خاص العهد
بحث أكاديمي في تونس حول نصرة "طوفان الأقصى"
تونس – عبير قاسم
منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، وما تبعها من عدوان صهيوني على قطاع غزة المحاصر، لم تتوقف رسائل التضامن التونسية شعبًا وحكومة ورئاسة مع الشعب الفلسطيني الصامد في غزة الجريحة، سواء على الصعيد الميداني من خلال المسيرات اليومية الداعمة أم من خلال الندوات الفكرية.
فقد عقد المعهد العالي للعلوم الإنسانية، في تونس، ندوة حوارية نصرة لملحمة طوفان الأقصى، تحت إشراف إدارة المعهد ومخبر البحث فيه، بمشاركة سفير جمهورية فنزويلا البوليفارية بتونس ومجموعة من الأكاديميين ورجال الفكر والتعليم في تونس.
وأكد محس الخوني مدير المعهد العالي للعلوم الإنسانية بأنّ الجامعة باتت معنية عن كثب بالإجابة على العديد من التساؤلات، ومنها القضية الفلسطينية وفقًا لأفق العلاقات بين دول الجنوب. وأضاف أن القضية الفلسطينية حصلت على نوع من الاجماع العالمي، مشيرًا إلى أن: "مهمة الجامعة هي خدمة هذا المنطلق من منظور علمي، وخدمتنا ودورنا أن نلفت النظر على ما يحصل اكاديميا".
وأكد بأن مسألة وحدة أفريقيا ومستقبلها هو كلٌ شامل؛ لأن في عدم التنمية وفي عدم الوحدة يمكن أن يدخل المستعمر، ويفرّق بين الدول الأفريقية مثلما هو حاصل اليوم من تغذية الحروب الأهلية وغيرها".
أما سفير فنزويلا، في تونس، فقد قال: "لقد تابعنا عن كثب جرائم الإبادة التي تحصل بحق الشعب الفلسطيني وهو ما جعل أصواتًا عديدة من دول أمريكا الجنوبية ترتفع تنديدًا بالجرائم؛ وهناك مواقف بدأت تتخذ من بوليفيا وتشيلي باتجاه قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني"، مضيفا: "قدرنا أن نساند الشعب الفلسطيني ونندّد بجرائم المحتل بحق الفلسطينيين".
كما ناقش المشاركون في الندوة مفاهيم القوانين الدولية ومدى قدرة المؤسسات الدولية على تنفيذها. في هذا السياق، أكد عابد الزريعي مدير مركز دراسات أرض فلسطين في كلمته أن هذه الندوة الحوارية حول المقاومة الفلسطينية، ومن منظور تضامني جنوبي، تهدف الى دفع النسق الأكاديمي واعادة القضية الفلسطينية الى نسقها الإنساني وصولا الى استئصال الاحتلال.
وأوضح: "أن الأيديولوجيا الصهيونية وفرّت الأرضية الكاملة لعملية الإبادة والقتل التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني الآن"، وقال إن: "الندوة تناولت معنى القانون الدولي الإنساني المطروح ما بين صفحات الكتب ومدى تطبيقه على أرض الواقع".
كما قدم مداخلة عن الخلفية الإيديولوجية للحرب الصهيونية قائلا: "يمكن تحديد خمس مبادئ أساسية للإيديولوجية الصهيونية، المبدأ الأول هو مبدأ الاختيار. فاليهود وفقًا للايديولوجية الصهيونية هم اليهود المختارون، إما بالاختيار الطبيعي أو بالاختيار الإلهي. المبدأ الثاني، هو النقاء العرقي فهم - وفقًا لادعائهم- عرق لم يختلط بغيره على مدى التاريخ. والمبدأ الثالث، هو مبدأ الكمال فهم شعب مختار من الله وهو كامل. أما المبدأ الرابع فهو يحدّد العلاقة بين الذات الصهيونية وما بين الآخر على أساس علاقة تطابق. ويتحدث هذا المبدأ عن التفوق، أي أن الشعب اليهودي - كما تقول هذه الايديولوجية- مختار من العرق ونقي ومتفوق، والمبدأ الخامس فهو المبدأ الرسولي؛ أي أنهم أصحاب الرسالة الحضارية، لذلك كتب هرتزل بأنّ "إسرائيل" هي مركز حضاري متقدم في صحراء الشرق"؛ بحسب زعمه.
هذه المبادئ الخمسة الأساسية – وفقًا للرزيعي -هي في صلب الايديولوجية الصهيونية ولكنها تمثل رؤية الذات لذاتها، الأمر الذي يضع في المقابل صورة الآخر في هذه الايديولوجية في موقع الأدنى والأقل قيمة حضاريًا، وهذا ما يفسّر جرائم الاحتلال في غزة وغيرها.