ابناؤك الاشداء

خاص العهد

تركيا تصعد عملياتها ضد "قسد"
23/06/2023

تركيا تصعد عملياتها ضد "قسد"

دمشق - علي حسن

لم تكد تركيا تفرغ من انتخاباتها المصيرية والتي أبقت حزب "العدالة والتنمية" على سدة الحكم حتى بدأ الجيش التركي بتصعيد هجماته بشكل متدرج على ميليشيات "قسد" في الشمال السوري، وبلغت تلك الهجمات ذروتها في الأيام الأخيرة مع إعلان وزارة الدفاع التركية عن مصرع 57 عنصرًا من "قسد" في تلك الهجمات الأمر الذي قابلته بتصعيد ميداني استهدفت من خلاله مواقع في العمق التركي وخاصة في منطقة كلس الحدودية من دون ورود معلومات دقيقة عن حجم الخسائر التركية في تلك الهجمات.

الأجندات السياسية تحرك جبهات القتال في الشمال

وعن أسباب التصعيد التركي وخلفياته قال المحلل السياسي ابراهيم الأحمد لموقع "العهد" الإخباري إن القيادة السياسية والعسكرية في أنقرة وجدت أن الوقت بات مناسبًا لفتح ملف الأكراد في شمال سورية والتي ترى أنقرة في كيانهم السياسي والعسكري المحمي أمريكيًا خطرًا مستقبليًا على أمنها القومي.
 
ولفت الأحمد إلى أن تركيا وخلال الأيام الماضية لم تكتف بعمليات القصف والغارات التي تنفذها مسيّراتها على وحدات الحماية الكردية بل أتبعت ذلك بحشد قوات كبيرة على تخوم المناطق التي يسيطر عليها الكرد داخل الأراضي السورية، بعد ادخال رتلين عسكريين مؤلفين من 75 آلية ومدرعة من معبر كفرلوسين باتجاه نقاطها العسكرية في ريف حلب الغربي وكذلك باتجاه المسطومة في ريف ادلب مما يدل بوضوح على جدية التحرك التركي، خاصة وأن القيادة التركية تعتبر أن الأجواء السياسية باتت مناسبة إلى حد كبير بالقيام بهذه المهمة بعد نهاية الاستحقاق الانتخابي ومؤتمر استانا الأخير الذي أعلن فيه المبعوث الروسي الخاص إلى سورية الكسندر لافرنتيف أن جميع الأطراف المشاركة فيه وافقت بشكل عام على صيغة خارطة طريق لدفع عملية التطبيع بين سورية وتركيا نحو الأمام مما يعني وجود أرضية تفاهمات سياسية على مواجهة "قسد" وإنهاء الوجود الأمريكي في مناطق سيطرتها وهو الأمر الذي يتفق عليه جميع المشاركين في استانا.

وأضاف أن الأيام القادمة تشي بالكثير من الأحداث التي قد تكون مفصلية على مستوى المنطقة وسورية على وجه الخصوص.

التحرك العسكري التركي ليس بعيدًا عن التحركات السورية القادمة من الجنوب

بدوره، قال المحلل السياسي خالد عامر لموقع "العهد" الإخباري إن التحرك التركي ليس بعيدًا عن الحشود العسكرية السورية القادمة من دمشق باتجاه حلب وأريافها خاصة وأن هذه القوات التي عبرت طريق M5 وصل قسم كبير منها إلى منبج ومنطقة العريمة وهي مناطق متاخمة للمناطق التي تسيطر عليها "قسد".

ورأى عامر أن دمشق تشعر أن "قسد" قد أضاعت الكثير من الوقت في سياسة المراوغة والمماطلة التي اتبعتها لسنوات عديدة وكانت على حساب السوريين الذين يعانون من الشح والقلة في المحروقات ومشتقات النفط في حين تستأثر "قسد" ومن خلفها الولايات المتحدة بخيرات السوريين وثرواتهم المنهوبة.
 
وأضاف أن الوقت أمام "قسد" بدأ بالنفاد وعليها أن تقرأ المتغيرات الكبيرة في المنطقة بتمعن وحكمة قبل أن يفوتها القطار ويصبح من غير المجدي السير في الحل السلمي.

إقرأ المزيد في: خاص العهد