فلسطين
الاحتلال يدمّر محاصيل المزارعين الفلسطينيين
شرعت طائرات الاحتلال الصهيوني برش المبيدات الكيميائية من الجو في المناطق القريبة من السياج الشرقي الفاصل شرقي قطاع غزة.
وقال مزارعون إن عمليات الرش تجري بشكل مفاجئ ودون تحذير أو إنذار مسبق، وتكون في الغالب في الجانب الإسرائيلي من السياج الشرقي الفاصل، وفي بعض الأحيان تقوم بعمليات الرش داخل أراضي القطاع، وقبل عمليات الرش تتأكد قوات الاحتلال من أن اتجاه الرياح يكون باتجاه أراضي القطاع غرب السياج الفاصل.
وأضاف: "كما تحلق الطائرات على ارتفاعات منخفضة، قد تصل لمستوى 20 مترًا فوق سطح الأرض، ويصل رذاذ رش المبيدات إلى عمق يتراوح ما بين (700 -1200) متر داخل أراضي قطاع غزة".
وتتكرّر عمليات الرش خلال فترتين سنويًا (نهاية كانون الأول/ديسمبر أو بداية كانون الثاني/يناير- وشهر نيسان/أبريل)، وهي بداية زراعة المحاصيل الشتوية والصيفية.
ويتكبّد المزارعون الفلسطينيون خسائر كبيرة جراء هذه الممارسات، من خلال ما تخلّفه عمليات الرش من تدمير للمحاصيل، كما تجعل المزارعين يترددون أو يحجمون عن زراعة أراضيهم الكائنة في تلك المناطق، نظرًا لخطورة المنطقة، واحتمال تلف محاصيلهم في حالة وصول مواد الرش الجوي إليها.
وتُشير عمليات الرصد والتوثيق التي تتابعها مؤسسات حقوق الإنسان إلى أن قوات الاحتلال شرعت في عمليات الرش منذ العام 2014 وأن الأضرار الناتجة عن عمليات الرش طالت (7620000) مترًا مربعًا من الأراضي الزراعية في قطاع غزة.
وكالة الأبحاث اللندنيّة "فورنسيك أركيتكتشر" (بنية الأدلة الجنائيّة) نشرت في تموز/ يوليو من العام 2019، تقريرًا جديدًا يقدم تحليلًا لعمليات الرش الجويّ لمبيدات الأعشاب التي قامت بها "إسرائيل" بين الأعوام 2014 حتى 2018.
ويعتمد التقرير بشكل كبير على أبحاث ميدانيّة ومعلومات نشرت في سياق جهود قانونيّة، قامت بها المؤسسات الحقوقيّة "ﭼيشاه – مسلك"، مركز الميزان لحقوق الإنسان ومركز عدالة على مدار سنوات، ويدعم البحث استنتاجات الجمعيات، ويقر أن عمليات الرش ألحقت أضرارًا بالغة بالحقول والمزروعات داخل أراضي القطاع.
وفي حين ذكرت وزارة الحرب الاسرائيلية في عام 2016 أن المواد المستخدمة في الرش الجوي هي: "جليفوسات، "أوكسيجال"، و"ديوريكس"، صنّفت وكالة أبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية في العام 2015، مادة الجليفوسات بأنها مسرطنة، وقد تسبب تشوهات خلقية للمواليد الجدد، لذا حرمت بعض هذه المركبات في عدد من دول العالم.
وكانت المؤسسات الحقوقية الثلاث قد توجهت بتاريخ 9/1/2019، برسالة عاجلة لرئيس حكومة العدو ووزير جيش الاحتلال، ولاحقًا إلى المدعي العسكري العام والمستشار القانوني لحكومة العدو، طالبتهم فيها بالتوقف والامتناع عن رش المبيدات من الجو في قطاع غزة وبالقرب من أراضيه، نظرًا للأضرار الخطيرة التي تلحقها عمليات الرش بالمحاصيل الزراعية وصحة المواطنين.
وقد شهد العام الماضي 2019، هدوءًا على هذا الصعيد، حيث لم تسجل أية عمليات لرش المبيدات، مما انعكس بشكل إيجابي على المزارعين ومحاصيلهم.
وأكدت المؤسسات الحقوقية أن عمليات الرش التي تقوم بها سلطات الاحتلال مدمّرة ومحظورة بحسب القانون المعتمد في كيان العدو ودول العالم، ولا يوجد أيّ تبرير أو أساس قانوني للاستمرار بهذه الأعمال التي تمسّ بحقوق الإنسان وتعرض حياة وممتلكات المواطنين في قطاع غزة للخطر.
وتُشير المعطيات إلى شُبهات قوية أن عمليات الرش تشكل خطرًا على الحياة والغذاء وتنفس هواء نظيف.
وطالبت المؤسسات الحقوقية سلطات الاحتلال بالتوقف فورًا عن عمليات الرشّ، وما ينتج عنها من تدمير للإنسان والبيئة، وتعويض المتضرّرين وضمان عدم تكرارها.