خاص العهد
القائد الأديب.. احتضانٌ للثقافة والمُطالعة
عنايةٌ خاصّة يوليها آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي للمُطالعة. عن قُرب، يستطلع ويجول في معرض طهران الدولي للكتاب في نسخته الخامسة والثلاثين، فيتوقّف عند الناشرين والمؤلّفين، يتحدّث إليهم، يستفسر منهم عن إصداراتهم وإنتاجاتهم الثقافية. خطوةٌ ميدانية هدفها التشجيع على الكتابة بنشاط وحماس وشغف، واحتضان الطاقات من الفئات العمرية كافّة من أجل إعداد الأرضية للترويج للكتب والمطالعة"، كما قال سماحته خلال جولته أمس الاثنين 13 أيار/مايو 2024.
في إحدى محطّاته أمس، توقّف الإمام الخامنئي عند جناحٍ يتضمّن كتابًا من تأليف المراسل الحربي الإيراني حميد داود آبادي. تبادل الحديث معه، وطرح عليه أسئلةً.
عن اللقاء مع القائد وما دار فيه، يتحدّث آبادي لموقع "العهد" الإخباري فيقول إن اتصاله بسماحته يعود الى 30 عامًا، ويُشبّه العلاقة معه كأنها بين أستاذ وتلميذه.
يوضح آبادي أن السبب في ذلك يرجع الى قراءة سماحته واطلاعه على ما يُنشر عمومًا في مجال الثقافة والكتب، ومن ضمنها مؤلّفاته التي علّق عليها أكثر من مرّة.
بحسب آبادي، الإمام الخامنئي ليس قارئًا عاديًا أو بسيطًا، فهو في أغلب الأحيان يكتب تعليقاته على كلّ كتاب يقرؤه، بل ويطلب أحيانًا من المؤلّفين زيارته والتحدّث عن إنتاجاتهم لساعات. وبالفعل أُتيحت له الفرصة لمناقشة بعض كتبه مع سماحته.
بحكم مواكبته لنشاط الإمام الثقافي، يُشير آبادي الى أن سماحته يسارع الى سؤاله وكلّ مؤلّف عن جديد ما كتبه، وهو ما حصل في لقاء الأمس. القائد يستفسر عن أحدث إصداراته ومحتواها. إضافة الى ذلك، يُخبر آبادي بأنه قرأ كتابه عن الشهيد مصطفى كاظم زاده ويذكّره بأنه رآه سابقًا واطّلع عليه.
يقول آبادي "ابتسامة القائد الجميلة أُمنيتي دائمًا وأنا سعيدٌ لأننا ضحكنا على موضوع هذا الكتاب والحمد لله كثيرًا.. سماحته متقدّم كثيرًا في موضوع الكتاب والناشرين.
ويُبيّن أن الكتاب الذي استحوذ على اهتمام القائد في الحديث معه هو "رأيتُ حياتي ترحل"، وقد صدر في لبنان عن دار الحضارة تحت اسم "إنها نفسي تزهق" الذي يسرد قصّة الشهيد الإيراني مصطفى كاظم زاده.
الموقف يُجدّد التأكيد على لازمة ثابتة في عقيدة الإمام: المطالعة ركن أساسي في عملية توعية الجيل الشاب. وهي الثقافة التي اعتنقها القائد قولًا وفعلًا منذ سنوات طويلة. بين عاميْ 1961 و1962، عمل الإمام على ترجمة كتاب "دمعة وابتسامة" للشاعر اللبناني جبران خليل جبران الصادر عام 1914، الى الفارسية، حين كان في العشرين من عمره.
كتاب "رأيتُ حياتي ترحل" لمؤلّفه حميد داود آبادي
بحسب ما ينقل العارفون ويُعلن بنفسه، تستحوذ قراءة الكتب على حيّز كبير من حياة الإمام الخامنئي ويوميّاته. منذ كان شابًّا والى اليوم، يحرص القائد على الإطلاع على كلّ ما هو جديد في عالم المؤلّفات الدينية والسياسية والأدبية والفنّية والروائية والمعارف الإسلامية. رواية "البؤساء" للكاتب والشاعر الفرنسي فيكتور هوغو قد تكون الأكثر تأثيرًا لدى سماحته لناحية اشتمالها على مزيج من علم الاجتماع والتاريخ والنقد والحب والمشاعر.
لا ينحصر نشاط القائد في الإطلاع، فسماحته وسّع هذا الشغف ليصل الى مستوى الإنتاج الأدبي والمعرفي. للسيد عشرات المؤلّفات التي تُعنى بالشؤون الإسلامية والحقوق والعلوم القرآنية والتبليغية، وترتبط كذلك بسير أئمة أهل البيت (ع) والمواعظ الحسنة وصولًا الى جهاد التبيين.
كتاب "إنها نفسي تزهق" المُترجم الى اللغة العربية لمؤلّفه حميد داود آبادي