خاص العهد
من مفكرة المقاومة: عملية شيحين وسقوط القوات البرية الصهيونية
لا شك أن مفكرة المقاومة الإسلامية زاخرة بالمواجهات مع قوات العدو الصهيوني المحتلة لجنوب لبنان قبل التحرير في أيار/ مايو 2000، وبعده في التصدي لعدوان تموز/ يوليو 2006.. وما بينهما وما بعدهما من مواجهات أعلن عنها.. سواء في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة أو في غيرها من عمليات الرد والدفاع.
في مثل هذا اليوم من العام 1998 نفذت المقاومة الإسلامية سلسلة عمليات ضد قوات العدو وعملائه بدأت فجراً عندما كمن المقاومون لقوة برية صهيونية كانت تتحرك في محيط منطقة شيحين ـ قضاء صور، ولدى وصول القوة إلى نقطة المكمن، فجرت المقاومة عبوة ناسفة كبيرة أدت إلى وقوع العديد من الإصابات في صفوف عناصر القوة، في وقت قامت مجموعة ثانية من المجاهدين بمهاجمة من تبقى من أفراد القوة المستهدفة بالأسلحة الرشاشة ومن مسافة قريبة، وأقحم العدو طائراته المروحية في المعركة لسحب قتلاه وجرحاه من أرض العملية.
وبعد حوالي الساعتين هاجمت مجموعات أخرى للمقاومة الإسلامية تعزيزات للاحتلال في منطقة الرحراح وفي موقع بلاط، وقصفت المقاومة منطقة العملية مما أعاق عملية إخلاء إصابات العدو الذين تم نقلهم بواسطة الحبال، وتصدى المقاومون لمحاولة إنزال مروحية في منطقة جبل الدشمة بغية سحب المصابين، كما عمدت المقاومة الإسلامية إلى قصف تعزيزات وتجمعات للاحتلال في موقع بلاط، باسيل، الرادار، الظهيرة، كما هاجمت دوريات عدة للعدو في منطقة الرحراح والشومرية.
وبعد ظهر اليوم نفسه، فجر المجاهدون عبوة ناسفة بآلية نصف مجنزرة تابعة لميليشيا العملاء اللحديين على طريق تومات نيحا ـ جزين مما أدى إلى سقوط أفرادها بين قتيل وجريح، واعترف ناطق عسكري صهيوني بجرح 5 جنود بينهم ضابط وجنديان جراحهم بليغة وبحال الخطر، وأصيب فضلاً عن ذلك جندي سادس خلال قصف المقاومة الإسلامية موقع بلاط.
وأقرت مصادر الاحتلال بضراوة المواجهات مشيرة إلى أن فريق الإنقاذ الصهيوني الذي تولى نقل الإصابات واجه صعوبة كبيرة وبالغة الخطورة، لأن المنطقة كانت بمثابة حقل من الألغام ولم يتمكن طاقم المروحية من الهبوط بسبب القصف الذي تعرضت له منطقة العملية، وأصيب طبيب المجموعة المستهدفة وهو ضابط برتبة ملازم أول ويدعى "سال لانزمان" والممرض، فكان أن تمت الاستعانة بالحبال لنقل الجرحى ولزم لذلك حوالي الساعتين ولم يتم تقديم أي مساعدة خلالها للجرحى.
وذكر الناطق العسكري الصهيوني أن القوة المستهدفة كانت قوة خاصة تابعة للواء "ناحال"، كما أصيب جنديان لحديان من جراء انفجار عبوة ناسفة زرعتها المقاومة الإسلامية بآلية كانت في عداد دورية للعملاء على طريق عين مجدلين قرب جزين.
هذه المواجهات والتي استمرت على مدار يوم واحد توضح مدى قدرة المقاومة وعلو يدها منذ العام 1998 في مواجهة القوات البرية الصهيونية، فكيف باتت اليوم سيما بعد المشاركات والمواجهات والانتصارات التي تحققت.