معركة أولي البأس

خاص العهد

الشماليون يُقدّمون دمهم نصرةً لأبناء الضاحية والجنوب والبقاع ويُفشلون مشاريع العدو
19/09/2024

الشماليون يُقدّمون دمهم نصرةً لأبناء الضاحية والجنوب والبقاع ويُفشلون مشاريع العدو

لم يكن مستغربًا ما شهدته المناطق الشمالية من أقصى بلدات عكار في وادي خالد مرورًا بمدينة المنية حتى عاصمة الشمال طرابلس وزغرتا والكورة، من تشكيل خلايا تعمل كالنحل من داخل المستشفيات إلى المراكز الصحية ومكاتب القوى الحزبية الوطنية والإسلامية والجمعيات الأهلية والكشفية على مدى اليومين السابقين، نُصرةً لكل من تضرّر جراء العدوان الصهيوني الذي استهدف أجهزة اتصال "البايجر" في مختلف المناطق اللبنانية وخصوصًا في الضاحية الجنوبية والبقاع ومناطق الجنوب.

وما إن بدأ الحديث عن طلب المستشفيات في العاصمة بيروت والجنوب والبقاع لمتبرعين بالدم للجرحى الذين سقطوا خلال العدوان الغادر حتى هبّ أبناء البلدات الشمالية بنخوتهم المعتادة وبمختلف انتماءاتهم السياسية والدينية ليكونوا عونًا لإخوانهم المتضرّرين، وليؤكدوا أن المعركة مع العدو الصهيوني هي معركة واحدة والمصير واحد.

ومع الساعات الأولى لوقوع العدوان فتحت المستشفيات الشمالية ــ التي يمكن للمواطن أن يتبرع داخلها بالدم ــ أبوابها أمام المتبرعين فكان المشهد جامعًا أمام أبواب المستشفيات التي امتلأت ساحاتها وغصّت غرف التبرع بالشماليين الذي اصطفوا ليحجزوا أماكن لهم لتأدية واجبهم الوطني والإنساني تجاه إخوة لهم، فمنهم من ذهب إلى المستشفيات الشمالية ومنهم من التحق بحافلات ليصل إلى مستشفيات بيروت ليقدّم دمه ويكون عونًا للمتضررين، بالإضافة إلى عشرات الممرضين والأطباء الذين التحقوا بمستشفيات العاصمة بيروت لتقديم كل أنواع الدعم الطبي.

الشماليون يُقدّمون دمهم نصرةً لأبناء الضاحية والجنوب والبقاع ويُفشلون مشاريع العدو

من خلال ما شهدناه في اليومين الماضيين يمكننا القول، إن العدوان الغاشم الذي أراد منه العدو الصهيوني النيل من وطننا وأبنائه المقاومين قد أفشله الشعب اللبناني بوحدته ووقفته الكبيرة إلى جانب كل من تعرض للعدوان، فكانت نتائج العدوان مغايرة لما كان يأمله العدو، من خلال الهبة الشعبية التي أثبتت أن المقاومة وجمهورها ليسوا وحيدين في هذه المعركة إنما كل الأحرار والشرفاء هم جمهور وسند للمقاومة.

بالإضافة إلى أن الشمال كان شريكًا بتبرعه بالدم للجرحى وتقديم كل أنواع المساعدة في هذا العدوان، كذلك كان شريكًا بالشهادة من خلال دماء ابن بلدة حبشيت العكارية الشهيد في المقاومة الإسلامية حسن أحمد محمد الذي شارك بتشييعه جماهير من المناطق الشمالية كافة، بالإضافة إلى ممثلي الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية ورجال دين من كل الطوائف شبكوا أيديهم أمام نعش الشهيد مؤكدين التمسك بنهج المقاومة.

الشماليون يُقدّمون دمهم نصرةً لأبناء الضاحية والجنوب والبقاع ويُفشلون مشاريع العدو

وفي حديث خاص لموقع "العهد" الإخباري اعتبر رئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير أنّ التبرع بالدم الذي حصل في مدينة المنية هو تأكيد على هوية المنية التي كانت وما زالت في الخط الوطني بمواجهة المشروع الصهيوني، والتي أدت دورها في هذا العدوان على أكمل وجه من خلال التدفق الشعبي الذي شهدناه إلى مستشفى الخير في المنية حيث امتلأت كل أكياس الدم داخل بنك الدم في المستشفى، وعملنا على استجلاب المئات من الأكياس من مراكز صحية مجاورة للمنية لملئها من المتبرعين، مؤكدًا الاستعداد الدائم لنصرة المقاومة وجمهورها بكل الإمكانيات المتاحة في أي لحظة تيُطلّب منّا ذلك.

الشماليون يُقدّمون دمهم نصرةً لأبناء الضاحية والجنوب والبقاع ويُفشلون مشاريع العدو

أما عضو اللجنة المركزية لحزب "البعث" العربي الاشتراكي المهندس موسى طعمة الذي قال لموقع "العهد" :"إنّ هذا الحدث كان كفيلًا بإبراز وحدة الدم المقاوم من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وإن المشروع الفتنوي الذي عمل العدو وأعوانه على فرضه في لبنان وخصوصًا في الشمال قد رأى العالم كيف دفنه الشماليون اليوم إلى غير رجعة من خلال وقفة العز التي وقفوها في مستشفى الراسي في حلبا العكارية وفي مختلف المراكز الصحية في عكار ليناصروا المقاومة وجمهورها الأبي الذي تعرض لعدوان، لأن شعبنا هو شعب طيب وأصيل ولا يمكن أن يتخلى عن فلسطين أو دعمه لخيار المقاومة التي تقدم التضحيات دفاعًا عن كل الأمة.

المقاومة الإسلاميةطرابلس والشمال

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة