رغم القمع.. اعتصام سلمي حاشد على طريق المطار ورسالة واضحة للمتآمرين  

احتجاجًا على انتهاكات العدو الصهيوني للسيادة اللبنانية، ورفضًا للانصياع خلف التهديدات "الإسرائيلية" وسياسة إملاء الشروط، شهد طريق المطار القديم - تحت جسر الكوكودي اعتصامًا سلميًا حاشدًا نظّمه حزب الله، تأكيدًا على رفض التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية. وقد عبّر المشاركون عن موقفهم الثابت في الدفاع عن سيادة لبنان بشكل سلمي وحضاري، رغم القمع الذي مورس بحقهم في أثناء التظاهرة.

الجماهير التي توافدت من مناطق مختلفة، قدّمت أنموذجًا في التظاهر السلمي، محافظة على الانتظام خلال تعبيرها عن رأيها المتمثل بالإدانة والاستنكار للتدخلات الصهيونية وإملاء الشروط واستباحة السيادة الوطنية، فيما شوهد بشكل لافت مظاهر الضبط لكل شاردة وواردة في المسيرة.

وما يؤكد سلميّة التظاهرة، أنه صودف عبور قافلة لـ"اليونيفيل" في أثناء الاعتصام، ترافقها آليات للجيش اللبناني، وقد فُتحت الطريق أمام القافلة ولم يتعرض لها أحد.

وحمل المشاركون العلم اللبناني ورايات حزب الله وصور شهيد الأمة السيد حسن نصر الله، ورددوا هتافات نددت بالتدخل "الإسرائيلي" الأميركي، وشعارات مثل "أميركا أم الإرهاب" و"الموت لأميركا".

مواقف المعتصمين

وعبّر المشاركون في الاعتصام عن استيائهم من التدخلات الخارجية التي تمس بسيادة لبنان، حيث قال أحد المتظاهرين: "لن نسمح لأحد أن يملي على بلدنا قراراته. نحن هنا لنقول كلمتنا بوضوح، لبنان ليس تابعًا لأحد". فيما تساءل متظاهر آخر عن سبب منع الطائرات الإيرانية من الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي قائلاً: "الطائرات الإيرانية مدنية، لماذا يمنعونها تحديدًا ولا يمنعون طائرات غيرها.. نحن نرفض ذلك بشدة".

إحدى المشاركات التي أتت مع أولادها ووالدتها، حاملة العلم اللبناني بيد وبيدها الأخرى صورة رسمتها تعبّر عن الاستقلال، ارتأت أن تقول: "نحن هنا دفاعًا عن كرامتنا وسيادتنا، ولن نسمح بأن نكون رهائن للضغوط الأمريكية و"الإسرائيلية". 

من جهته، أكد أحد المعتصمين أن "هذا التحرك الشعبي رسالة واضحة لكل من يراهن على إضعاف المقاومة، نحن هنا لنؤكد أن المقاومة تمتلك قاعدة شعبية واسعة لن تتراجع تحت أي ضغط". فيما قال آخر: "هذه المعركة ليست فقط حول هبوط الطائرات الإيرانية في مطار بيروت، بل حول حق لبنان في قراره الحر. لن نقبل بأن نكون تابعين لأي جهة أجنبية تسعى لفرض أجنداتها علينا".

وأضافت إحدى المشاركات: "نحن هنا اليوم لنؤكد وقوفنا خلف المقاومة الإسلامية، فهي التي حمت لبنان من العدو الصهيوني، ولن نسمح بأن تتم محاصرتها من قبل عملاء الخارج". فيما أشار متظاهر آخر إلى أن "ما يحدث اليوم هو محاولة جديدة لتركيع لبنان، لكننا صامدون ولن نسمح لأحد بمس كرامتنا أو المساس بحقنا في تقرير مصيرنا".

مواقف حاسمة لحزب الله

نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي، أكد خلال التظاهرة، أن المقاومة لا يمكن أن تخضع للإملاءات الخارجية، مشددًا على أن "الصبر له حدود"، مضيفًا: "نحن في المقاومة الإسلامية لا نقبل أن يكون لبنان أسيرًا للقرار الأميركي والصهيوني". ورأى قماطي أن منع الطائرات الإيرانية من الهبوط في مطار بيروت يمثل "إهانة للدولة اللبنانية وتأكيدًا على حجم التدخل الأمريكي السافر في الشؤون الداخلية".

اعتداء على المتظاهرين

وخلال الاعتصام، ألقت قوات الأمن قنابل مسيلة للدموع على المشاركين الذين أكدوا أن تحركهم سلمي، ما أدى إلى وقوع إصابات طفيفة بين المتظاهرين.

من جهته، قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب إبراهيم الموسوي: "أردناها مظاهرة سلمية ضمن القانون والدستور، ولكن مع الأسف الشديد لم يحترموا هذه التظاهرات السلمية". وأضاف مخاطبًا الجماهير: "أيها الأحرار، عودوا إلى الخلف تكريمًا لسيد شهداء محور المقاومة، ولتكن رسالتكم واضحة وقوية لكل من يحاول مصادرة قرار لبنان الحر والمستقل".

ورغم القمع، أكد المنظمون أن الاعتصام انتهى بعد أن "وصلت الرسالة لكل من يعنيه الأمر".

لمشاهدة المزيد من الفيديوهات اضغط هنا

لبنانحزب اللهالولايات المتحدة الأميركيةالكيان الصهيونيالحكومة اللبنانيةالسيادة

إقرأ المزيد في: خاص العهد