ابناؤك الاشداء

خاص العهد

الجيش السوري يدعم قواته في الشمال تمهيدًا للمعركة الفاصلة في إدلب
24/06/2023

الجيش السوري يدعم قواته في الشمال تمهيدًا للمعركة الفاصلة في إدلب

محمد عيد

في خطوة سريعة قام الجيش العربي السوري بدعم قواته المرابطة على طول خط المواجهة مع جبهة "النصرة" بعدة ألوية مدرعة من قوات النخبة السورية، علمًا أن القوات الموجودة هناك كانت على مدار عامين تتصدى لهجمات مستمرة من جبهة "النصرة" والفصائل التابعة لها، فيما بدا واضحًا أن تعزيز القوات السورية في الشمال جاء كنتيجة مباشرة للاجتماع الرباعي الأخير في موسكو الذي بدأ يرسم ملامح ما سيجري في المستقبل القريب على الحدود بين سوريا وتركيا بعد طي مسار استانة التفاوضي.

وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري، أكد عضو مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي أن مسار استانا التفاوضي في هذه المرة لم يشمل ممثلين عما يسمى " المعارضة" السورية، وهذا يعني في طياته أن تركيا قد تخلت تمامًا عن هذا المشروع تحت ضغط روسي وايراني، أو أنها لم تنجح في تعويم جبهة "النصرة" وتحويلها من تنظيم ارهابي إلى "معارضة معتدلة" وهذا تقدم كبير.
وأضاف عضو مجلس الشعب السوري أن الأمر الثاني يشير إلى أن الاجتماعات باتت بين المؤسسات التنفيذية لكل من سورية وتركيا وأخذت طابعًا مباشرًا، وهذا تطور كبير في مسار المصالحة السورية - التركية بسبب متغير مهم جدًا يخطط له من قبل أمريكا، ويهدد كلًا من الأمن القومي للدول الأربعة (ايران سورية وروسيا وتركيا) وهو زيارة ( فورد) السفير الأمريكي الأسبق في سورية، والذي كان عرّاب تسليح الإرهابيين في حماه، إلى منطقة ادلب ولقاؤه عدداً كبيراً من قادة الارهابيين بشكل مباشر، ومساعيه لدمج جبهة "النصرة" مع تنظيم "قسد" الانفصالي، في محاولة لتدعيم موقف تنظيم "قسد" المنهار والذي يتعرض لرفض شعبي كبير، ومحاولة لنقل جبهة "النصرة" من خانة الارهاب إلى خانة الاعتدال، لتعقيد الموقف أمام الجيش العربي السوري وحلفائه ومنع أي مصالحة سورية تركية أو سورية عربية.

وشدد الحاج علي في حديثه لموقعنا على أنه ولهذه الأسباب مجتمعة تتقدم قوات النخبة السورية وحلفائها لمنع أية خطوة أمريكية استباقية وحسم ملف ادلب نهائيًا.

الإرهابيون يفاوضون دمشق

وشدد عضو مجلس الشعب السوري على أن الكثير من قادة الفصائل الارهابية "حسب معلومات مؤكدة" فاوضوا على تسليم مناطقهم وقواتهم للجيش السوري، وخاصة بعدما استشعروا أن مسالة بقائهم من عدمها لم تعد تعني الأتراك، لذلك تسعى جبهة "النصرة" أو الجبهة الشامية إلى توحيد هذه الفصائل بالنار كما حدث منذ عدة أشهر في شمال حلب من تقدم لـ"النصرة" في جنديرس وعفرين على حساب باقي الفصائل.

وأعرب الحاج علي عن اعتقاده بأن المفصل الوحيد فيما يحدث هو الوجود التركي غير الشرعي في ادلب وشمال حلب. مشيرًاً إلى أنه اذا ما انسحبت النقاط التركية أو اكتفت بعدم التدخل، فهذا سيعطي فرصة للجانب السوري للتقدم ضمن أراضيه، ولن يواجه معارك صعبة سوى مع بعض الفصائل النصروية المتمركزة في جبل الزاوية وبالتالي نكون بهذا حققنا مطلبًا سوريًا مهمًا وهو تحرير الأرض والأيام القليلة القادة ستكون كفيلة في حسم الموضوع".

في سياق متصل، أوضح الحاج علي أنه مع انهيار الخط الأول لما يسمى بـ"الجيش الوطني"، ستتوالى الانهيارات خاصة أن "النصرة" الآن تتماهى مع التخطيط الامريكي، بالتوحد مع قسد في مناطق شمال حلب وصولا الى جرابلس، حيث يعتقد ان المعارك الكبرى ستكون هناك.

سيناريو درعا سيتكرر

الخبير العسكري العميد علي خضور أكد أن كل المقدمات الميدانية والسياسية تشير إلى إمكانية تكرار سيناريو درعا في إدلب، فالغطاء والدعم رفع عن الإرهابيين في إدلب كما جرى سابقًا مع نظرائهم في درعا الأمر الذي يدفعهم إلى التهويل بمعركة "إدلب" المزلزلة كما تحدث إرهابيو درعا عن معارك حاسمة.

وفي حديث خاص بموقع "العهد" أشار العميد خضور إلى أن تركيا قد بدأت منذ مدة ليست بالقليلة برفع الدعم عن الإرهابيين في إدلب وإن بقيت صِلاتها مع "جبهة النصرة" الإرهابية محصورة في حلقات تنسيق مرحلة ما قبل الهزيمة النهائية لهذا الفصيل الإرهابي الذي قدم في السنوات الأخيرة خدمات استخباراتية كبيرة للولايات المتحدة على أمل تعويمه كفصيل معتدل لكن يبدو أن كل ذلك لم يفده في شيء وستطؤه أقدام الجيش العربي السوري كما فعلت مع بقية الإرهابيين في مختلف المناطق.

إقرأ المزيد في: خاص العهد