فلسطين
بالفيديو: "حترجعلك"... مبادرة شبابية للحفاظ على الثروة السمكية في غزة
بمعدات وأدوات بسيطة، غاص فلسطينيون في حوض ميناء غزة ليس لاصطياد الأسماك، بل لتنظيفه من القاذورات والحفاظ على الثروة السمكية.." حترجعلك" مبادرة شبابية هي الأولى من نوعها لتنظيف وتجميل حوض ميناء غزة بحرا وبرا.
قرابة الألف متطوّع من الشباب شاركوا في الحملة التي نظمتها مؤسسات عدة بدعم من منظمة الإغاثة الإسلامية، وحملوا إلى جانب أدوات التنظيف والأكياس البلاستيكية شعارات تحثّ على نظافة البحر والميناء في خطوة للتخفيف من معاناة سكان القطاع.
ولم يقتصر التنظيف على البرّ، إذ شارك نحو 40 غواصًا في تنظيف أعماق حوض الميناء بمساعدة عدد من القوارب الصغيرة التي حملت المخلفات البلاستيكية، والشباك المهترئة، والقمامة التي قام باستخراجها المتطوعون.
المتطوعة عبير أبو ريدة (مهندسة بيئية) وصلت الى ميناء غزة ومعها "مكنسة " لتجميع القمامة قائلة:" جئتُ من أجل تجميل وطننا الجميل ولتغيير ثقافة مجتمعنا نحو المحافظة على متنفسنا الوحيد وهو الميناء"، وتضيف "الميناء هو المكان الأول والخيار المناسب لي ولكافة المواطنين للترفيه عن النفس والابتعاد عن المنغصات والانفراد بالنفس بعيدا عن صخب الحياة".
زميلة أبو ريدة المتطوعة ميس الأسطل تقول من جهتها إن فكرة المبادرة توعي الكثيرين مدى مخاطر التلوث البيئي على صحة الإنسان والثروة السمكية ، مؤكدة أن المبادرة ستحقق صدى على المدى البعيد يلحقها امتدادات لأخريات منها .
بدوره، يقول أحمد حلس الخبير الاستشاري في قضايا المياه والبيئة في قطاع غزة إن "هناك ممارسات بشرية سيئة تمارس ضد مياه البحر في غزة سببت تلوثا كبيرا تم رصد مؤخرا منها البلاستيك البوليفيناين وأنواع كثيرة من البتروكيموايات".
ويضيف حلس " تلك المواد التي يتم إلقاؤها في البحر تعيق الحياة البحرية وتدخل في السلاسل الغذائية للكائنات الحية وتتراكم في الطحالب التي تتغذى عليها الأسماك وتصل إلينا "، ويشير إلى أن التلوث البيئي مثل الاحتلال، الاثنان يقتلان ويدمران الحياة في القطاع المحاصر، لذلك يجب أن نقف عند مسؤولياتنا مجتمعيا ودوليا لمجابهة هذا التلوث ومخاطره".
ويوضح حلس أن سبب تسليط الضوء على مبادرة تنظيف حوض الميناء تكمن في أنها منطقة مغلقة وعشرات السفن والقوارب البحرية يتم غسلها وتفريغها في حوض الميناء، مشيرا الى أن كل مخلفات الصيادين من شباك وأحبال وخيوط تلقي في البحر.
ووصف البحر بالنسبة لأهالي القطاع ككل والميناء بشكل خاصّ بأنه الرئة الوحيدة التي يتنفس منها و منبع الثورة السمكية رغم مضايقات الاحتلال للصيادين وملاحقة لقمة عيشهم .
بالموازاة، رسم مجموعة من الشبان الفلسطينيين جدارية على الجدار الجنوبي لرصيف ميناء الصيادين، برز فيها عمليات إلقاء المخلفات في البحر ومخرجات قوارب الصيد من وقود ومحروقات، والصرف الصحي كذلك، وتأثير ذلك في البيئة البحرية.
وتقول عبير البطنيجي المشرفة على رسم الجدارية "نسعى إلى توعية المواطنين بأهمية الحفاظ على البيئة البحرية، حتى نتجنب كوارث بيئية مستقبلًا".
وحوض الميناء هو مرسى لقوارب الصيادين منذ عشرات السنين وهو شبه محكم الإغلاق وله نافذة واحدة من الجهة الشمالية، تنطلق منها القوارب أميال معدودة لاصطياد الأسماك بسبب الحصار البحري المفروض على الصيادين من قبل الاحتلال الاسرائيلي منذ 12 عاما.