى والأسرى؛ ثمنًا لرفضِ ومقاومةِ الاحتلالِ، والتهويدِ لأرضِنا ومقدساتِنا".
ووجهت الفصائل التحيةَ إلى أبناءِ الشعبِ الفلسطيني في أماكنِ تواجدِهِ كافةً، في الشتاتِ حيثُ الصابرونَ الصامدونَ المتمسكونَ بحقِّ العودةِ المقدّسِ، وفي الأراضي المحتلةِ عامَ 48، الثابتينَ الذينَ يقاومونَ مؤامراتِ تغييرِ الهويةِ وتهويدِ الأرضِ، وفي غزةَ الصمودِ الذينَ وقفوا بكلِّ أنفةٍ وعزّةٍ في وجهِ الحصارِ والعدوانِ الصهيونيِّ، ولقّنوه درسًا في الكرامةِ والبسالةِ والبطولةِ.
كما وجهت التحيةَ إلى الشعب الفلسطيني العظيمِ في الضفةِ المحتلةِ، خاصة أبطالَ العملياتِ الفرديةِ، هؤلاءِ الرجال الذينَ ينقشونَ في الصخرِ لاختراقِ الأمنِ الصهيونيِّ، وتدفيعِ الاحتلالِ ثمنًا باهظًا سيجبرُهُ في النهايةِ على الرحيلِ عن الارض والمقدسات الإسلاميةِ والمسيحيةِ، وما هذه العملياتُ البطوليةُ والشجاعةُ التي تجري يوميًا في الضفةِ الغربيةِ والقدسِ ضدَّ العدوِّ الصهيونيِّ إلا تأكيدٌ أنَّ روحَ الجهادِ والمقاومةِ تسري في عروقِ أبناءِ الشعب الفلسطيني وأنَّ كلَّ عملياتِ التخويفِ والإرهابِ والقمعِ والتنسيقِ الأمنيِّ مع العدوِّ لن تزيدَهم إلَّا إصرارًا على الاستمرارِ في هذا الطريقِ، واستكمالِ مشوارِ التحريرِ، وانتزاعِ حقوقِهم بالقوةِ مهما بَلَغَتِ التضحيات.
وشددت على أن "ثورةَ شعبِنا العارمةَ في وجهِ الاحتلالِ في الضفةِ الغربيةِ والقدسِ وسائرِ فلسطينَ ما هيَ إلا مسألةُ وقتٍ".
كما حيت إلى كلِّ الدولِ الحرّةِ الكريمةِ التي تأبى الاعترافَ بالاحتلالِ، أو التطبيعَ معه، أو قبولَه، كما قدمت التحيةَ والعرفانَ للدولِ التي تدعمُ المقاومةَ الفلسطينيةَ بالمالِ والسلاحِ والدعمِ السياسيِّ والمعنويِّ.
وفي الوقتِ نفسِهِ، أدانت الفصائل بكلِّ أشكالِ الإدانةِ مواقفَ الدولِ والأنظمةِ التي تعملُ على التطبيعِ، أو تمارسُ الرذيلةَ السياسيةَ بالعلاقةِ مع الاحتلالِ الصهيونيِّ المجرمِ، وأضافت: إنَّ إحياءَ يومِ القدسِ العالميِّ، وتزايدَ حالةِ الرفضِ لدى شعوبِ الأمةِ وأصدقاءِ الشعبِ الفلسطينيِّ في العالمِ للتطبيعِ معَ العدوِ وللمخططاتِ الصهيو أمريكيةِ التي تستهدفُ القضيةَ الفلسطينيةَ وحقوقَ الشعبِ الفلسطينيِّ، أكبرُ تأكيدٍ على مكانةِ فلسطينَ والأقصى في قلوبِ ووجدانِ الأمةِ جمعاء، وأنَّ الأمةَ لم ولن تنسى فلسطينَ مهما بلغَ حجمُ التآمرِ علیها، وكيِّ وعیِها وتمزیقِها، ونهبِ ثرواتِها .
وأكدت الفصائل أن القدس ستبقى دربَ الشهداءِ، وقبلةَ الأحرارِ منْ أبناءِ الأمّةِ، فالقدسُ مركزُ الصراعِ وعنوانُه حتى طردِ الصهاينةِ الغزاةِ، وأنَّ استعادةَ وحدةِ الأمةِ وقوَّتَها، وتسخيرَ مقدراتِها في ساحةِ المواجهةِ الحقیقیةِ مع العدوِ الصهیونيِّ، ودعمَ المقاومةِ الفلسطينيةِ منْ أجلِ تحريرِ فلسطينَ، وحمايةَ المنطقةِ من الخطرِ الصهيونيِّ واجبٌ عليهم ومسؤوليةُ الجميعِ.