رئيس الحزب السوري القومي لـ"العهد": مطمئنون لحكمة المقاومة وتشييع السيديْن الشهيديْن سيكون مليونيًا 

رأى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي ربيع بنات، في حديث خاص لموقع "العهد" الإخباري أن العدو الإسرائيلي ومن خلفه الولايات المتّحدة يسعون لاستكمال ما لم يستطيعوا تنفيذه في لبنان خلال الحرب بوقت السلم، بالضغط على السلطة اللبنانيّة من أجل حصار المقاومة، مشيرًا الى أن وقف الطيران الإيراني وتهديد مطار بيروت بالقصف في حال استقبل هذه الطائرات هو أوّلًا تدخّل سافر بشؤون الدولة اللبنانيّة، وهو محاولة لتحويل لبنان والمقاومة في لبنان إلى غزّة ثانية، وهذا الأمر نحن على يقين من أنّه لن ينجح. 

وأضاف: "هذه المقاومة لديها عشرات، لا بل مئات الطرق لتكسر الحصار عنها، والعقل المقاوم الذي ابتكر منذ ما قبل الـ82 وما بعد الـ82 كلّ الوسائل والسبل للمواجهة هو قادر اليوم على مواجهة محاولات محاصرته"، وتابع: "في الوقت عينه المطلوب من الدولة اللبنانيّة أن تتحلّى بالجرأة وألا تنصاع للأوامر والإملاءات الأميركيّة لحصار جزء من اللبنانيين، ولا سيّما أنّ في لبنان أراضيَ محتلّةً من قبل العدوّ الإسرائيلي لم تستطع لا الديبلوماسيّة ولا القرارات الدوليّة ولا الحكومات المتعاقبة استعادتها، والأراضي الوحيدة التي تمّت استعادتها للسيادة اللبنانيّة عادت عن طريق المقاومة، وبالتالي موقف الدولة اللبنانيّة اليوم هو موقف ضعيف وموقف مخجل، وعليها أن ترفع من معايير السيادة من أجل حماية لبنان.
 
و أكد رئيس القومي أن "المخطّط الأميركي في هذا الإطار واضح، وهناك أطراف في لبنان منصاعة تمامًا للرغبات الأميركيّة وهي ترغب تمامًا في وضع الجيش بمواجهة المقاومة، ولكن الأهمّ هو من يملك هذا القرار، أوّلًا المقاومة ترفض بشكل قاطع وضعها بأيّ يومٍ من الأيّام في مواجهة الجيش الوطني اللبناني وكذلك قيادة وعناصر وضبّاط هذا الجيش الذين هم من النسيج اللبناني ومثلهم مثل ضبّاط وعناصر المقاومة يرفضون أيّ نوع من أنواع المواجهة مع أبناء بلدهم، ولذلك نحن مطمئنّون لأنّ حكمة قيادة المقاومة التي تلتقي مع حكمة قيادة الجيش ستقطع الطريق على كلّ من تسوّل له نفسه نقل لبنان نحو القاع وتفجير البلد من خلال قرارات مشبوهة، ما نستطيع أن نؤكّده هو أنّ العلاقة بين الجيش اللبناني والمقاومة هي علاقة أخوّة وطنيّة وعلاقة شراكة عُمِّدت بالدماء في هذه الحرب وعُمِّدت بالدماء في حرب تمّوز وعُمِّدت بالدماء في كلّ المنعطفات الوطنيّة التي تطلّبت مواجهة وبذلاً للدماء من أجل حفظ سيادة وكرامة لبنان".
 

وأشار إلى أن "ما يريده ترامب تحديدًا هو دعم المشروع "الإسرائيلي" الذي يتحدّث عن أحاديّة الدولة، أحاديّة الدولة ــ كما نعلم ــ يسعى هذا الكيان منذ تأسيسه لفرضها، من خلال تهجير كلّ الشعب الفلسطيني من الداخل المحتلّ ومن غزّة ومن الصفّة إلى دول الطوق التي كانوا يسمّونها الوطن البديل من أجل إعلان أحاديّة الدولة أو يهوديّة الدولة. وبالتالي ترامب آتٍ اليوم لتحقيق الحلم "الإسرائيلي" الذي نعلم نحن أنّه لن يتحقّق بفعل وجود المقاومة في غزّة. برغم كلّ الدمار والأثمان الكبيرة للعدوان، فإنّ طوفان الأقصى كان ناجحًا لجهة إعادة الإضاءة على القضيّة الفلسطينيّة، المسألة الفلسطينيّة المحقّة، وقد خرج طوفان الأقصى بنتائج واضحة منعت القضاء على المقاومة التي هي العائق الوحيد أمام تحقيق أحاديّة الدولة ومشروع ترامب".

بنات شدّد على أن "الشعب الفلسطيني لن يواجه هذا المخطّط سوى بمزيد من المقاومة وسوى بالتفاف أكبر حولها كالمشهد الذي شاهدناه فور سريان وقف إطلاق النار في غزّة وفي جنوب لبنان، وهو هذا القرار والخيار الواضح لدى أبناء شعبنا، أن المقاومة هي السبيل الوحيد للتحرّر وللتحرير".
 
كما وجّه التحية لأبناء الجنوب الذين سطّروا بأنفسهم مشهد عزّ كبير، وهم أهل المقاومين، كانوا كالمقاومين تمامًا، شجعانًا لا يهابون مواجهة الاحتلال، ولا يهابون استعادة حقّهم بأيديهم، والمشهد الذي رسموه اكتمل مع ما فعلته المقاومة خلال العدوان، وتكامل مع ما يفعله الجيش اللبناني اليوم، وهم تمكّنوا من صناعة ومن تكريس تاريخ 26 كانون الثاني مشهدًا لتحرير الجنوب الثاني، ويجب أن يكون هذا اليوم عيدًا وطنيًّا مماثلًا وتوأمًا ليوم 25 أيار عام 2000. 

وفي ما خصّ تشييع سيد شهداء الأمة ورفيق دربه الشهيد الهاشمي السيد هاشم صفي الدين، قال بنات: "رغم كلّ ما يحكى عن عواصف وعن موانع وعن محاولات تضييق على الآتين من خارج لبنان، فإنّ تشييع السيد نصر الله لا بدّ أن يليق بهذه الشخصيّة التاريخيّة المقاومة، الشخصيّة الرمز التي من الصعب أن تتكرّر".

وبحسب بنات، المشهد يوم 23 شباط، يشير إلى دلالتين أساسيتين: أوّلًا محبّة اللبنانيين وغير اللبنانيين لسماحة السيد، وشكره على عطائه، عطاء الدم في مواجهة هذا العدوّ، وعلى قوميّته التي تخطّت حدود لبنان فاستشهد دفاعًا عن فلسطين ودفاعًا عن لبنان. والدلالة الثانية هي دلالة الاستفتاء على تأييد المقاومة، هذه المقاومة التي يسوّق بعض الإعلام بشكل مشبوه أنّها خسرت بيئتها وخسرت تأييد اللبنانيين، و المشهد الذي سيكون مليونيًّا يوم الأحد سينسف هذه الرواية عن بكرة أبيها.
 

وإذ أكد أنّ القوميين السوريين "كحزب مقاوم راضون كلّ الرضا عن الدور الذي لعبته فصائل نسور الزوبعة في مواجهة هذا العدو، والتي ساهمت بأكثر من 13 شهيدًا وعشرات الجرحى لصدّ محاولات اجتياح لبنان والقضاء على المقاومة، وتحقيق أهداف الحرب"، قال: "إنّنا نعتزّ بكلّ شهدائنا الذين غطّت تشييعاتهم مساحة كلّ لبنان من عكار في أقصى الشمال، إلى أقصى الجنوب وصولًا إلى أقصى البقاع. نحن باقون في ساح الجهاد، كما كان السوريون القوميون الاجتماعيون على الحافّة الأمامية لمواجهة هذا العدو"، وختم بالقول: "نحن باقون حيث يجب أن نكون في مقدّمة الصراع من أجل تحرير كلّ أراضينا المحتلّة، كما نؤكّد على شراكتنا، شراكة الدماء وشراكة المشروع مع إخواننا في حزب الله ومختلف فصائل المقاومة في لبنان وفي كلّ كيانات الأمّة".

لبنان

إقرأ المزيد في: خاص العهد