فلسطين
العدو يُمعن في سلب الفلسطينيين أراضيهم.. "غور الأردن" على الخارطة
حسين كوراني
يتحضّر العدو جديًا لبسط سيطرته على غور الأردن، المنطقة الحدودية بين المملكة الهاشمية وفلسطين المحتلة وتحديدًا الضفة الغربية. المسعى الاسرائيلي ليس طارئًا، بل أعلن عنه رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو ضمن مشروعه الانتخابي في أيلول/سبتمبر الماضي واعدًا بتنفيذه في حال فوزه. مع دفاع وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو مؤخرًا عمّا أسماه قانونية المستوطنات، سارع نتنياهو الى المصادقة على تقديم مشروع قانون من شأنه أن يطبق سيادة الاحتلال على الأغوار، فكيف تنظر الفصائل الفلسطينية إلى ما يطرح من جانب العدو؟
"حماس": من الممكن أن يمتد القرار الى كلّ الضفة الغربية
يقول القيادي في حركة "حماس" إسماعيل رضوان في حديث لموقع "العهد الإخباري" إن القرار الأميركي بشرعنة المستوطنات في منطقة غور الأردن يتعارض مع القانون الدولي وليس له أي مفاعيل دولية لأن الإدارة الأميركية أخذته بمفردها وهي لم تأبه الى العبث فيه بعد قراري خفض ميزانية الأونروا لتصفيتها واعتبار القدس الشريف عاصمة للكيان الغاصب وهذا القرار، مضيفًا أن الهدف من ذلك دعم نتنياهو في تشكيل حكومة لتخليصة من ملفات الفساد التي تنتظره والتي ستودي به الى السجن، ولربما هذه الخطوة الأخيرة التي يسعى اليها ترامب لإنقاذ حليفه الإسرائيلي المأزوم.
وأضاف رضوان أن كل هذه القرارات لم تثننا عن مواصلة المقاومة ووحدة الصف وهي باطلة بنظرنا، مشيرًا الى أن العدو يهدف الى ضم غور الأردن وبالتالي كل المستوطنات فيه الى كيانه، وهذا ما نعتبره اعتداءً على حقوقنا ومقدسانتا وسنواجهه بكل قوة من كل الجوانب سواء بالمظاهرات او بالمقاومة.
ودعا رضوان الى موقف من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لمساندة الشعب الفلسطيني.
أما على المستوى الداخلي، فلفت رضوان الى "أننا سنواجه القرار بالمظاهرات والمقاومة"، متمنيًا في هذه الظروف من السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية أن ترفع يدها عن مضايقة المقاومة لتأخذ دورها في مواجهة الاحتلال.
كما دعا الى الوحدة الوطنية وانهاء الخلافات الداخلية وخاصة مع السلطة الفلسطينية والتخلص من اتفاقات أوسلو والانحياز لخيارات الشعب الفلسطني في المقاومة.
وفي سؤال لـ"العهد" عن الخطوة التالية بعد غور الأردن، أكد رضوان أنه من الممكن أن يمتد القرار هذا الى كل الضفة الغربية وبالتالي أن تصبح كل فلسطين مُلكًا للعدو، وهذا ما سيؤدي الى حرب شاملة مع الفلسطينيين.
وختم القيادي في حماس لـ" العهد" بالتأكيد على عدم الرهان على مشاريع السلام، مشدّدًا أنه "لا سلام مع العدو وقرارنا الوحيد هو البندقية والمقاومة الشاملة التي بدأت عبر غرفة عمليات شاملة لفصائل المقاومة بالتنسيق مع فصائل المقاومة في كل المنطقة".
"فتح": انحياز أمريكا لـ"اسرائيل" يشجّعها على ضمّ مزيد من الأراضي الفلسطينية
القيادي في حركة "فتح" عبد الله عبد الله قال في هذا السياق اليوم لموقع "العهد الإخباري" إن الموقف الامريكي من الاستيطان شجّع "اسرائيل" على ضمّ مزيد من الاراضي الفلسطينية.
وأضاف القيادي في حركة "فتح" إن ""اسرائيل" تريد الاستفادة من القرار الامريكي الخاص بالاستيطان"، وتابع " مثلما وقف العالم ضد القرار الامريكي، سنقف ضده على الأرض وفي الساحة الدولية"، مؤكدًا أن القيادة الفلسطينية تتحرك على كل المستويات المحلية والاقليمية والدولية لمواجهة مخططات "اسرائيل".
وأشار الى أن "اسرائيل" قوة احتلال وتستطيع أن تتصرف كما تريد وتقتحم المناطق الفلسطينية، لافتًا الى أنها تقتحم مناطق "أ" التي يمنع دخولها وفق اتفاقية "أوسلو"، كما أن مصادرة الاراضي الفلسطينية قائمة، مشدّدًا على أن الموقف الامريكي يشجع "اسرائيل" ويمنحها الغطاء لضمّ مزيد من الاراضي الفلسطينية، وأردف "لكن هذا لن يحميهم للمدى البعيد لان في الداخل الامريكي هناك جمعيات يهودية رافضة للاستيطان ولا تستطيع دولة بمفردها تغيير النهج الدولي".
"الجهاد الاسلامي": القرار حلقة من مسلسل تصفية القضية الفلسطينية
من جانبه، أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي" الشيخ نافذ عزام في حديث لموقعنا أن أميركا قدمت لـ"إسرائيل كل الغطاء في المحافل الدولية ولذلك لم نتفاجأ بقرار غور الأردن الفاقد للشرعية الدولية الذي عرّى المصداقية والسياسة الأميركية في المنطقة أمام المجتمع الدولي، ومن هنا ندعو الى مواقف عربية وإسلامية حاسمة اتجاه القضية الفلسطينية.
واعتبر عزام أن هذا القرار ما هو إلا حلقة من مسلسل تصفية القضية الفلسطينية التي من أدواتها صفقة القرن التي بدأت من محاولة تصفية الأونروا وجعل القدس عاصمة للكيان، وهذا يجب أن يدفع الفلسطينيين الى رص الصفوف والوحدة ونسيان خلافاتهم للإجماع على مقاومة المحتل.
وفي سؤال لـ"العهد" فيما إذا كان هناك من خطوات مشابهة قد تصدر أو تُعلن أيضًا، أشار عزّام الى أن هناك مساعيَ من الكيان الصهيوني بضم مناطق من الضفة الغربية لحدود كيانه المصطنعة وليس مستبعدًا أن يتم هذا الأمر في ظل الدعم الأميركي الكبير للكيان، ولكن هذا لا يمنع مواصلتنا المقاومة بكل ما أوتينا من قوة.