خاص العهد
صراع الحق والباطل: رؤية دينية وفلسفية في التربية الجهادية
استكمالًا لسلسلة ندوات التربية الجهادية، عقد مركز الأبحاث والدراسات التربوية محاضرة تحت عنوان التربية الجهادية "صراع الحق والباطل" في قاعة العلامة الراحل الشيخ مصطفى قصير، حاضر فيها كل من وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال، الدكتور مصطفى بيرم، ومسؤول وحدة المتون والدراسات الثقافية في حزب الله السيد علي الموسوي، وحضرها جمع من المتخصصين والتربويين وذلك في إطار السعي لتعميق فهم القضايا التربوية والجهادية من خلال منظور ديني وفلسفي شامل.
السيد الموسوي: مفهوم الحق والباطل في القرآن
استهل السيد علي الموسوي، حديثه بتركيز عميق على مفهوم الحق والباطل كما يتجلى في القرآن الكريم، مستعرضًا مجموعة من الآيات القرآنية التي تسلط الضوء على هذا الصراع الأزلي الذي هو جوهر وجود الإنسان.
وتطرق السيد الموسوي إلى موقف إبليس من آدم كرمز للصراع الأولي بين الحق والباطل، موضحًا أنَّ إبليس لم يكن يظن نفسه أفضل من آدم فحسب، بل كان وراء ذلك تكبر باطل استمر تأثيره حتى يوم القيامة.
وناقش الموسوي التحديات التي يواجهها الحق، خاصة مسألة التلبيس والكتمان التي قد تعرقل ظهور الحق وتمييزه من الباطل. وأكد أنَّ التمييز بين الحق والباطل ليس فقط من خلال النصوص الدينية، بل أيضًا من خلال العقل والمنطق، حيث يمكن للعقل البشري أن يدرك ما هو حق وما هو باطل وفقًا للقواعد الأخلاقية والشرعية.
الوزير بيرم: دور القيم التربوية في الصراع بين الحق والباطل
بدوره، قدم وزير العمل، الدكتور مصطفى بيرم، مداخلته التي تناولت القيم التربوية في قصص الصراع بين الحق والباطل وعلاقتها بالتربية الجهادية،إنطلاقًا من خبرته الواسعة في القانون والتنمية الذاتية، حيث قدَّم شرحًا واسعًا حول أهمية هذه القيم في بناء الشخصية الجهادية والأخلاقية.
وأشار الدكتور بيرم إلى أنَّ التربية الجهادية يجب أن تتضمن تطوير الوعي والبصيرة، مؤكدًا الالتزام بالقيم الإنسانية والدينية، كما تناول مفهوم التشيُّع الذي يعتبره ليس مجرد انتماء إلى مذهب أو جماعة، بل هو تعبير عن التزام الفرد بالقيم والمبادئ التي تعزز شأن الأمة والمجتمع. والتشيُّع، بحسب بيرم، يعكس حالة من الإيثار والتفاني من أجل الجماعة والإنسانية، وهو تجسيد لروح العطاء والتضحية.
وقدّم وزير العمل شرحًا حول مفاهيم أساسية في التشيُّع القائم على الإيثار والتفاني والذي يعد خدمة للإنسانية متجاوزًا الأبعاد الفردية ليشمل خدمة الإنسانية جمعاء، كما يتجلى في ثورة الإمام الحسين (ع)، التي قدمت نموذجًا للتضحية من أجل المبادئ العليا والقيم الإنسانية.
وتطرّق إلى الحركة المهدوية التي تهدف إلى تحقيق العدالة والقسط في الأرض، والسعي لتحقيق هذه القيم والعمل من أجل ظهور الإمام المهدي (عج).
ورأى أنَّ مواجهة الباطل يتطلب تحديد الحق بدقة واستخدام الوسائل والقدرات المتاحة لضرب مقتل الباطل، مع ضرورة الفهم الصحيح للحق والوسائل المناسبة لتحقيقه.
وأشار بيرم إلى أنَّه من المهم التفريق بين تعليم القيم والمبادئ الجهادية وبين عسكرة الأطفال، فالتربية يجب أن تكون متوازنة، حيث نعلّم الأطفال القيم بشكل يعزز إنسانيتهم ونظرتهم الإيجابية نحو الحياة.
كما أوضح أنَّ استهداف القيم والتربية من قبل الغرب تفرض ضرورة تعزيز القيم من خلال التربية السليمة والوعي بأهمية زرع هذه القيم في أذهان الأطفال منذ الصغر، مع تقديم نموذج إيجابي يعكس الثقة بالنفس والقدرة على مواجهة التحديات.
وأوصى الدكتور بيرم بتعليم القيم بشكل متوازن بأسلوب يتضمن نمو الطفل بطريقة صحية ومتوازنة، دون اللجوء إلى عسكرة مبالغ فيها وعلى تعزيز الثقة بالنفس لدى الأطفال، مما يساعدهم على مواجهة الضغوط والتحديات بفعالية وذلك من خلال العمل على استراتيجيات لمواجهة القيم السلبية التي قد تُزرع في الأطفال من خلال الوسائل الإعلامية والشبكات الاجتماعية.
لبنانالمقاومةالتربيةجهاد التبيينالثقافة الاسلاميةالثقافة الغربية