خاص العهد
الحياة تعود إلى النبطية من تحت ركام العدوان
بعد أسبوع على دخول قرار وقف العدوان الصهيوني حيّز التنفيذ، والذي استمر قرابة السبعين يومًا، تشهد مدينة النبطية في جنوب لبنان عودة تدريجية للحياة الطبيعية، رغم الدمار الكبير الذي لحق بها.
سكان المدينة الذين أبوا الخضوع للإرهاب الصهيوني، يعودون اليوم إلى منازلهم وسط مشاعر من الفخر والاعتزاز، مؤكدين على تمسكهم بأرضهم وإصرارهم على إعادة البناء، ليكتبوا صفحة جديدة من المقاومة والتحدي.
مدينة النبطية، مثل العديد من مناطق الجنوب، تعرضت للكثير من الغارات الجوية والقصف المدفعي من قبل العدو الصهيوني، ما أسفر عن دمار واسع في العديد من المباني والمرافق خاصة التراثية منها.
المحلات التجارية والشوارع تعود إلى الحياة
على صعيد النشاط الاقتصادي، بدأت المحال التجارية في النبطية تنفض عنها غبار الحرب، لتفتح أبوابها من جديد، وذلك رغم الدمار الذي لحق بها.
بعض تلك المحال كان قد تعرض للتدمير التام، لكن أصحابها تمكنوا من إعادة افتتاحها بعد ترميمها الجزئي.
الأسواق التجارية بدأت تشهد حركة تدفق للمواطنين الذين عادوا لإتمام أعمالهم اليومية.
هذه العودة السريعة للحياة الاقتصادية تشير إلى إصرار أهل المدينة على الاستمرار في حيواتهم، رغم الظروف الصعبة التي فرضتها الحرب.
وبينما كانت عمليات مسح الدمار تسير بوتيرة سريعة، كانت التقارير تُظهر أن الأضرار كانت متفاوتة.
بعض المباني والمحلات التجارية تضررت بشكل طفيف، وقد جرت معالجتها بسرعة، بينما هناك العديد من المباني التي تعرّضت للتدمير الكامل، وتحتاج إلى إعادة إعمار شاملة.
وأشار متابعون إلى أن هناك قسماً من المباني التي تضرّرت بشكل جزئي، تحتاج إما إلى إعادة ترميم أو هدم وبناء من جديد.
تجسيد الصمود وروح المقاومة
بعض أهالي المدينة الذين صرّحوا لموقع العهد الإخباري خلال جولته لمعاينة آثار العدوان أكدوا أن العدوان "الإسرائيلي" حاول أن يكسر إرادة سكان الجنوب، ولكن الصورة اليوم تثبت العكس تمامًا. وأن العدو الذي حاول تدمير البنية التحتية وبيئة المقاومة، فشل في تحقيق أهدافه، فها هي النبطية تعود من جديد لتشهد على صمود أهلها وقوة إرادتهم.
مشهد العودة الذي يراه الجميع اليوم يكتب فصلًا جديدًا من المقاومة، ويظهر أن الشعب اللبناني، وخاصة في الجنوب، لن يرضخ للعدوان مهما كانت الظروف، فالجنوب قد اعتاد على النهوض من جديد بعد كل عدوان.
وقد شدد الأهالي على أن هذا الصمود هو نتيجة لتضحية الشهداء الذين قدّموا أرواحهم فداءً للأرض ولحرية لبنان، وأن مدينة النبطية وفي الجنوب بشكل عام يتبعون نهج المقاومة والإصرار على بناء الوطن.
الجهود الحكومية والتعويضات للمواطنين
من جهة أخرى، أشار القيمون على متابعة ملف عودة النازحين ومسح الأضرار في النبطية، إلى أن نسبة العودة إلى المدينة بلغت نحو 90%، وهي نسبة مرتفعة تعكس تمسك الناس بأرضهم وبيئتهم. ولفتوا إلى أن العودة إلى الحياة الطبيعية في النبطية تتم بالتوازي مع جهود كبيرة من الحكومة التي استجابت لاحتياجات المواطنين من خلال تقديم برامج إغاثية ودعم لوجستي للمنازل المتضررة.
ورغم هذه الجهود، لا يزال الوضع الأمني يشهد بعض التحديات، إذ تواصل قوات العدو "الإسرائيلية" انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار.
ففي الأسابيع الماضية، تم تسجيل نحو سبعين خرقًا من قبل العدو، عبر غارات جوية وقصف مدفعي، فيما يواصل الطيران التجسسي "الإسرائيلي" التحليق فوق المناطق الجنوبية طوال الليل، ما يعكس إصرار العدو على انتهاك السيادة اللبنانية وقرار وقف إطلاق النار.
لكن بفضل دماء شهدائها وصمود أهلها، تواصل النبطية مقاومتها بكل قوة. فالمدينة اليوم تبنى من جديد، لتثبت أن الحياة لا تنكسر بالعدوان، بل تزداد قوة وصلابة.
وها هم أهالي النبطية، مع كل خطوة يخطونها في عملية إعادة البناء، يرسخون إرثًا من التضحية والمقاومة، مؤكدين أن النصر كان ولا يزال دائمًا في متناول الأيدي التي لا تعرف الاستسلام.
العدوان الإسرائيلي على لبنان 2024
إقرأ المزيد في: خاص العهد
11/12/2024
قضاء الكورة يُشارك الوطن بصنع النصر
05/12/2024