ابناؤك الاشداء

خاص العهد

هروب الدواعش من سجن رأس العين "التركي": من يستثمر في هؤلاء؟! 
02/07/2023

هروب الدواعش من سجن رأس العين "التركي": من يستثمر في هؤلاء؟! 

دمشق ـ محمد عيد

يبدو أن ورقة "داعش" لا تزال تجد من يستثمر فيها ويجعل منها شماعة لبقاء قواته المحتلة ضمن الاراضي السورية وكذلك العراقية، وما هروب ٢٥ سجيناً من سجن رأس العين الحصين في سوريا، والذي يسيطر عليه الجيش التركي وبينهم قياديون بارزون في تنظيم "داعش" الإرهابي إلا دليل على وجود من يقدم كل أشكال الدعم اللوجستي والمباشر لهؤلاء الإرهابيين، بغية ابتزاز الدولة السورية بهم في لحظة التفاوض الكبرى على كافة الملفات في المنطقة. 

"داعش" لضرب التسويات  

يرى المحلل السياسي محمد خير اللبابيدي أن "أخطر حقيقة يواجهها السوريون اليوم تتمثل في فكرة أنه كلما إقتربنا من أجواء المصالحات السورية الداخلية او السورية مع الدول الشقيقة والدول المجاورة وخصوصا تركيا، تقع أحداث متزامنة مع تلك الأجواء هدفها الإبقاء على الإرهاب والقلاقل وزعزعة الإستقرار،  كحوادث هروب عناصر "داعش" المتكررة من سجونهم بسلاسة ويسر، ولا سيما الهروب الأخير لــ 25 داعشيا من جنسيات عربية مختلفة من سجن راس العين الواقع تحت سيطرة الشرطة العسكرية المحمية من قبل تركيا".

ويتساءل اللبابيدي في حديث خاص بموقع " العهد" الإخباري "ترى كيف هرب هؤلاء من سجن من البدهي أن يكون شديد التحصين؟ ولماذا تم تيسير هروبهم (وهم من أخطر متزعمي التنظيم) في هذا التوقيت بالذات، والذي يشهد جهوداً روسية إيرانية لعودة العلاقات السورية التركية من جهة، ومطالبات دولية بخروج قوات الإحتلال الأميركي من الشمال السوري من جهة أخرى؟".

ويضيف اللبابيدي "هناك جهات معروفة تستفيد من حالة الإضطراب واستمرار الأعمال الإرهابية في الشمال السوري لتبرير إستمرار وجودها ولإنهاك سورية وحلفائها وزيادة الغرق التركي في الوحل السوري وتازيم العلاقة أكثر بين البلدين".

ولإستقراء ذلك ذكر المحلل السياسي في حديثه لموقعنا بأن  "الحجة التي تستند عليها أمريكا لتبرير إحتلالها للأراضي السورية وسرقة ثرواتها النفطية وغير النفطية هي محاربة داعش ومن مصلحتها بقاء التنظيم نشطا نوعا ما حتى تستمر في إحتلالها للاراضي السورية، ومن هنا يعلم الجميع ان مصلحة أمريكا وحلفائها من العصابات الإرهابية أن لا يعود الإستقرار إلى سوريا وألا تعود علاقات سورية مع دول الجوار ولاسيما تركيا إلى حالتها الطبيعية".

هروب الدواعش من سجن رأس العين "التركي": من يستثمر في هؤلاء؟! 

هوية الفارين تكشف عن مدى خطورتهم

لم يسقط الخبير العسكري العميد علي خضور "فرضية التآمر الأمريكي ــ التركي في قضية هروب الدواعش من سجن رأس العين والذي تسيطر عليه الشرطة العسكرية التابعة للفصائل التركمانية الخاضعة للجيش التركي في مدينة رأس العين شمالي محافظة الحسكة". 

وفي حديث خاص بموقع " العهد" الإخباري أكد الخبير العسكري والاستراتيجي أن "كل ما يشاع عن تناقض تركي ـــ أمريكي في سوريا هو حالة موجودة، لكن الأمريكيين قادرون على ضبطها وفرض منطقهم في نهاية المطاف على شركائهم في الأطلسي". 

واضاف خضور "التنوع في جنسيات الهاربين تكشف تورطهم الاستخباراتي مع العديد من الجهات، ففيهم عشرة عراقيين وسعودي وكويتي و١٣ سوريا ينحدرون من مدن شرقي سوريا"، مؤكداً أن "اغلب الاحتمالات تشير إلى هروبهم باتجاه الداخل التركي الذي بقي على مدى سنوات الأزمة ممر عبور للإرهابيين نحو سوريا". 

وختم العميد خضور حديثه لموقعنا بالتذكير أن "عمليات الدواعش في البادية السورية لم تتوقف وكانت تأخذ طابعا تصعيديا بين الفينة والأخرى خصوصاً بعد حوادث هروب مماثلة من سجون قسد والفصائل المرتبطة بتركيا في سوريا حيث وجد الجيش السوري نفسه وعلى الرغم من حملاته العسكرية الدورية في البادية يقاتل مجموعات من الاشباح التي تكفلت الطائرات الأمريكية بنقلها إلى الكهوف والمغاور في عمق البادية لتكون منصة إنطلاق لاستهداف الجيش السوري والمدنيين وفرض معادلة تقول أن اجتثاث داعش أمر في غاية الصعوبة وأن السبيل إليه سيكون بقرار سياسي أمريكي على توقيت واشنطن وليس بقرار عسكري سوري على توقيت محور المقاومة".

فهل سنشهد "بادية" جديدة في مكان ما على الأرض السورية تكون مسرحاً لعمليات هؤلاء الفارين؟

إقرأ المزيد في: خاص العهد