خاص العهد
الضاحية الجنوبية تُعيد بناء حياتها بعد 66 يومًا من العدوان
بعد مرور 66 يومًا من العدوان الصهيوني الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، تبدأ الحياة بالعودة إلى الشوارع التي كانت في يوم من الأيام شاهدة على أهوال الحرب المشهد اليوم، رغم الدمار الذي خلفه القصف، يشهد على الإرادة الصلبة لأبناء هذه المنطقة في مقاومة الصعاب، والتأكيد على ثقافة الحياة مهما كانت التحديات.
موقع العهد الإخباري الذي جال في عدة مناطق في الضاحية، حيث برزت بوادر العودة للحياة من خلال معاودة النشاط للمحال التجارية في حارة حريك وبئر العبد والرويس وغيرها من أحياء الضاحية. فبعد فترة طويلة من الإغلاق نتيجة القصف المستمر، بدأت المحال التجارية تفتح أبوابها واحداً تلو الآخر، معلنة عن انطلاقة جديدة للحياة في هذه المناطق.
في حارة حريك التي كانت تعتبر مركزًا حيويًا قبل العدوان، بدأ أصحاب المحلات في إعادة ترتيب واجهات محالهم وترميم ما تبقى من بضائعهم. أصحاب المتاجر الذين فقدوا العديد من ممتلكاتهم نتيجة الهجمات الجوية، قاموا بفتح أبوابهم من جديد، ورفعوا لافتات تروي قصة إصرارهم على العودة.
مشهد فتح المحال التجارية في هذه المنطقة لم يكن مجرد استعادة للنشاط التجاري، بل كان بمثابة رسالة واضحة لكل من حاول أن يدمّر الحياة هنا بأن الضاحية ستظل عصية على الزوال.
أهالي الشهداء في روضة الحوراء زينب "ع"
خلال جولته في الضاحية الجنوبية، زار موقع العهد الإخباري روضة الحوراء زينب "ع" التي أصبحت من أبرز المعالم التي تحتضن شهداء المقاومة. في هذا المكان الطاهر، حيث يرقد العديد من الشهداء، التقينا بعدد من أهاليهم الذين حضروا تكريماً لأرواح أحبائهم الذين سقطوا في معركة الدفاع عن الأرض والكرامة.
بينما كانت الأصوات تتعالى في المكان بالدعاء والترحم، كانت الرسالة واحدة "فدا السيد" تلك العبارة التي لم تغب عن ألسنة عوائل الشهداء رغم استشهاد سماحة السيد حسن نصر الله.
أحد الأبناء الذين فقد آباءهم في المواجهات الأخيرة، اختصر الحديث بجملة: "نحن هنا، لنقول للشهداء، إننا سنواصل دربهم، وإن تضحياتهم لن تذهب هدرًا."
كانت هذه اللحظات الحزينة تتخللها إشارات من الأمل والعزيمة، حيث تجلى الإيمان القوي في كون التضحيات التي قدمها هؤلاء الشهداء لن تذهب سدى. الحضور في روضة الحوراء زينب كان بمنزلة رسالة من أهل الشهداء إلى العالم بأن مقاومتهم ستستمر، وأن الطريق الذي سلكه أحباؤهم سيبقى دائمًا في الذاكرة.
زيارة مكان استشهاد السيد حسن نصر الله
في القسم الأخير من الزيارة، توجه موقع العهد الإخباري إلى الموضع الذي شهد استشهاد السيد حسن نصر الله، على الرغم من أن هذه المنطقة تعرضت لدمار كبير بسبب الغارات الجوية، إلا أن زيارة مكان استشهاد السيد كانت بمنزلة إشعار بأن مقاومة السيد الحقيقية لم تكن فقط في ساحة المعركة، بل هي في الذاكرة الحية لكل من يكمل الطريق، لكل من لم يتخلَّ عن خيار المقاومة الإسلامية.
الأهالي الذين زاروا هذا الموضع، ما كانوا يزورون مكانًا تاريخيًا فحسب، بل كانوا يعبرون عن التزامهم الراسخ بمواصلة مسيرة السيد. "لقد ترك السيد لنا إرثًا عظيمًا"، قال أحد الزوار الذي لم يستطع إلا أن يتأثر عندما وقف في المكان الذي يأخذك لعالم آخر.
هي الضاحية لا تشبه سواها في كل بيت دُمر، وفي كل ركن من شوارعها، هناك روح لا تموت، وأمل لا يذبل، من روضة الحوراء زينب إلى مكان استشهاد السيد حسن نصر الله، ومن محال حارة حريك إلى شوارع الرويس وبئر العبد يظل عهد المقاومة قائمًا في كل خطوة، في كل كلمة، وفي كل نسمة هواء.
الضاحية الجنوبيةالسيد حسن نصر االلهالعدوان الإسرائيلي على لبنان 2024