خاص العهد
مرجع قيادي في دمشق: يكفي سورية أن لبنان هو أرض المقاومة
"السياسة ابنة التاريخ، والتاريخ ابن الجغرافيا، والجغرافيا ثابتة لا تتغير" (نابوليون بونابرت).
في الظروف العادية تعمل الدول المتحاذية على تعميق العلاقة بينها، بخاصةٍ الاقتصادية والأمنية، ويذهب بعضها إلى الاتحاد، كما هو حال الاتحاد الأوروبي، وبعضها الآخر يبرم معاهدات دفاع مشترك، كمعاهدة "الدفاع العربي المشترك" في عام 1950. وقتذاك أبرمت 7 دول عربية، وهي مصر والأردن وسورية والعراق والسعودية ولبنان واليمن "معاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي". واستمر انضمام بقية الدول العربية تباعًا، على مدار السنوات الآتية. هذا في الظروف العادية، فكيف إذا كانت الظروف استثنائية، كما هو حال لبنان اليوم، الذي يتعرض لحربٍ صهيونيةٍ وحشيةٍ!؟. فرغم فظاعة العدوان "الإسرائيلي" على البلد، ونتائجه الكارثية على الشعب من قتلٍ ودمارٍ وتهجيرٍ، لم تبخل الجارة الأقرب سورية في تقديم كلّ ما بوسعها في سبيل دعم صمود الشعب اللبناني الذي يتعرض لحربٍ بربريةٍ. وبتوجيهٍ من الرئيس بشار الأسد إلى أعضاء الحكومة وسواهم من المعنيين، سهّلت السلطات السورية المختصة دخول اللبنانيين إلى الأراضي السورية، هؤلاء الذين اضطرّوا إلى مغادرة منازلهم جرّاء هذه الحرب، وفتحت لهم البيوت ومراكز الاحتضان، وقدمت لهم الحكومة في دمشق المساعدات، وأبرزها: الاستشفاء المجاني، كذلك تخفيض إيجار غرف الفنادق والمنتجعات للبنانيين.
وتتمسك دمشق بموقفها الثابت الداعم لصمود لبنان، والوقوف إلى جانب شعبه في الظروف الراهنة والعادية. ويقول مرجع قيادي في دمشق: "إن سورية تتفهم دائمًا الأوضاع في لبنان، خصوصًا السياسية منها، نظرًا للتوازنات الدقيقة في "التركيبة السياسية" وداخل الحكومة، وارتباطات بعض مكوناتها بالخارج". ويضيف: "يكفي سورية أن لبنان هو أرض المقاومة التي هزمت "إسرائيل"، ودافعت عن سورية، وتدافع عن فلسطين ولبنان وتحمي حدوده".
ويتابع المرجع: "يكفي أن الشعب اللبناني العظيم حرر أرضه ومعتقليه من سجون الاحتلال، من دون أي اتفاقٍ مع العدو، وهذا ما عجزت عنه كلّ الدول العربية". ويردف قائلًا: "نحن في سورية لا نرى إلا عظمة الشعب اللبناني الداعم لمقاومته، ولا نعير أهمية لبعض التصريحات التافهة". ويحذّر المرجع: "من الأطماع الصهيونية في لبنان، بحسب ما ورد في بعض "النصوص التوراتية" التي تعتبر أن هذا البلد جزء من "إسرائيل"". ويختم: "لا خوف على لبنان في وجود المقاومة البطلة والشعب العظيم".
إقرأ المزيد في: خاص العهد
02/12/2024
القرض الحسن: صمود وعمل مستمر رغم العدوان
30/11/2024