نصر من الله

خاص العهد

إحسان عطايا لـ"العهد": جبهات الإسناد في لبنان والعراق واليمن شريكة في الإنجاز والانتصار
17/01/2025

إحسان عطايا لـ"العهد": جبهات الإسناد في لبنان والعراق واليمن شريكة في الإنجاز والانتصار

رأى رئيس دائرة العلاقات العربية والدولية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وعضو مكتبها السياسي إحسان عطايا أنَّ معركة طوفان الأقصى تركت آثارها على العالم وشعوبه بشكل عام، وعلى شعوب الأمة العربية والإسلامية بشكل خاص، ومن أبرز هذه الآثار أنها حرّكت مشاعر الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم تجاه الشعب الفلسطيني الذي تعرض وما زال لحرب إبادة جماعية وحرب تجويع وحصار خانق في الوقت ذاته.

وفي مقابلة مع موقع "العهد" الإخباري، أضاف عطايا: "هذه المعركة التاريخية استنهضت روح الثورة والمقاومة لدى أبناء الشعب الفلسطيني ومناصريه من شعوب أمتنا وأحرار العالم، وفتحت آفاقًا لعودة العرب والمسلمين إلى أصالتهم وجذورهم، والانعتاق من الاستعمار الصهيوني الغربي، وتوحيد صفوفهم، وفض العلاقة مع أعدائهم، ولمّ شملهم، كما وضعت حجر الأساس المتين لمشروع تحرير فلسطين ومقدساتها وكلّ الأراضي العربية من الاحتلال الصهيوني، والتخلص من الوجود العسكري الأميركي في منطقتنا".

وأشار إلى أنَّ "ملحمة طوفان الأقصى كشفت الأقنعة الزائفة عن وجوه دول الإجرام في العالم، وأدعياء الحرية وحقوق الإنسان، وعلى رأسهم أميركا وبريطانيا، وغيرهما من الدول المشاركة مع جيش العدوّ الصهيوني في قتل الأطفال والنساء والمدنيين في غزة، أو التي شكّلت غطاءً لهذه المجازر والجرائم وحرب الإبادة الجماعية وحرب الحصار والتجويع، سواء في الإعلام والمؤسسات والمنظمات الدولية، أم في تأمين الدعم المعنوي والمادي لكيان الاحتلال الذي يعتبر مرتكزًا وقاعدة متقدمة في المنطقة للمشروع الاستعماري الغربي الذي يهدف إلى نهب خيراتها وثرواتها ومقدراتها، والتحكم باقتصادها وإعلامها وقرارها السياسي والأمني".

وفي ما يتعلق بالإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بصيغته الأخيرة، لفت عطايا الى أنَّ ما حصل يدل على أن العدوّ الصهيوني عجز وفشل في تحقيق أبرز أهدافه المعلنة من حرب الإبادة على غزّة، وهو استعادة أسراه بالقوّة ومن دون أي شرط أو قيد، واضطرّ  للخضوع إلى أبرز مطالب المقاومة الفلسطينية، والتفاوض غير المباشر حول وقف العدوان الهمجي على غزّة وإجراء صفقة التبادل.

وتابع: "على الرغم من حجم الإجرام الصهيوني، والتدمير الهائل، والأعداد الكبيرة للشهداء والجرحى، إلا أن الشعب الفلسطيني ظل صامدًا في غزّة، ولم تُكسر إرادته رغم الحصار المطبق والمعاناة الشديدة، واستطاع أن يثبت أنه شعب مقاوم بامتياز، وأنه شعب عظيم فريد في هذا العالم، بقدرته على تحمل الضغوط غير المسبوقة، وأنه شعب متفوق بصلابة إرادته وعزيمته، وقدم نموذجًا لم يسبق له مثيل في الإرادة الصلبة والإيمان الراسخ والصبر الجميل، ما أوصلنا إلى هذا الإنجاز المهم للمقاومة بمختلف مكوناتها، والشعب الفلسطيني الصابر المحتسب".

وتحدّث القيادي في الجهاد الإسلامي لـ"العهد" عن "صمود الشعب الفلسطيني طوال هذه المعركة المصيرية، وصولًا إلى هذا الإنجاز الذي تحقق، والإعلان عن الاتفاق حول وقف العدوان وعملية التبادل وإعادة الإعمار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزّة"، وقال "لولا بسالة المقاومين وشجاعتهم، وقدرتهم على استنزاف جيش العدوّ الصهيوني وتكبيده خسائر فادحة، ما أربك قادة العدوّ وحلفائه وأفشل مخطّطاتهم العدوانية، ولولا تضحيات الشعب الفلسطيني، وما قدمه من شهداء وجرحى خلال فترة العدوان التي ما زالت مستمرة حتّى بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار، فالأيام القادمة قبل دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ تشهد عدوانًا صهيونيًّا متواصلًا على قطاع غزّة، ما يدل على أن العدوّ يسعى إلى المزيد من التدمير والقتل وارتكاب المجازر وسفك الدم الفلسطيني، وأنه عدو مجرم لا يؤمن مكره".

وأثنى عطايا على "الدور العسكري المهم لجبهات الإسناد دعمًا لغزّة، بدءًا من المقاومة الإسلامية والوطنية في لبنان، مرورًا بفصائل المقاومة العراقية، وصولًا إلى اليمن الشجاع، دون أن ننسى دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية إن كان على المستوى الدبلوماسي البارز، أم على مستوى تقديم الدعم الكبير بمختلف أشكاله للمقاومة الفلسطينية، ناهيك عن توجيه ضربات عسكرية لكيان الاحتلال، مقدرين عاليًا جهود القيادات السياسية والإعلامية والعسكرية والأمنية التي كانت حاضرة دومًا سواء في وضع الخطط والإستراتيجيات، أم في ميادين القتال والمواقع المتقدمة، أم على وسائل الإعلام المختلفة، أم في المحافل الدولية، وقدموا تضحيات جسيمة على طريق القدس وفلسطين، وخسائر لا تعوض في الأرواح والممتلكات؛ فاستشهد قادة عظام، ومقاومون بواسل، وعسكريون وإعلاميون ومسعفون، وأطفال ونساء ومدنيون، واستهدفت بالقصف والتدمير منشآت مدنية ومبانٍ سكنية ودور للعبادة، ومواقع قيادية وعسكرية".

وأضاف: "لقد قدمت مشكورة جبهات الإسناد في لبنان والعراق واليمن لمساندة القضية الفلسطينية كلّ ما باستطاعتها تقديمه، وأثبتت أننا حلف مقاوم بكلّ ما تعنيه الكلمة من معنى، وأننا شركاء في معركتنا ضدّ الأعداء، وفي الدم والشهادة، وفي الإنجاز والانتصار".

ووجّه رساله للشعوب الأبية ولأحرار العالم الذين ناصروا القضية وما زالوا بالقول إنّهم "شركاؤنا في معركتنا ضدّ أعدائنا، وكذلك في الإنجازات التي تحققت خلال مواجهاتنا، ولا سيما خلال معركة طوفان الأقصى، وإن نشاطاتهم المختلفة، وتحركاتهم الاحتجاجية على همجية العدوّ الصهيوني ومجازره وتعمده قتل الأطفال والنساء والمدنيين في غزّة، شكل دعمًا معنويًّا مهمًّا لأهلنا في غزّة، وضغطًا معنويًّا على حلفاء هذا العدوّ المجرم وداعميه".

وخاطب الشعوب داعيًا إياها لعدم السماح لمن ينهب خيرات بلادكها أن يخدعها، ويشغلها عن قضيتها المركزية، قضية فلسطين، وتحرير المسجد الأقصى وكنيسة القيامة من دنس الاحتلال، وأن يواصلوا العمل من أجل إحقاق الحق، وإقامة العدل، ونصرة الشعب الفلسطيني العزيز ومقاومته الباسلة، معتبرًا أن "شعبنا يستطيع بما يملك من وعي وإرادة وطاقات جبارة أن يواجه أخبث الأعداء، وفضح مخطّطاتهم الشيطانية، وإفشال مؤامراتهم الجهنمية، ومنعهم من تحقيق أهدافهم العدوانية".

وختم عطايا برساله وجّهها إلى الحكام العرب الذين خذلوا القضية الفلسطينية، قائلًا "لا تكونوا لقمة سائغة للأعداء الذين يسعون للهيمنة على بلدانكم، ونهب ثروات شعوبكم، وكلّ  ما عليكم فعله هو أن تعيدوا حساباتكم، وأن تعيدوا النظر بمواقفكم، وأن تقدموا مصالحكم على مصالح الأعداء وتصوبوا قراراتكم، وتحكموا ضمائركم، وأن توجهوا بوصلتكم نحو القدس وفلسطين".

لبنانالكيان الصهيونيحركة الجهاد الإسلاميغزة

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة
أشكنازي: الجيش "الإسرائيلي" سينسحب بعد الـ60 يومًا من جنوب لبنان
أشكنازي: الجيش "الإسرائيلي" سينسحب بعد الـ60 يومًا من جنوب لبنان
الموسوي: ما عجز العدو عن فرضه في الميدان لن يُفرض في السياسة
الموسوي: ما عجز العدو عن فرضه في الميدان لن يُفرض في السياسة
حزب الله يشيّع الشهيد السعيد حسن مسلماني في الشعيتية
حزب الله يشيّع الشهيد السعيد حسن مسلماني في الشعيتية
الرئيس سلام يبدأ استشاراته النيابية غير الملزمة
الرئيس سلام يبدأ استشاراته النيابية غير الملزمة
دفع التعويضات وبدل الإيواء في البقاع الغربي شارف على الانتهاء
دفع التعويضات وبدل الإيواء في البقاع الغربي شارف على الانتهاء
رسالة تشجيع من كاتس للاستيطان في الضفة
رسالة تشجيع من كاتس للاستيطان في الضفة
في آخر استطلاع للرأي.. المعارضة في كيان العدو تتراجع بمقعدين في "الكنيست"
في آخر استطلاع للرأي.. المعارضة في كيان العدو تتراجع بمقعدين في "الكنيست"
اليوم الـ469 للعدوان.. الاحتلال يرتكب 8 مجازر في غزة ‎
اليوم الـ469 للعدوان.. الاحتلال يرتكب 8 مجازر في غزة ‎
رغم الحرب.. الاستيطان في الضفة المحتلة في منحى متزايد
رغم الحرب.. الاستيطان في الضفة المحتلة في منحى متزايد
قيادة حزب الله في البقاع تستقبل وفدًا قياديًا من الجهاد الإسلامي
قيادة حزب الله في البقاع تستقبل وفدًا قياديًا من الجهاد الإسلامي
الهندي: الاحتلال لن يحقق أيًّا من أهدافه بالقوة وهو مضطر إلى صفقة تبادل مع المقاومة
الهندي: الاحتلال لن يحقق أيًّا من أهدافه بالقوة وهو مضطر إلى صفقة تبادل مع المقاومة
حماس والجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي: لاحتواء الأحداث الأخيرة في جنين بما يصون الدم الفلسطيني ويحمي المقاومة
حماس والجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي: لاحتواء الأحداث الأخيرة في جنين بما يصون الدم الفلسطيني ويحمي المقاومة
اجتماع قادة حماس والجهاد والشعبية في القاهرة: الاتفاق على لقاء قريب لوضع اللمسات الأخيرة لتشكيل لجنة الإسناد المجتمعي 
اجتماع قادة حماس والجهاد والشعبية في القاهرة: الاتفاق على لقاء قريب لوضع اللمسات الأخيرة لتشكيل لجنة الإسناد المجتمعي 
سرايا القدس تقصف عسقلان ومستوطنات "غلاف غزة"  
سرايا القدس تقصف عسقلان ومستوطنات "غلاف غزة"  
لماذا نقول إنه نصر إستراتيجي لغزة وجبهات الإسناد؟
لماذا نقول إنه نصر إستراتيجي لغزة وجبهات الإسناد؟
ترحيب عراقي بإتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإشادات بصمود المقاومة وشجاعتها
ترحيب عراقي بإتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإشادات بصمود المقاومة وشجاعتها
انتصار غزّة.. بسمة على وجه الشهيد الأقدس
انتصار غزّة.. بسمة على وجه الشهيد الأقدس
صفقة تبادل تحمل هزيمة لـ"إسرائيل"..هل أرغم نتنياهو على القبول بها؟
صفقة تبادل تحمل هزيمة لـ"إسرائيل"..هل أرغم نتنياهو على القبول بها؟

خبر عاجل