فلسطين
"الاستيطان" يلتهم الخليل
حذّر تقرير فلسطيني أن مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة باتت مستهدفة بالاستيطان أكثر من أيّ وقت مضى، وقال إن سلطات الاحتلال تمارس في مدينة الخليل سياسة التضييق على الفلسطينيين كوسيلة لتهجيرهم قسريًا، متذرعة بحجج أمنيّة واهية لجعل حياتهم جحيمًا لا يطاق، ودفعهم للرحيل عن منازلهم.
وأوضح تقرير الاستيطان الأسبوعي الذي يعده المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية أن الاحتلال يعتمد سياسة آليات الفصل الحادّ والمتطرف في الخليل منذ 25 عامًا، بهدف التوسع الاستيطاني فيها، ما يمثل خرقًا لحظر النقل القسريّ الذي يعتبر جريمة حرب، خاصة أن الاحتلال يعمد إلى التضييق على المواطنين بهدف تهجيرهم من منازلهم، مقابل توفير احتياجات المستوطنين وخلق جو ملائم لهم لتشجيعهم على الاستيطان.
وأشار إلى أنه بإيعاز من وزير جيش الاحتلال نفتالي بينيت، أرسلت سلطات العدو الأسبوع الماضي، عبر رسالة تهديد إلى بلدية الخليل، وطالبتها بالموافقة على هدم سوق الجملة في قلب المدينة من أجل إعادة بنائه من جديد، ليصبح ممكنًا إقامة بؤرة استيطانية جديدة، وإضافة طابق فوق السوق يضم 70 وحدة استيطانية، وإنها ستبدأ إجراءات قضائية لإلغاء مكانة البلدية كمستأجر محمي للسوق إذا لم تستجب للطلب خلال 30 يومًا.
ولفت التقرير إلى أن خطة هدم مبنى بملكية بلدية الخليل بعقد تأجير محمي وإقامة وحدات استيطانية مكانه بدأ بها وزير حرب العدو السابق أفيغدور ليبرمان سابقًا، وهي ليست النهاية بل البداية، وتشير الى طموحات مستوطني الخليل المشمولة في كراسة "مغارة الماكفيلا– جذور الشعب اليهودي" التي نشروها في الخليل قبل عدة أعوام، ويتم بيعها أمام المغارة القريبة من الحرم الإبراهيمي .
وقال إن هذه الكراسة تتضمّن خارطة تشير الى ثلاث مناطق بثلاثة ألوان مختلفة، الأزرق الفاتح وهي منطقة تحت السيطرة الإسرائيلية المعروفة باسم (H2)، والأزرق الغامق وهي منطقة تواجد استيطاني، ومنطقة بنية تميل الى البرتقالي تحت السيطرة الأمنية الفلسطينية وتعرف باسم (H1).
وأضاف أن أسماء الشوارع في المنطقة الملونة باللون الازرق الفاتح تم تهويدها منذ زمن، حيث إن شارع الشهداء أصبح شارع "الملك داوود"، كما توجد في حي تل الرميدة والجعابرة شوارع مثل "معاليه هأفوت" و"سعاديا هحبروني"، وامتد التهويد ليصل إلى المنطقة الخاضعة للسلطة الوطنية.
وتحدث التقرير عن أن الاحتلال حول اسم شارع الشلال الكبير إلى "حاييم يوسف دافيد ازولاي"، والشلال الصغير لـ"نتان تسفي فنكل"، وهو مؤسس المدرسة الدينية "كنيست اسرائيل"، وشارع الملك حسين لشارع الهيكل، وميدان ياسر عرفات لـ"كيكر هيوفال"، فيما يغلق نحو 2400 شقة سكنية في البلدة القديمة وأخلاها من أصحابها.
وذكر أن معظم الشقق الفارغة توجد في المنطقة التي تقع تحت سيطرة المستوطنين المباشرة، فضلًا عن ذلك، فإن 1500 محل تجاري مغلق منذ عشرين عامًا تقريبًا، ثلثها بأوامر عسكرية، والأخرى بسبب تنكيل المستوطنين ومنع الحركة التي تصعب من حياة المواطنين والانتاج والتجارة، وتعيق وصول المشترين والموردين اليها.
وإلى جانب مخططات الاستيطان والتهويد في محافظة الخليل، مدّدت سلطات الاحتلال قرار الاستيلاء على آلاف الدونمات من أراضي محافظات طولكرم وقلقيلية وسلفيت.
وقال التقرير إن الاحتلال أرفق القرارات العسكرية بخرائط تفصيلية، تحت عنوان أمر الاستيلاء (تمديد سريان وتعديل حدود)، بهدف الحفاظ على مسار الجدار والابقاء عليه، ضمن محاولاته المتواصلة للمضي قدمًا في نشر الاستيطان في الضفة الغربية.
ويسري القرار لغاية ثلاث سنوات من توقيعه علمًا أن مجمل المساحات المتأثرة من هذه القرارات نحو 2975 دونما، وهي تمثل السلة الغذائية للمحافظات الثلاث، كونها مزروعة بالحمضيات والخضراوات والفواكه، وتحوي آبارًا ارتوازية.
وأكد أن قرارات المحاكم الاسرائيلية وجهازها القضائي لا تطبق الا على الفلسطينيين، الذين لا يزال وصولهم الى أراضيهم مستحيلًا.
ولفت الى أن الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات ومنظمة التعاون الإسلامي كانت قد أصدرت تقريرًا مؤخرًا، قالت فيه: إن الحفريات التي تجري في القدس منذ عام 1967 قد بلغت 104 حفريات، منها 22 فاعلة، 4 تحت وحول الأقصى، و5 في سلوان، و5 في البلدة القديمة، و8 مواقع متفرقة، و57 حفرية ونفقًا تخترق المسجد الأقصى.
وبيّن التقرير أن الهيئة حذرت من خطورة بناء مقبرة يهودية ضخمة أسفل المقبرة القديمة التي تمتد من جبل الزيتون وحتى بلدة سلوان، تبلغ مساحتها أكثر من 1600 متر مربع بعمق 50 مترًا وتتسع لأكثر من 23 ألف قبر بتكلفة 90 مليون دولار.
وتابع: رصد تقرير الهيئة في مدينة القدس 29 مستوطنة، منها 15 في الجزء الشرقي والباقي في الغربي، أما حول القدس فهناك 43 مستوطنة على 46 ألف دونم تهدف إلى تغيير طبيعة القدس من خلال الحفريات والتهويدات الجارية على قدم وساق، فيما يحيط بالأقصى الآن 105 كنس يهودية، علمًا أن عدد المساجد بالقدس 107، منها 43 في البلدة القديمة، و95 كنيسة.