خاص العهد
بالفيديو: جنوبيون يروون حكايات صمودهم
سمعت عن أسطورة الصمود يومًا، وعن حكاية جُبِلت مضامينها بكل معاني الجهاد والروح الثورية والصمود بمختلف ألوانه. ما سمعته رأيته في جنوب لبنان، في نفوس أبيّة، لا يخيفها عدوّ شيطاني مجرم، ولا تؤلمها جراحات من واقع الحرب، بل تزيدها إصرارًا على الثبات والمقاومة والنضال حتى النصر المؤزر.
هؤلاء، نسجوا حكايات صمودهم بوعي وبصيرة، خبروا خلال سنوات خَلَت معنى التمسك بالأرض والهوية والحفاظ على الإرث والوصية، فقدّموا ما يلزم في سبيل القضية. جاهدوا بالعطاء بمختلف أنواعه، صابرين محتسبين، مقدمين نماذج في التضحية، ورسموا مشاهد جدارية في أوعية قلوبهم تهتف باسم قائدهم صبحًا ومساء، فكان هتافهم وِرْدًا يصل بهم إلى سلّم الرقي والعلى.
عن حكاية صمود هؤلاء، تمتزج فيها أسمى معاني التضحيات بمزيج لا مثيل له في التاريخ، خليطه إكسير مركب من معادلات فيضها خام، وغيضها فيض، وكل ما فيه عز وكرامة.
وفي واقع حالهم، تجد تجسيدًا لأبهى مظاهر التمسك بالمقاومة، فبين كل استهداف وشهيد وصلية يجددون عهدهم ودعاءهم لسيد المقاومة ورجالها. يرفعون راية العز غير آبهين بكل تهديدات العدو، متيقنين أن هناك رجالًا يحمون الديار، يجابهون المخاطر ولا يأبهون بها، مرابطون على الثغور، ويصنعون معادلات النصر والقوة والاقتدار.
فكما وصفهم سيد المقاومة في العام 2006 بأشرف الناس وأطهر الناس يثبتون اليوم مجددًا أنهم كذلك بل أكثر، فهم اليوم يقدمون أبناءهم وأرزاقهم فداء للبنان وفلسطين وإسنادًا لمقاومة غزّة متيقنين أن النصر لأصحاب الأرض وأن كل ما دمره العدو فداء للمقاومة وسيدها.
موقع العهد الإخباري واكب الصامدين في عدد من البلدات المتاخمة للحدود مع فلسطين المحتلّة، وأجرى مقابلات معهم، حيث أكدوا دعمهم ووقوفهم إلى جانب المقاومة، داعين الأصوات التي تثبط من عزيمتهم ومن تلاحمهم وارتباطهم بالمقاومة لكي يأتوا للجنوب علهم يظفرون بالعزة والكرامة.