نصر من الله

خاص العهد

بعد شغور طويل.. الحياة تعود إلى القصر الرئاسي 
10/01/2025

بعد شغور طويل.. الحياة تعود إلى القصر الرئاسي 

لم تنتظر دوائر القصر الجمهوري أمس الخميس (9 كانون الثاني/يناير) نتائج جلسة انتخاب رئيس الجمهورية. منذ الصباح الباكر وقبيل انطلاق الدورة الأولى بادرت إلى توزيع مشاهد تحت عنوان "تحضيرات قصر بعبدا يوم انتخاب رئيس جمهورية جديد". مشهدية اللقطات المُتخذة أوحت بالجهوزية القصوى. وبالفعل، حظي القصر برئيس بعد شغور دام لأكثر من عامين. شغور خفتت فيه الحياة في قصر الرئاسة الأولى ــ والذي كان حتّى ٣١‏/١٠‏/٢٠٢٢ آخر يوم من العهد الماضي خليّة نحل ــ، ليعود إلى روتينه المعتاد فور وصول رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إليه. 

وفيما يطغى "ضجيج" التهنئة والتبريكات منذ الساعات الأولى على برنامج الرئيس، تبدّل كلّ شيء في القصر الجمهوري. في الباحة الخارجية، رُفع بالأمس العلم اللبناني وجرى تشغيل نافورة المياه. الأقسام كلها استعادت زخم عملها؛ قسم التفتيش، التشريفات، حتّى أنّ موظفي القصر عادوا إلى يومياتهم الممتلئة بالنشاط. وفي الداخل، تبدو الحركة مكثّفة، الجميع يواكب نشاط الرئيس. جناح رئيس الجمهورية الذي كان مقفلًا لأكثر من عامين يضجّ بالحياة. منزل الرئيس، المكتب الخاص، الصالونات. المكتب الإعلامي عاد بزخمه لينقل أخبار الرئيس على مدار الساعة. غرفة الصحفيين المعتمدين تستقبل روّادها الذين غاب معظمهم عنها طيلة فترة الشغور الرئاسي. بهو القصر ضاق بأهله، "عجقة" صحافيين معظمهم لم يتلاقوا منذ أشهر. وعند وصول أي سيارة، يُحدقون من بعيد لمعرفة الضيف القادم، وينتظرون خروجه لمعرفة تفاصيل اللقاء. 

الرئيس ميقاتي أول الضيوف واستشارات نيابية الاثنين

الرئيس عون الذي لم يبت ليلته الأولى في القصر، قدم باكرًا إليه، ليبدأ أول صباحاته. الموعد الرسمي الأول كان عند التاسعة والنصف صباحًا مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي زار الرئيس مهنئًا، وكانت مناسبة للتباحث لنحو ساعة في العديد من النقاط. ميقاتي جدّد للرئيس المنتخب التهنئة بانتخابه رئيسًا للجمهورية. تم خلال اللقاء التداول في الأوضاع العامة في البلاد في ضوء التطورات الأخيرة، في ما شكر الرئيس عون الرئيس ميقاتي على الجهود التي بذلها وأعضاء الحكومة خلال فترة الشغور الرئاسي، وطلب منه الاستمرار في تصريف الأعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة. وفي هذا السياق، ووسط كثرة الأسئلة حول موعد الاستشارات النيابية، أفادت دوائر القصر الجمهوري أنّه لم يتم تحديد موعد دقيق لهذه الاستشارات، لكنّها ستنطلق على الأرجح مطلع الأسبوع المقبل بعد التشاور مع البرلمان، لتُصدر لاحقًا بيانًا تحدد فيه موعد الاستشارات النيابية لتسمية الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة الجديدة، يوم الاثنين الواقع 13/1/2025، في القصر الجمهوري في بعبدا. 

وبالعودة إلى مجريات لقاء عون - ميقاتي، قال الأخير للصحفيين عقب اللقاء "خلال اللقاء بحثنا في العمل الذي تحقق في الفترة الماضية، والتي قامت الحكومة خلالها بتصريف الأعمال. وخلال سنتين وشهرين منذ انتهاء عهد فخامة الرئيس ميشال عون، عقدت 60 جلسة لمجلس الوزراء وصدر خلالها أكثر من 1211 قرارًا كما صدر أكثر من 3700 مرسوم. كلّ الأمور التي قمنا بها كانت بهدف الإبقاء على عجلة الدولة وتسيير أمورها، وأعتقد أنّ الجميع شهدوا أننا استطعنا تمرير هذه المرحلة وحافظنا على استمرارية الدولة، وبشكل خاص من خلال العمود الفقري لها وهو الجيش بقيادة العماد جوزاف عون وبالتعاون الذي حصل بيننا وبينه".

بعد شغور طويل.. الحياة تعود إلى القصر الرئاسي 

وتابع: "تحدثنا عن التحديات الموجودة وعن خطاب القسم الذي حدد التوجّهات لأي حكومة جديدة من أجل تنفيذ ما ورد فيه عبر الخطوات الدستورية اللازمة. كما تحدثنا عن الوضع في الجنوب وضرورة إتمام الانسحاب "الإسرائيلي" السريع والكامل وإعادة بسط الاستقرار في الجنوب ووقف الخروقات "الإسرائيلية" على لبنان".

وردًا على سؤال، قال ميقاتي : "هناك إجراءات دستورية يجب أن تقام، وعملًا بالقول عند كلّ أذان صلاة، فعندما تحصل الاستشارات والتكليف فلكل حادث حديث".

وحول ما إذا كان سيكون رئيس الحكومة المقبل، أجاب: "الرئيس الذي سيكلف تشكيل الحكومة هو الذي سيرد على هذه الأسئلة. ولكن من دون شك فإن الحكومة يجب أن تكون قادرة على ترجمة التوجّه الذي تحدث عنه فخامة الرئيس. نحن أمام ورشة عمل جديدة تقتضي من الجميع التعاون للقيام بعمل جدي من أجل إنقاذ الوطن".

وعن العناوين التي تحدث عنها الرئيس عون والحكومة التي يمكنها ترجمة هذه العناوين قال ميقاتي: "الخطوط العريضة التي حددها فخامة الرئيس مهمّة جدًا، والنية موجودة لدى قيادات هذا البلد، والكثير من العناوين التي حدَّدها فخامته يمكن أن تنجز سريعًا من خلال حكومة نشطة تواكب توجهه".

الرئيس السابق ميشال عون

ومن منطلق التهنئة لخلفه، قدِم الرئيس السابق العماد ميشال عون إلى القصر، اجتمع بالرئيس المنتخب مهنئًا إياه، وعرض معه الأوضاع العامة.

بعد شغور طويل.. الحياة تعود إلى القصر الرئاسي 

وعقب اللقاء، قال الرئيس السابق للصحافيين: "أتيت اليوم لأبارك لرئيس الجمهورية الذي تم انتخابه من بعدي. ومن الطبيعي أن آتي للمباركة وأتمنى له النجاح في هذه الظروف الصعبة. هذا واجب بالطبع أن يأتي الرئيس السابق للتهنئة وللتمني للرئيس الجديد التوفيق والنجاح في مهمته". 

ومن زوار القصر الرئاسي الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الايطالي أنتونيو تاياني. 

اجتماع عمل

وكان قد ترأس الرئيس عون صباحًا اجتماع عمل ضمّ: المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، والمدير العام للمراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية الدكتور نبيل شديد، رئيس مكتب الإعلام رفيق شلالا، مسيّر فرع الشؤون القانونية والدستورية القاضي يحيى كركتلي، ومدير مكتب رئيس الجمهورية العميد وسيم الحلبي. وقد زوَّد الرئيس عون الحاضرين بتوجيهاته داعيًا إلى العمل كفريق عمل واحد متعاون انطلاقًا ممَّا تضمَّنه خطاب القسم من توجهات.

بعبداجوزاف عون

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة