خاص العهد
في حوار سابق مع "العهد".. عبداللهيان تحدّث عن علاقته بالشهيد سليماني
فاطمة سلامة
لم تكن العلاقة بين وزير الخارجية الإيرانية الشهيد حسين أمير عبداللهيان وقائد شهداء محور المقاومة الحاج قاسم سليماني عادية. في أكثر من محفل، حين كان يُذكر اسم الشهيد سليماني كانت العَبرة تخنق الشهيد عبداللهيان، وهو الذي جمعته به صداقة لنحو عشرین عاماً، كانت فيها قضايا المقاومة والأمة وهمومها القاسم المشترك.
في ما يلي نص مقابلة أجريت عقب استشهاد القائد سليماني استذكر فيها عبداللهيان عبر العهد علاقته بقائد شهداء محور المقاومة:
الحديث عن قائد شهداء محور المقاومة الحاج قاسم سليماني لا يعرف حدوداً. كيف لا ونحن أمام قائد استثنائي بكل ما للكلمة من معنى. يقول عارفوه إننا كلما تحدّثنا عن شيء، تحضر في مخيلتنا أشياء. كثر ممّن عايشوه يحارون من أين يبدأون بالحديث، وكل ما يُعرف عن هذا القائد جميل ومميّز. قرابة الشهر مرّ على ارتقائه شهيداً، كُشفت خلاله الكثير ولكن لا شكّ أنّ ما لم يُكشف أكثر وأكثر. فالحاج قاسم امتلك شخصية نموذجية تجمع الكثير من الصفات. كان فيها القائد والجندي معاً. الرؤوف والحازم في آن. العسكري والدبلوماسي. وهي النقطة المهمّة التي يتحدّث عنها المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران الدكتور حسين أمير عبداللهيان،وهو الذي عايش الشهيد سليماني طيلة 20 عاماً، فعرف عنه الكثير انطلاقاً من العلاقة المميّزة التي تربطهما. وفي هذا الصدد، يشير صديق الشهيد الى أنّ الحاج سليماني کان دبلوماسیاً بارزاً ومفاوضاً بارعاً وسیاسیاً یخطو خطواته الثابتة وراء آية الله العظمى الامام القائد السید علي الخامنئي، مشبّهاً إياه بمالك الأشتر.
وفي مقابلة مع موقع "العهد" الإخباري، يتناول الدكتور عبداللهيان بعضاً من صفات الشهيد، تاركاً المزيد للأيام القادمة. ويُشدّد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي على أنّ الحاج سليماني کان أسوة فذة في الأخلاق، لافتاً الى أنّه "سينقل لجمیع شعوب المنطقة وخاصة الشعب اللبناني العزیز تفاصیل أکثر عن شخصية القائد الشهيد". أما فيما يتعلّق بالثأر لدماء الحاج سليماني ورفاقه، فيؤكّد عبداللهيان أنّه وبعد استشهاد قائد شهداء محور المقاومة لن تکون منطقة الشرق الأوسط مکاناً سعیداً للقوات العسکرية الأميرکیة وحلفائها الصهاينة. ويُشدّد على أنّ الصفعة الأصلية على وجه أميركا في الطریق والرد آت آت. كما يتناول المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي"صفقة القرن" فيشدّد على أنّ أوراق هذه الصفقة الأميرکية الصهیونیة المهملة ستکون صالحة لمقبرة الصهاینة الذين لن یکون لهم في مستقبل المنطقة الا التوابیت.
وهنا نص المقابلة:
س. نعلم أن هناك علاقة مميّزة تربطكم بالشهيد القائد قاسم سليماني. حُكي الكثير عن صفات الشهيد، ولكن بالتأكيد هناك الكثير من الأمور التي لم تُكشف بعد. اذا أردت أن تصف لنا الشهيد من خلال تجربتك الشخصية معه والعلاقة التي تربطكما، ماذا تقول؟.
ج. أود القول بصفتي شخصاً کان طوال عشرین عاماً بجانب القائد سلیماني في الجبهة الدبلوماسیة إنّ القائد الشهيد کان قائداً عسکرياً بارزاً ینتهج نهج "السلام والأمن" الاستراتیجي في المنطقة والعالم ومنه في لبنان. سليماني کان دبلوماسیاً بارزاً ومفاوضاً بارعاً وسیاسیاً یخطو خطواته الثابتة وراء الإمام القائد السید علي الخامنئي کمالك الأشتر.
الحاج قاسم سليماني کان أسوة فذة في الأخلاق، سوف أنقل لکم ولجمیع شعوب المنطقة وخاصة الشعب اللبناني العزیز تفاصیل أکثر عنه إن شاء الله.
س. لا شك أنّ الحديث عن الدور الذي لعبه الشهيد القائد لجهة دعم محور المقاومة يحتاج الى الكثير من الوقت. ولكن حبّذا لو تذكرون لنا باختصار، ماذا قدّم الشهيد القائد لمحور المقاومة؟. وكيف ساهم في إبقاء القضية الفلسطينية حيّة؟.
ج. القائد سلیماني خلال فترة حیاته المبارکة وبصفته قائداً لقوة "القدس" حطّم ظهر قوات "داعش" الإرهابیة بمساعدة حزب الله والقوات المسلّحة في العراق وسوريا.
الحاج قاسم قدّم الدعم والمساندة للمقاومة الاسلامية في لبنان والمقاومة الفلسطینية ووقف بجانب المناضلین الفلسطینیین، وتمكّن من حصر ما تُسمى "إسرائيل" في سجن کبیر، وبدلاً من تحقیق حلم الصهاینة بقيام دولة مزعومة من النیل إلی الفرات، ها هم الصهاینة اليوم محاصرون بين جدران خرسانیة مرتفعة داخل الأراضي المحتلة.
كما حوّل القائد سليماني والمقاومة معادلة حرب الكیان الصهیوني الی انتصار للمقاومة وفشل واستسلام للكیان الصهیوني، وكله لصالح جبهة المقاومة.
س. توعّدت الجمهورية الاسلامية الايرانية بأنّ ثمن جريمة الاغتيال الآثمة التي تعرّض لها الشهيدان قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما سيكون إجبار القوات الأميركية على الخروج من المنطقة بأسرها. البعض لا يزال يُشكّك بهذا الأمر، كيف تردون؟.
ج. بخصوص الثأر الشديد لاغتيال الشهيد القائد سليماني، يجب أن أؤكّد أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب والولايات المتحدة الأميركية ارتكبوا جريمتين؛ الأولی تمثّلت في الهجوم الصاروخي علی سیارة القائد سلیماني ومرافقيه. هذه الجريمة الإرهابية استدعت رداً من الجمهورية الاسلامية الايرانية التي استهدفت قاعدة "عين الأسد" الأميرکیة الکبیرة في العراق، بواسطة 13 صاروخاً بالستياً. لم يكن هدفنا قتل العسکريين الأميرکیین، رغم أن ردنا أدى الى قتل وإصابة مجموعة من العسکریین الأميرکیین، كما تمكّنا من تسجيل خسائر فادحة في القاعدة الأميرکیة الاستراتیجیة في المنطقة، الأمر الذي أدى الى کسر الهیمنة الأميرکية.
أما الجريمة الثانية التي ارتکبها ترامب والولايات المتحدة فقد تمثّلت باستشهاد القائد سليماني وشهيد الحشد الشعبي المقدّس أبو مهدي المهندس ورفاقهما. الرد علی هذه الجريمة لآت آت. فبعد استشهاد القائد سليماني وأبو مهدي المهندس لن تکون منطقة الشرق الأوسط مکاناً سعیداً للقوات العسکرية الأميرکیة وحلفائهم الصهاينة.
لغاية الآن، وبعد استشهاد القائد سليماني والصفعة الأولی التي سجّلتها الجمهورية الاسلامية الایرانية علی وجه الولایات المتحدة، فإنّ موازين القوى تغيّرت، ولم تعد لصالح الولایات المتحدة. وأؤكّد أنّ الصفعة الأصلية على وجه أميركا في الطریق والرد آت آت.
س. البعض يزعم أنّ اغتيال الشهيدين سليماني والمهندس سيقصم ظهر المقاومة. كيف تجدون محور المقاومة بعد جريمة الاغتيال؟.
ج. لقد نجح القائد سليماني والأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله ومحور المقاومة في مواجهة المحور الأميرکي الصهیوني الساعي لخلق ما يُسمى بـ"الشرق الأوسط الجدید". وبدلاً من هذا المشروع، تم تشکيل "ترتیبات سیاسیة أمنية جدیدة" في المنطقة تتركّز علی محور جبهة المقاومة.
س. لطالما اعتبر الشهيد سليماني فلسطين والقدس قضيته الأولى. اليوم تتعرّض فلسطين لصفقة مشؤومة تُسمى بـ"صفقة القرن". كيف تصفون خطوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب؟ وهل برأيكم اقتربت نهاية هذا الكيان الغاصب؟.
ج. اطلعت علی نص "صفقة القرن". محتوی نص الصفقة الأميرکية الصهیونیة لم یعط أي حق لفلسطین والفلسطینیین. وقد أظهرت هذه الصفقة مرة أخری جميع النوايا الخبیثة للولایات المتحدة الأميركية و"اسرائیل". الجدير قوله إنّ صفقة القرن هي لعبة صبیانية لترامب ورئيس وزراء العدو بنيامين نتنیاهو. هذه اللعبة ستؤدي إلی وحدة الفلسطینیین أکثر من ذي قبل.
یجب القول إنّ أوراق "صفقة القرن" المهملة ستکون صالحة لمقبرة الصهاینة. ببرکة دماء شهداء المقاومة الزکیة والقائد سليماني وأبو مهدي المهندس والشهيد القائد عماد مغنية وسائر الشهداء اللبنانیین والفلسطینیین والعراقیین والیمنیین و ... اننا سنصلي في القدس معاً. ولا شك أن الصهاينة لن یکون لهم في مستقبل المنطقة الا التوابیت والمقابر فقط وفقط لا غیر. أما الیهود فسيرتاحون من مخالب الصهاینة.
إقرأ المزيد في: خاص العهد
02/12/2024
القرض الحسن: صمود وعمل مستمر رغم العدوان
30/11/2024