خاص العهد
مركز بيروت للقلب: مرجعية طبية على خريطة الاستشفاء اللبنانية
لطيفة الحسيني
نحو 17.9 مليون شخص حول العالم يتوفّون سنويًا جرّاء إصابتهم بأمراض القلب. نسبة عالية تُسبّبها هذه العلّة التي تضرب أول الأعضاء أهمية في جسم الانسان.
تقول منظمة الصحة العالمية إن أكثر من أربعة أخماس وفيات الأمراض القلبية الوعائية تعود الى النوبات القلبية والسكتات والذبحات. تقدير عند الغوص فيه يتبيّن أن ثلث وفيات العالم تحصل لمن هم دون السبعين عامًا.
تتوزّع الأمراض القلبية الوعائية الى أكثر من قسم: مرض القلب التاجي، ومرض الأوعية الدماغية، وداء القلب الروماتيزمي واعتلالات أخرى.
في لبنان سُجّل جُهد سبّاق يتوازى مع أهمية تشخيص وعلاج أمراض القلب، مع إنشاء مركز متخصّص بهذا الداء؛ مركز بيروت للقلب يبرز على الخارطة الاستشفائية اليوم كمرجع طبي أساسي في البلد.
عام 2004 بدأ التأسيس للمركز مع تخصيص أحد طوابق مستشفى الرسول الأعظم (ص) لأمراض القلب. مع تقدّم السنوات وازدياد الحاجة الى مزيد من الأقسام والأسرّة نظرًا لارتفاع الإصابة بهذا المرض، تقرّر إنشاء مركز مستقلّ فكان عام 2009 عام انطلاق عمل المركز فعليًا.
في اليوم العالمي للقلب، يتحدّث الاختصاصي في أمراض القلب والشرايين في مركز بيروت للقلب الدكتور محمود عباس لموقع "العهد" الإخباري عن أهمية المركز من الناحية العلاجية ولا سيّما على صعيد الرعاية الصحية الأولية ثمّ الجراحات، فيشير الى أن المركز يمكن تصنيفه على أنه ناجح جدًا فهو يقدّم منذ 14 عامًا خدمات ضرورية للجميع، وهو في تطوّر دائم في ظلّ توسعة أقسامه وفتح تخصّصات إضافية لأمراض القلب (كهرباء القلب - قصور القلب - الأعمال التداخلية - البالون والراسور - زراعة القلب - أمراض القلب عند الأطفال).
ويوضح الدكتور عباس أن عدد أطباء القلب الموجودين في المركز يتجاوز العشرة وهم ثابتون بشكل دائم، ويجرون عمليات جراحية نوعية ومتقدّمة جدًا على مستوى لبنان.
يُعدّد الدكتور عباس العمليات التي اعتُبرت قفزةً هامّة في عمل المركز والتي أجريت لبعض الحالات كزرع الصمّام عن طريق التمييل بدل الجراحة، وتوسيع الصمّام (لا تُجرى في كلّ المشافي أو المراكز)، وكي الشرايين بطريقة دقيقة، ومُعالجة الرجفان الأذيني عبر الكَي والأدوية.
وفق الدكتور عباس، كلّ العمليات التي تُجرى في لبنان تُجرى بسهولة في المركز بأسعار مدروسة جدًا.
ويؤكد أن المركز يتكامل مع كلّ الجهات في عالم طبابة القلب، ويقول "نسعى الى تقديم كلّ ما لدينا من علاجات لأمراض القلب بأعلى المستويات العلمية".
صحيح أن وفيات القلب تتفاقم بشكل مُخيف، إلّا أن التعاطي مع الذبحات القلبية اختلف كثيرًا عمّا مضى، ولذلك بات الكشف عن الإصابات بأمراض القلب أسهل اليوم مع تقدّم العلم وازدياد عامل الوعي لدى الناس الذين أصبحوا يعرفون كيف يتعاملون مع المُصاب بأي عارض قلبي، ينقلونه سريعًا الى المستشفى وعند وصوله الى الطوارئ يُطبّب على الفور ويتلقّى العلاج كفتح الشريان، على ما يُبيّن الدكتور عباس.
لماذا الحالات والوفيات الى ازدياد فإذًا؟ سؤال يحضر بديهيًا. يُجيب الدكتور عباس "بسبب الرفاهية المبالغ فيها لدى الناس في أسلوب الحياة، وعدم التنقل مشيًا وعدم ممارسة أيّة رياضة، وأكل الدهون والحلويات بشكل مفرط، بلا تعب أو جهد". ويضيف كلّ هذه عوامل تؤثّر في تضخّم نسبة الإصابة بأمراض القلب الى جانب التدخين والسكري والضغط والكوليسترول الوراثي التي يعاني منها الناس المرفّهون أو الكسالى.
ماذا عن التكلفة المالية في مركز بيروت للقلب؟ يوضح الدكتور عباس هنا أن "مرضى القلب في الطوارئ وخصوصًا مَن يعانون من ذبحات قلبية لا يُسألون عن أموال بل يُطبّبون بالدرجة الأولى ولا يخضعون لأيّ شرط"، ويشير الى أن "المرضى الذين يأتون للعلاج في المركز عدد كبير منهم يتكل على المساعدات"، ويردف "الأسعار في مركز بيروت للقلب يمكن القول إنها مدروسة جدًا قياسًا للأسعار الثانية في مستشفيات أخرى، مع احتساب الكلفة التشغيلية والإمكانات الموجودة، مع لفت النظر الى أن المركز يتفوّق على باقي المراكز بكثير من الخدمات والعلاجات والطاقات، إلّا أن أسعاره أرخص بنسبة ما بين 20% الى 30%".
أمراض القلبمركز بيروت للقلباليوم العالمي للقلب