خاص العهد
صفعة جديدة للمفاوضات بعد مصادقة "الكابينيت" على "خرائط فيلادلفيا"
في خطوة تعرقل وتفرمل جهود التوصل إلى إتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة، صادق "الكابينيت" الصهيوني على خرائط تحدد بقاء جيش الاحتلال "الإسرائيلي" في "محور فيلادلفيا" على حدود قطاع غزة مع مصر، ما يعكس تعنّت كيان الاحتلال في المفاوضات وتعمده إفشالها.
في غضون ذلك، أكدت الفصائل الفلسطينية أن تبنّي واشنطن للمخطط "الإسرائيلي" بشأن "فيلادليفا" يفضح أكاذيب الولايات المتحدة بشأن سعيها لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
أمين عام حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي أكد أن "إسرائيل" لا تظهر أي نيّة جديّة للوصول إلى اتفاق، وبدلًا من ذلك، تسعى لتعزيز قبضتها على الأراضي الفلسطينية، مع التركيز على محور رفح ومحور فيلادلفيا كوسيلة لإفشال أي مفاوضات.
وفي حديث لموقع العهد الإخباري، قال البرغوثي: "تعيين حاكم عسكري لغزة يعكس رغبة "إسرائيل" في الحفاظ على احتلال طويل الأمد، وهذا ما أشار إليه عضو مجلس الحرب السابق عضو الكنيست "الإسرائيلي" غادي آيزنكوت الذي أكد أن لدى نتنياهو خطة واحدة فقط هي إبقاء الاحتلال قائمًا وتعزيز العمليات العسكرية في الضفة الغربية".
وأضاف البرغوثي: "العمليات العسكرية في الضفة الغربية هي دليل على محاولة "إسرائيل" تنفيذ مخططها الأصلي الذي يهدف إلى ضم الأراضي وتعزيز السيطرة "الإسرائيلية". هذا النهج لا يعكس سوى الاستمرار في سياسة النار والدم والإبادة الجماعية، ما يفرض على الفلسطينيين خيار الصمود والمقاومة كسبيل وحيد للتعامل مع هذا الوضع".
ورأى البرغوثي أنّه "في الوقت الذي تتحدث فيه وسائل الإعلام عن انهيار المفاوضات، يبدو أن هناك انسدادًا حقيقيًا في الأفق"، وأوضح "المفاوضات تتعرّض للتدمير ليس فقط بسبب تعنت "إسرائيل"، ولكن أيضًا بسبب عدم وجود ضغط دولي جاد"، وأضاف "الولايات المتحدة، بدلًا من الضغط على نتنياهو، فهي متورطة في دعم "إسرائيل"، مما يعزز موقفها العدواني".
وشدد أمين عام حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية على أن هناك "توافقًا بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" على استمرار العدوان"، وقال إن "هذا التعاون يضمن بقاء الصراع مستمرًا، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع في الداخل "الإسرائيلي"، سواء من حيث الخسائر البشرية أو التكلفة الاقتصادية، إذ أن تصاعد العزلة الدولية يتطلب استجابة من محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية لمحاسبة "إسرائيل" على انتهاكاتها".
رغم حالة الجمود في المفاوضات، لا يبدو أن هناك بصيص أمل في نجاحها في ظل الظروف الحالية، فـسياسة "نتنياهو" بالسعي لحماية موقعه السياسي من خلال التصعيد العسكري، بحسب البرغوثي، "تجعل أي تقدم في عملية "السلام" بعيد المنال.
وبيّن البرغوثي في حديثه لـ"العهد" أن هناك "تحولًا خطيرًا في المجتمع "الإسرائيلي" نحو الفاشية والتطرف، ما يفاقم الوضع ويزيد من صعوبة التوصل إلى حل "سلمي"، وفق تعبيره.
وأضاف "يتضح من استطلاعات الرأي أن المجتمع "الإسرائيلي" يتبنى مواقف متشددة، مما يشير إلى تغيير جذري في الموقف العام".
في ظل هذه الأوضاع، تواجه إدارة بايدن تحديات كبيرة في الانتخابات المقبلة على حد وصف البرغوثي، حيث يؤدي الدعم غير المشروط لـ "إسرائيل" إلى خسارة أصوات الناخبين المعارضين للحرب. في المقابل، فإن ترامب يستفيد من استمرارية الدعم "الإسرائيلي" كوسيلة لكسب الأصوات، مما يعقد الموقف الأمريكي.
واختتم البرغوثي حديثه مع موقعنا قائلًا: "الوضع قد يستمر في التدهور ما لم يحدث تدخلًا دوليًا فعالًا، حيث أن الحل الوحيد في الوقت الراهن هو الاستمرار في المقاومة والصمود، مع الضغط على الحكومات العربية والإسلامية لتغيير مواقفها وتعزيز الدعم للفلسطينيين، لأن التاريخ قد علمنا أن الأزمات الكبرى يمكن أن تؤدي إلى تغييرات جذرية، ولكن الأمر يتطلب إرادة قوية وشجاعة وصمود إلى جانب المقاومة".
فلسطين المحتلةالكيان الصهيونيحركة المقاومة الإسلامية ـ حماسغزة