نصر من الله

خاص العهد

العلاقات بين إيران وباكستان.. وحدة الدول الإسلامية في وجه الكيان الصهيوني
22/04/2024

العلاقات بين إيران وباكستان.. وحدة الدول الإسلامية في وجه الكيان الصهيوني

في رحلة استغرقت يومين إلى الدولة المجاورة الجنوبية الشرقية لإيران، تركزت المباحثات بين رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله السيد إبراهيم رئيسي مع كبار المسؤولين الباكستانيين على تطوير وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والعلاقات الثنائية والمشاورات الإقليمية حيث تم توقيع مذكرات التفاهم المشتركة.
وقد رافق رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذه الزيارة وفد رفيع المستوى ضم وزراء الخارجية والداخلية والدفاع والإسكان والصناعة والثقافة والإرشاد الإسلامي والصحة.
ويعود تاريخ الصداقة والتعاون بين إيران وباكستان إلى بداية انتصار الثورة، تلك الأيام التي حاولت فيها الجمهورية الإسلامية الوليدة تطوير علاقاتها الدبلوماسية مع دول المنطقة، وخاصة الدول الإسلامية، والنهوض بهذه العلاقات على أساس معايير الثورة الإسلامية، حيث كانت باكستان من أوائل الدول التي أيدت الثورة الإسلامية وأبدت رغبة في تحسين مستوى علاقاتها وتعاونها مع الجمهورية الإسلامية. ووجود حدود مشتركة بطول ألف كيلومتر بين البلدين، وأجواء التعاون الاقتصادي بسبب الموانئ المشتركة والقريبة، وكذلك المشتركات الثقافية والشعبية والدينية التي عززت هذه العلاقات، ومعروف الحب الكبير من أبناء الشعب الباكستاني للشعب الإيراني والثورة الإسلامية. وهنا نستذكر الزيارة التاريخية والاستقبال الشعبي المليوني للإمام الخامنئي خلال فترة رئاسته للجمهورية الإسلامية وزيارته لباكستان.
وعلى مر السنين، أكد قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي دائمًا على تعزيز التعاون الثنائي بين إيران وباكستان وشجع الحكومات المختلفة في إيران على توسيع هذا التعاون.
ونظرًا للمشتركات الثقافية والدينية والتاريخية بين إيران وباكستان، فقد اهتم سماحته دومًا بهذا البلد الشقيق لإيران باعتباره إحدى الدول المهمّة في المنطقة وأكد أن تعزيز التعاون الثنائي يظهر الأهمية الإستراتيجية لهذه العلاقات في سياسة إيران الخارجية.
وهذه الزيارة مهمّة أيضًا للباكستانيين، كما قالت وسائل إعلام باكستانية، وبمناسبة زيارة آية الله السيد إبراهيم رئيسي، تزينت شوارع العاصمة الباكستانية والساحات الرئيسية في المدينة وأمام القصر الرئاسي بالعلم الإيراني وصور رئيس الجمهورية.
هذه الزيارة ستكون مهمّة من ناحية اهتمام البلدين بالقضية الفلسطينية، وهي كانت في أولوية المباحثات بين قادة البلدين في هذه الزيارة، وتؤكد على وحدة العالم الإسلامي بوجه المخطّطات الصهيو - أميركية.

* المتحدث باسم لجنة الأمن القوميّ والسياسة الخارجية يتحدث عن أهمية الزيارة

في هذا الإطار التقى موقع "العهد" الإخباري المتحدث باسم لجنة الأمن القوميّ والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي أبا الفضل عمويي، حيث قال: "زيارة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى باكستان هي زيارة مهمّة في مختلف الجوانب".
وأضاف: "إيران وباكستان منذ تأسيس جمهورية باكستان كانتا دومًا تتمتعان بعلاقات تاريخية وقريبة، وهناك علاقات عميقة بين شعبي البلدين وإيران كدولة إسلامية تتمتع بأعلى نسبة من الشعبية لدى الشعب الباكستاني، لذلك العلاقات الشعبية هي في أعلى مستوياتها، وكلا البلدين لديه رؤية تتمتع بالصداقة والتعاون".
وقال عمويي أيضًا: "الزيارة الحالية تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية وجميع جوانب العلاقات بين طهران وإسلام آباد. هناك هدف لتصل العلاقات الاقتصادية إلى 10 مليارات دولار، وهذه الإمكانية متاحة، وبإمكان إيران أن تؤمن الطاقة لباكستان وكذلك تكون سوقًا جيدة لبعض السلع الباكستانية ومنها القطن، كما أنه يجب أن نشير إلى أن البلدين الآن يقومان بتسهيل العلاقات المالية، ونأمل بأن تحقق هذه الزيارة نتائج جيدة في هذا المجال".
وأضاف المتحدث باسم لجنة الأمن القوميّ والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي: "موضوع خط أنابيب السلام بين إيران وباكستان هو من الأمور المطروحة منذ سنوات، وفي الفترة الأخيرة وبالرغم من الضغوطات الأميركية، أبدى الباكستانيون استعدادهم لتنفيذ المشروع الخاص بنقل الطاقة".
وقال: "في مجال اتّصال الطرقات والأسواق المحلية يتم متابعة الموضوع وهذا يعزز التجارة الشعبية بين البلدين".
وأكد عمويي أن قضايا العالم الإسلامي وعلى رأسها القضية الفلسطينية ووقف العدوان الصهيوني الوحشي على قطاع غزّة كانت في أولوية المباحثات بين رئيسي البلدين، كما أن عملية الوعد الصادق خلقت رؤية إيجابية لدى الشعوب المسلمة جعلتها تشعر بأن هذه العملية كانت نصرًا لكل الأمة الإسلامية. وهذه الزيارة هي تأكيد على وحدة الأمة الإسلامية في مسار دعم الشعب الفلسطيني الباسل.
وأضاف عمويي: "بحث البلدان أيضًا القضايا الأمنية وأن تكون حدود البلدين حدودًا آمنة ومستقرة بحيث يتم منع الإرهابيين من استغلال الحدود، وبالتنسيق الأمني بين البلدين يتّجه التعاون بشكل إيجابي في هذا المجال".

إقرأ المزيد في: خاص العهد