معركة أولي البأس

خاص العهد

رسالة الإمام الخامنئي للسيد نصر الله والمجاهدين في عدوان عناقيد الغضب - نيسان/ أبريل 1996
17/04/2019

رسالة الإمام الخامنئي للسيد نصر الله والمجاهدين في عدوان عناقيد الغضب - نيسان/ أبريل 1996

في عدوان نيسان/ أبريل 1996، وجّه سماحة الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي دام ظله رسالة إلى الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله عبر فيها عن الدعم والتضامن والمواساة مع المجاهدين ولبنان حكومة وشعباً وأهالي ضحايا مجرزتي قانا والنبطية والمناطق كافة، ونظراً لما احتوته من مضامين عالية واستشراف لعمالة بعض الحكومات العربية يومها، والخطاب المباشر للمجاهدين يعيد موقع "العهد" الإخباري نشر الرسالة التي جاء فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم
العالم المجاهد حجة الاسلام والمسلمين السيد حسن نصر الله دام بقاؤه وعزه
السلام عليكم بما صبرتم، لقد أصابني وعموم الشعب الايراني وخادميهم في حكومة الجمهورية الاسلامية ألم وحزن بالغ وعميق لما جرى من حوادث دامية خلال الأيام الأخيرة الماضية في لبنان على يد الصهاينة المجرمين الغاصبين ومصاصي الدماء وبدعم صريح من حكومة الولايات المتحدة الاميركية المتكبرة والطاغية.

إن هذه الفاجعة الإنسانية الكبرى التي راح ضحيتها الأطفال والنساء والرجال من المدنيين تثبت مدى وقاحة الحكومة الغاصبة لفلسطين بالاعتداء على الأرواح والأموال واستقلال الشعوب ومدى افتقارها لأبسط القواعد الأخلاقية والالتزامات الدولية، وكيف تستغل هذه الحكومة صمت ومساومة بعض الحكومات العربية للاستمرار في عدوانها على الأراضي العربية والاسلامية. ولقد أبدى لبنان ـ شعباً وحكومةـ في هذا الامتحان الكبير شجاعة وغيرة وفتوة، ولم يستسلموا أمام العدو الخبيث ذي النزعة التوسعية، وإنّ لمن الجدير الإشادة بهذا الموقف.

إن مجاهدي حزب الله المضحين سطّروا الملاحم في المواجهة الكبيرة انطلاقا من كونهم ـ كما هم دوما ـ جنوداً اوفياء يحملون أرواحهم على أكفهم دفاعاً عن بلدهم وشعبهم، وقد حازوا رضى الله بذلك.

أحبائي..

إن شرف الدنيا والآخرة يكمن في صمودكم أمام المعتدين على الارواح والاموال والدين والاستقلال، وأن تُنزلوا بهم ضرباتكم حتى يندموا على عدوانهم. وإن أقل مرونة أمام الصهاينة سوف تزيد من وقاحتهم ووحشيتهم.، هذه هي نتيجة تجربة مضى عليها خمسون سنة لجيران فلسطين وشعب فلسطين.

توكلوا على الله واطلبوا العون منه واصبروا على الشدائد حتى يرزقكم الباري نصره في عزة وفخر وشرف.

إنكم اليوم في الخط الأمامي للدفاع عن الاراضي الاسلامية أمام المعتدين، ويجب على المسلمين في العالم وجميع الحكومات الاسلامية الدفاع عن لبنان ومساعدة المدافعين عنه شعباً وحكومة.

أسأل الباري تعالى أن يوفق الحكومات والشعوب المسلمة للعمل بهذا الواجب الكبير، وإنني اتضرع بالدعاء لكم ولجميع مجاهدي حزب الله الذين وضعوا الأرواح على الأكف وللشعب اللبناني، سائلاً المولى تعالى الصبر والنصر لكم، كما أسأله علو الشأن لشهداء مجزرتي قانا والنبطية والصبر والأجر لذويهم.
والسلام عليكم وعلى جميع عباد الله الصالحين

علي الحسيني الخامنئي 30 ذو القعدة 1416 هجرية

إقرأ المزيد في: خاص العهد