فلسطين
هدم المنازل.. سياسة "اسرائيلية" لن توقف نيران المقاومة في الضفة الغربية
صعّدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2019، ومطلع العام الجاري 2020، من سياسة العقاب الجماعي بحق عائلات الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجونها، أبرزها سياسة هدم المنازل، وإصدار أوامر عسكرية لملاحقة مخصصات عائلاتهم، عبر سياسة الإرهاب.
واعتبر نادي الأسير الفلسطيني أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وبكافة أجهزتها، تنفذ حربا على عائلات الأسرى، في محاولة لاستهداف الوجود الفلسطيني، وتُصعّد من أدواتها التنكيلية والانتقامية، في ظل صمت دولي رغم انتهاكها المتواصل لكافة قواعد القانون الدولي الإنساني، والاتفاقيات الدولية.
وبيّن نادي الأسير مجموعة من الأساليب الممنهجة التي نفذها الاحتلال بحق عائلات الأسرى، والتي تندرج ضمن سياسة العقاب الجماعي، منها: استدعاء عائلات الأسرى والمعتقلين للضغط على أبنائهم المعتقلين، من أجل انتزاع اعترافات منهم خلال فترة التحقيق أو اعتقالهم بغية الحصول على معلومات، أو لمجرد الانتقام، وشمل ذلك آباء وأمهات المعتقلين وأشقائهم، إضافة إلى عمليات الاقتحامات المتكررة لمنازلهم، وتنفيذ اعتداءات وعمليات تخريب.
وبرزت سياسة هدم منازل الأسرى، كسياسة ممنهجة تاريخيا، حيث مارستها سلطات الاحتلال بكثافة في الأعوام التي شهدت مواجهة كبيرة.
ومنذ مطلع العام الجاري 2020، هدمت قوات الاحتلال أربعة منازل تعود لعائلات أسرى في سجون الاحتلال وهم: أحمد قنبع من جنين، ووليد حناتشة، ويزن مغامس من رام الله، إضافة إلى منزل عائلة الأسير قسام البرغوثي الذي جرى هدمه فجر هذا اليوم في بلدة كوبر قضاء رام الله.
وبحسب نادي الأسير، تعرّض الأسير البرغوثي والمعتقل منذ 26 آب/ أغسطس 2019، للتعذيب الشديد في مركز تحقيق "المسكوبية" استمر قرابة (80) يوما، وواجهت عائلته عمليات تنكيل واعتقال متكررة، حيث جرى اعتقال والدته د. وداد البرغوثي، وشقيقه كرمل البرغوثي في بداية شهر أيلول/ سبتمبر 2019، وأُفرج عن والدته بشروط، وعن شقيقه بعد مدة اعتقال استمرت سبعة شهور.
وفي تاريخ الخامس من آذار/ مارس 2020، هدمت منزلي الأسيرين يزن مغامس، ووليد حناتشة في رام الله، علماً أن الأسير مغامس معتقل منذ الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2019، حيث تعرض لتعذيبٍ شديد خلال التحقيق معه في معتقل "المسكوبية" والذي استمر لما يقارب الشهرين، إضافة إلى الأسير حناتشة الذي تعرض أيضاً للتعذيب الشديد منذ تاريخ اعتقاله في الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر 2019، واستمر لأكثر من شهرين.
كما هدمت قوات الاحتلال مطلع العام الجاري منزل عائلة الأسير قنبع للمرة الثانية في تاريخ السادس من شباط/ فبراير، حيث جرى هدم المنزل سابقا، عام 2018، علما أنه معتقل منذ تاريخ السابع عشر من يناير 2018، وما يزال موقوفاً.
والعام الماضي، هدمت قوات الاحتلال منزل الأسير خليل يوسف جبارين من بلدة يطا، وعاصم البرغوثي من بلدة "كوبر"، ومنزل شقيقه الشهيد صالح، كما هدمت منزل عائلة الأسير إسلام أبو حميد للمرة الرابعة، إضافة إلى منازل أربعة أسرى من بلدة بيت كاحل شمال غرب الخليل هم: أحمد عصافرة، وشقيقه قاسم، ونصير صالح عصافرة، ويوسف سعيد زهور.
"حماس"
المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم اعتبر أن هدم جيش الاحتلال لمنزل الأسير قسام البرغوثي في قرية كوبر شمال رام الله، جريمة حرب تضاف إلى مسلسل متواصل من إجرام العصابات الصهيونية".
وأضاف قاسم أن "الاحتلال بهذه الجريمة يكرر سياسته في هدم المنازل التي مارسها منذ عشرات السنوات والتي اثبتت فشلها على الدوام، بل كانت وقودا جديدا لثورة شعبنا"، وأكد أن "السلوك الهمجي من الاحتلال يؤكد العقلية الإجرامية والسلوك الإرهابي لهذا الكيان الغاصب، وتفضح حجم الجريمة التي ترتكبها بعض الأطراف في المنطقة في محاولتها التطبيع مع الاحتلال".
"الجهاد الاسلامي"
بدوره، اعتبر المتحدث باسم حركة الجهاد الاسلامي مصعب البريم أن هدم الاحتلال لمنزل الأسير البرغوثي يأتي جريمة في سياق العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني واستهداف الاسرى داخل السجون وخارجها بالاعتداء على ممتلكات عوائلهم.
وأكد البريم أن هذه الجريمة لن تفت في عضد الأسرى ولن تغير عقيدة المقاومة والصمود الراسخة في عقولهم و وجدانهم.
وشدد على أن "تدمير المنازل جريمة مكتملة الاركان وهو إرهاب صهيوني فاضح ومكشوف ولن يجلب للاحتلال وللمستوطنين سوى مزيد من الثورة والانتفاضة والمقاومة وسترتد تداعيات هذه الجرائم على العدو نتائج عمّا قريب".
وقال إن "الاحتلال جرب كل اشكال القهر والارهاب والاستهداف من الاغتيال الى الاعتقال الى هدم البيوت ولكنه لم يكسر إرادة القتال والصمود لدى ابناء شعبنا في كل فلسطين".
"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"
من جهتها، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن إقدام سلطات الاحتلال على هدم منزل البرغوثي لن يخمد نيران المقاومة وسيزيدها اشتعالاً وعنفواناً وصلابة.
واعتبرت الجبهة أن استمرار الهجمة الصهيونية الواسعة الممنهجة والتصعيدية بحق قيادييها ورفاقها والتي كان آخرها اعتقال رفاقها زاهر الششتري وسائد المصري من نابلس، كما مواصلة جريمة هدم البيوت هي سياسة بائسة وفاشلة، لن تكسر إرادة شعبنا، وأثبتت عدم جدواها، وكانت وما زالت تزيد من شوكة الجبهة وإصرارها على مواصلة المقاومة.
وأشارت الجبهة الى أن الاحتلال مهما هدم ونسف ومهما لاحق واعتقل لن يستطيع أن ينهي خيار المقاومة من وجدان وذاكرة الشعب الفلسطيني وفي مقدمتهم الجبهاويين المقاتلين.
وشددت الجبهة على أن المجتمع الدولي ما زال يكافئ سياسة هدم الاحتلال للبيوت الفلسطينية والتي تصاعدت وتيرتها في السنوات الأخيرة بمزيد من الصمت وإعطاء الغطاء، رغم تعارض هذه السياسة الإجرامية مع اتفاقيات جنيف الرابعة لعام 1949، ومع مبادئ وقواعد القانون الدولي، ومع بنود الميثاق العالمي لحقوق الانسان.