معركة أولي البأس

خاص العهد

أستانا مسار سوريا الطويل نحو الحل
03/07/2023

أستانا مسار سوريا الطويل نحو الحل

دمشق - علي حسن

رغم العقبات والحواجز التي لا زالت تعترض الحل الدبلوماسي في سوريا، إلا أن من شبه المؤكد أن قطار التسوية السياسية يسير في الاتجاه الصحيح وهذا ما بدا جليًا من خلال اجتماعات أستانا بنسختها العشرين والتي عقدت في العاصمة الكازخستانية في أواخر الشهر الماضي، وأكد فيها المشتركون على وحدة وسلامة الأراضي السورية وانهاء كل مظاهر الإرهاب والحركات الانفصالية في ذات الوقت، وعودة اللاجئين السوريين وكذلك العلاقات السورية - التركية بعد سنوات طويلة من العداء الشديد.
 
"نقاط الالتقاء أكثر من النقاط العالقة"

وحول الظروف المحيطة باجتماع استانا وتأثيرها عليه، رأى المحلل السياسي ابراهيم العلي أن الاجتماع الأخير يختلف عن كل ما سبق من نسخه التسعة عشرة الماضية والتي استمرت على مدار السنوات الست الأخيرة.
وفي كلامه لموقع "العهد" الإخباري قال العلي إن ظروف انضاج التسوية في الاجتماع الأخير مرتفعة، خاصة بعد أن تخطى حزب العدالة والتنمية في تركيا الاستحقاق الانتخابي الذي جاء لصالحه وتفرغ للقضايا الإقليمية ولا سيما الأزمة السورية ووجود "قسد" المدعومة أمريكيا في شمال شرق سوريا وما يشكله ذلك من خطر كبير على الأمن القومي التركي، وفي المقابل أحدثت سورية خرقًا كبيرًا لطوق العزلة عنها وتمكنت من استعادة مركزها في جامعه الدول العربية، كما أنها تمكنت خلال السنوات الماضية من تحرير الجزء الأكبر من أراضيها وباتت مستعده لإنجاز هذا الأمر بشكل كامل.

وأضاف العلي أن كلا البلدين لديه المصلحة الأكيدة في انهاء وجود الجماعات المتطرفة المعادية لسورية والتي باتت عبئًا اإقتصاديًا وأمنيًا على تركيا وانهاء وجود ميليشيا "قسد" التي تشكل خطرًا على أمن تركيا وتقتطع جزءًا كبيرًا من الأراضي السورية وتحرم دمشق من معظم ثرواتها النفطية والزراعية. كما أن الظروف الدولية جعلت الدول المشاركة في استانا قريبة إلى بعضها بعضا أكثر من أي وقت مضى خاصة في ظل استمرار الدعم الأمريكي للأوكران في حربهم مع روسيا، الأمر الذي دفع بالروس أكثر لتبني الموقف الإيراني المعادي للهيمنة الأمريكية، كما أن استمرار أمريكا بدعم "قسد" يدفع الأتراك أيضًا إلى الابتعاد عن واشنطن والاتجاه أكثر نحو روسيا وإيران.
 
"قسد متخوفة من اجتماع استانا وتعتبره موجهًا ضدها"

من ناحيته قال المحلل السياسي ابراهيم عودة لموقع "العهد" الإخباري إن "قسد" تنظر بارتياب شديد لما تمخض عن اجتماعات استانا وتعتبر نفسها المتضرر الأول منها وهو موقف لم تحاول اخفاءه من خلال التصريحات الصادرة عن رئيس دائرة العلاقات الخارجية في "قسد" "جيا كرد" الذي اتهم دول استانا بمعاداة الكرد وأن "النظامين السوري والتركي" يمرران صفقات على حساب الشعب السوري على حد زعمه.

واعتبر عودة أن قلق الإدارة الذاتية يزداد مع انشغال الولايات المتحدة بالحرب الأوكرانية ورغبتها في عدم استفزاز تركيا أكثر من اللازم حتى لا يزداد تحالفها مع روسيا وهذا ما يجعل مواقفها من أستانا أكثر عدائية.

وحول موقف الحكومة الكازخستانية من إعلانها وقف اجتماعات استانا رأى المحلل السياسي أن الحكومة الكازخستانية ترى أن اجتماعات استانا حققت مبتغاها من خلال كسر العزلة التدريجية عن سورية كما عبر عن ذلك وزير خارجيتها "كانات توميش" فالحكومة الكازخستانية كانت تعتبر نفسها معنية بانجاح الاجتماعات عندما كانت الأمور صعبة ومعقده أما اليوم فقد بات الحل قريبا رغم وجود بعض العراقيل وبالتالي لم يعد مسار استانا مرتبطًا بمكان محدد وقد تتم الاجتماعات القادمة في دمشق أو انقره أو أي عاصمة أخرى، كما أن القمة القادمة التي اتفق الجميع على عقدها في النصف الثاني من هذا العام ستكون غالبًا على مستوى الرؤساء مما يتطلب طريقة مختلفة ومطورة عن مسار استانا الماضي.

قسد

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل