خاص العهد
"حبشيت" العكارية تفدي الوطن بدماء أبنائها المقاومين في مواجهة العدو
"حبشيت العكارية" هو اسم لبلدة تقع وسط جبال وبلدات عكار الفقيرة. تعاني البلدة بسبب غياب اهتمام الدولة ومؤسساتها الرسمية فيها وبطرقاتها، وبوسائل العيش كافة التي يحتاج إليها المواطن العكاري، حيث لم تلتفت إليها مختلف الحكومات المتعاقبة حتى يومنا هذا.
لكنّ "حبشيت" التي تعاني بسبب إهمال الدولة لها، غنيةٌ جدًا. غنيةٌ بأبنائها وبشبانها المقاومين، غنيةٌ بشهدائها وجرحاها الذين قدموا دمهم الطاهر على طريق القدس. "حبشيت" هي كما باقي البلدات الجنوبية والبقاعية التي وقفت وقفة عزٍ في مواجهة الهمجية الصهيونية وروت بدماء أبنائها أرض وطننا عند الحدود مع شمال فلسطين المحتلة، ليكون الصوت صادحًا وصوتًا واحدًا من عكار إلى الجنوب وحدة مسار ومصير.
وكان لحبشيت دور بارز في هذه المعركة؛ حيث قدمت شهداء من أبنائها الذين كان آخرهم، يوم أمس، "محمد كنج حمد" الذي حمله العكاريون والشماليون بأطيافهم المختلفة على أكفهم، وساروا به في شوارع البلدة مردّدين شعار "لبيك يا نصر الله" (القائد الجهادي الأكبر شهيد الأمة السيد حسن نصر الله) حيث التفوا حول النعش متباركين به؛ لأنه استشهد نصرةً للحق في مواجهة عدو الإنسانية جمعاء.
وقد أقيم تشييع مهيب للشهيد محمد كنج حمد في بلدته العكارية ليرقد في جبانة بلدته إلى جانب رفيقيه الشهيدين حسن أحمد محمد وبشير أحمد عباس، واللذين ارتقوا قبله بأيام في معركة "أولي البأس" التي أطلق عليها هذا الاسم الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم.
هذا؛ وقد سار في مقدمة المشيعين والد الشهيد ببزته العسكرية رافعًا صورة ابنه بكل فخرٍ واعتزاز، وهو يردد بأن إبنه رفع رأسه عاليًا بشهادته العظيمة التي نالها إلى جانب رفاقه في المقاومة الإسلامية، على وقع نثر نساء البلدة الأرز والورد على مسيرة التشييع؛ حيث احتشدن على أطرافها لإلقاء التحية على الشهيد الذي ارتقى على طريق القدس دفاعًا عن وطننا وإسنادًا للمقاومة الفلسطينية ولغزة وشعبها.
تشييع الشهيد "محمد كنج حمد" ضم الفعاليات السياسية الشمالية إضافة إلى حشد شعبي من مختلف مناطق الشمال، حيث تقدم المشيعون عضو المجلس السياسي في حزب الله الحاج محمد صالح ومسؤول قطاع الشمال في الحزب الشيخ رضا أحمد، وإمام بلدة "حبشيت" الشيخ علي إسماعيل، رئيس تيار الوفاق العكاري هيثم حدارة، جمال سكاف رئيس لجنة أصدقاء الأسير يحيى سكاف، رئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير، منفذ عام عكار في الحزب السوري القومي الاجتماعي أحمد السبسبي والعميد ساسين يوسف، أمين فرع عكار في حزب البعث العربي الإشتراكي خضر عثمان، رئيس ملتقى عكار المقاوم سفيان طالب، و رجال دين ومخاتير.
من هذا المنطلق النضالي، كان لا بد من دور مقاوم لأبناء الشمال في ساحات النضال حيث لبى العديد من أبناء البلدات الشمالية نداء الدفاع عن فلسطين وشعبها من ابن المنية الأسير في سجون العدو يحيى سكاف إلى إبن تكريت العكارية الشهيد علي غازي طالب وابن منيارة العكارية الأسير في السجون الفرنسية المناضل جورج عبد الله- والذي صدر قرار بالإفراج عنه منذ يومين- وغيرهم الكثير من المقاومين والشهداء الذين نذروا حياتهم في سبيل القضية الفلسطينية التي تشكّل الوجهة الأساسية لكل حر وشريف.
يُشار الى أنّ بلدة حبشيت قدمت، في عدوان تموز ٢٠٠٦، شهداء في صفوف المقاومة الإسلامية، وها هي اليوم أيضًا تقول كلمتها متمسكةً بأصالتها وبأصالة عكار وكل الشمال. هذا الشعب الطيب الذي احتضن بكل أشكال المحبة والأخوة والتعاون إخوانهم الضيوف من الضاحية والبقاع والجنوب الذين نزحوا جراء الاعتداءات الصهيونية على بلداتهم، فكان الشمال عمومًا هو الحضن الدافئ لجمهور المقاومة؛ حيث أسقطت كل المشاريع المشبوهة والفتنوية التي عمل عليها أعداؤنا لسنوات من أجل التفرقة بين أبناء وطننا.
عكارالعدوان الإسرائيلي على لبنان 2024معركة أولي البأس
إقرأ المزيد في: خاص العهد
11/12/2024
قضاء الكورة يُشارك الوطن بصنع النصر
05/12/2024