فلسطين
قُبيل الإعلان الأميركي عن "صفقة القرن".. فصائل فلسطينية لـ"العهد": المقاومة سبيلنا لمواجهة الاحتلال
مع اقتراب الإعلان الأميركي لما يسمى بـ"صفقة القرن" صعّدت الفصائل الوطنية الفلسطينية حملاتها المدافعة عن القضية الفلسطينية، داعية إلى تصعيد شعبي يوحد كلمة الشعب الفلسطيني لمواجهة التحديات وإسقاط الصفقة التي جاءت على حساب الحقوق الفلسطينية.
وفي هذا السياق، أكد عضو المكتب السياسي لـ"حركة الجهاد الاسلامي" نافذ عزام في حديث لموقع "العهد" الإخباري أن "صفقة القرن هي وجه جديد من وجوه العدوان على الشعب الفلسطيني"، مشيرا إلى ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاوز كل الأعراف التقليدية المعروفة تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بتبنيه لوجهة نظر كيان العدو بالكامل"، وأضاف أنه "لا مكان للفلسطنيين في هذه الصفقة أبدًا، ولا يمكن أن يكتب لها النجاح طالما أن الفلسطينيين يقفون صفًا واحدًا في مواجهتها".
ولفت عزام إلى أن "الفصائل الفلسطينية قررت التصعيد يوجه الصفقة، ودعت إلى المظاهرات والاعتصامات مع أن ذلك وحده لا يكفي"، مؤكدا ضرورة اتخاذ مواقف جادة وحازمة من قبل العالمين العربي والإسلامي، من أجل إجبار الإدارة الأميركية على إلغاء خطتها".
كما لفت الى أن "الفصائل الفلسطينية كافة تتواصل مع السلطة من أجل اتخاذ موقف رسمي جاد لأن الخطر يمس الجميع، خصوصا ان الصفقة ستضم 70% من أراضي الضفة الغربية بيد الاحتلال، بالإضافة الى القدس والأغوار، وعليه لا مكان لأي فلسطيني في هذه الصفقة".
ودعا عزام "رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى ان يوجه رسالة الى الجانب المصري للاجتماع في القاهرة للتباحث في كيفية التصدي للصفقة"، مضيفا ان "السلطة تجري اتصالات مع كل المنظمات الإسلامية والدولية والدول العربية والإسلامية للوقوف بوجه المؤامرة الأميركية التي تتعامل باستخفاف مع كل قرارات الأمم المتحدة التي تخص القضية الفلسطينية".
"حماس": "صفقة القرن" تمثل شرًا لشعبنا ولأمتنا وسنقاومها بكل قوة
وفي السياق، أكد القيادي في حركة "حماس" إسماعيل رضوان أن "صفقة القرن" المنوي الإعلان عنها من قبل الرئيس الامريكي دونالد ترامب تمثل مشروع الشر بالنسبة للشعب الفلسطيني وللأمة العربية والاسلامية، مشيرًا إلى ان هذه الصفقة وتبعاتها "ستخلق حالة من الفوضى العارمة لهذا الانحياز الامريكي للاحتلال على حساب الحقوق الفلسطينية".
وقال رضوان في حديث لموقع "العهد" الإخباري" إنه "من حق شعبنا الفلسطيني أن يقاوم هذه الصفقة والمطلوب فلسطينيًا توحيد الشعب الفلسطيني واستعادة الوحدة بشكل عاجل والتوافق على استراتيجية وطنية فلسطينية لمواجهة "صفقة القرن" والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية".
وأضاف أن ""صفقة القرن" هي تصفية للقضية الفلسطينية، فبدأ الأمريكيون بالإعلان عن القدس عاصمة للكيان الصهيوني ثم حاولوا تصفية قضية "الاونروا واللاجئين ثم أعلنوا عن ضم الجولان السوري المحتل للكيان ثم اعلنوا عن الشق الاقتصادي عنها في المنامة".
رضوان أكد رفضه التام للصفقة "لأنها جاءت على حساب الحقوق الفلسطينية وسنفشلها بكل ما أوتينا من قوة"، مطالبًا السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال والتبرؤ من اتفاق أوسلو لأنها تهيئ المناخات لتطبيق الصفقة على حد قوله.
كما دعا القيادي في حركة "حماس" رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى الإعلان العاجل لانتخابات شاملة وتوحيد الشعب الفلسطيني واجتماع عاجل للإطار القيادي المؤقت لـ"منظمة التحرير الفلسطينية" لمواجهة "صفقة القرن".
وطالب رضوان الدول العربية بوقف الهرولة والتطبيع مع الكيان الصهيوني ونبذ الصفقة، مشددًا على أنه "لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة، وغزة جزء من هذا الوطن ونؤكد وحدة الأرض الفلسطينية ووحدة الشعب الفلسطيني ورفضنا للصفقة المشؤومة".
الجبهة الشعبية: "صفقة القرن" رؤية اسرائيلية تقطع الطريق على الدولة الفلسطينية وأخطرها التطبيع
بدوره، أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول أن الرئيس الامريكي دونالد ترامب لن يطرح خطة سلام وانما رؤية اسرائيلية في اطار ما تسمى "صفقة القرن" ليوهم المجتمع الدولي على أنه يقدم رؤية لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
وقال الغول في حديث لموقع "العهد" الإخباري : "نحن يجب أن نقاوم هذه الصفقة لانها تعمل على تصفية القضية القلسطينية، والخطر من ذلك أن الصفقة ستكون أساس تطبيع علاقات "إسرائيل" مع الوضع الرسمي العربي تحت عنوان هناك أساس سياسي يمكن على أساسة انهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وهو ما يؤدي إلى تطبيع كامل مع الدول العربية وهذا هدف جوهري لما يسمى بصفقة ترامب".
وشدد الغول على أن "الصفقة تقطع الطريق على إقامة دولة فلسطينية، إذ انها ستعترف بالاستيطان والقدس عاصمة لـ"اسرائيل" كما اعترفت بها الادارة الامريكية سابقا وستدعم ضم الاغوار".
وقال: "لن نكون أمام دولة فلسطينية تشمل الضفة، وغزة، والقدس، وانما سيكون المركز هو غزة، وربما امتداد لها مدن وأجزاء من الضفة الغربية، وستكون خاضة للامن الاسرائيلي، وتابعة للاقتصاد الاسرائيلي، والتسمية في هذه الحالة لن تغير كثيرا من واقع بقاء الاراضي الفلسطينية تحت الاحتلال بالمعني الامني، والاقتصادي، وحتى لو سميت امبراطورية وليست دولة وهذا لن يغير من حقيقة انه لن نكون أمام سيادة للفلسطينيين على أرضهم ولن نكون أمام دولة ذات سيادة بالمعنى الكامل كما هو شأن كل الدول".
وأضاف الغول : "نحن أمام محاولة أمريكية لتصفية القضية الفسطينية وفق الرؤية الاسرائيلية حيث تحالف اليمن الامريكي والمسيحي الصهيوني الامريكي مع الصهيونية ورؤيتها مع كيفية انهاء الصراع مع الفلسطينيين"، مؤكدا أن "الصفقة ليست قدرا على الشعب الفلسطيني وبامكانه افشالها كما افشل مخططات سابقة هدفت الى تصفية القضية الفلسطينية".
وتابع الغول أن "الاوضاع قاسية في ظل التغيرات والتبدلات بالاقليم، وفي ضوء تراجع مكانة القضية الفلسطينية عند العديد من الانظمة الرسمية العربية، وفي ضوء تبدل مركزية الصراع في المنطقة، مع ذلك شعبنا بامكانه الصمود ورفض الصفقة والنضال لمواجتها وهذا يتطلب انهاء الانقسام واستعادة الوحدة على اساس برنامج سياسي يعيد فتح الصراع الشامل مع اسرائيل ويعمل على تجميع عوامل القوة الفلسطينية المسنودة بعوامل قوة شعبية وسياسية عربية هنا يمكن أن ننجح بالصمود وافشال المخطط".
وختم قائلا: "لن يكون مفهوما التعامل مع حالة الانقسام وانما المطلوب دعوة الاطار القيادي لمنظمة التحرير ليبحث في توحيد الموقف الفلسطيني ومقدرات شعبنا لمواجهة الصفقة".