معركة أولي البأس

خاص العهد

هل من خلفيات لدعوة الرئيس بري لانتخاب رئيس قبل 15 حزيران؟
11/05/2023

هل من خلفيات لدعوة الرئيس بري لانتخاب رئيس قبل 15 حزيران؟

فاطمة سلامة

في الواحد والثلاثين من تشرين الأول 2022 بات القصر الجمهوري شاغرًا مع انتهاء ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال عون. نحو 7 أشهر ولبنان لا يزال غارقًا في الفراغ. أكثر من 10 جلسات انتخاب دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري باءت بالفشل. ثمّة من يُريد رئيسًا بهوىً أميركي لا هوىً وطني. وعليه، لا حرج لدى البعض من التعطيل وإطالة أمد الشغور. لا حرج من المماطلة والتسويف حتى ولو ازداد الفقير فقرًا وسارت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية من الأسوأ الى الأكثر سوءًا. 

وفيما تتشابه الأخبار والمعطيات التي تتناول الشأن الرئاسي يوميًا، كان لافتًا كلام الرئيس بري أمس الأربعاء وتأكيده "وجوب إنجاز انتخاب رئيس كحد أقصى في 15 حزيران المقبل". الموقف الذي جعل البعض يسأل عن القاعدة والركيزة التي انطلقت منها عين التينة لضرب تاريخ محدّد. هل بُنيت دعوة الرئيس بري على وقائع ومتغيرات، أم أنها مجرد حثّ لإنجاز الاستحقاق دون مماطلة أو تسويف؟. 

مصادر عين التينة: ثمّة فرصة إقليمية مؤاتية 

مصادر عين التينة تلفت الى أنّ الرئيس بري يرى أنّ ثمّة فرصة إقليمية تؤدي الى تفاهمات إقليمية وتحمل انعكاسات في لبنان، فلما لا يتلقفها الداخل اللبناني؟. وفق المصادر، ثمّة حاجة ماسّة لانتخاب رئيس للجمهورية وسط الوضع المزري الذي نعيشه وحاجة البلد للإنقاذ فيما ترتفع نسبة الفقر يومًا بعد يوم، وعليه، يحاول الرئيس بري ــ تقول المصادر ــ  ويسعى جهده وهو الذي أخذ على عاتقه أن لا يوفّر أي فرصة لإنجاز هذا الاستحقاق. 

بزي: لكلام الرئيس بري خلفيات 

المحلّل السياسي الدكتور وسيم بزي ينطلق في حديثه عن هذه القضية من الإشارة الى أنّه حين يعمد الرئيس بري الى تحديد أزمنة في أي استحقاق سياسي أو موقف يُطلقه فإن لهذا التحديد هدفًا وخلفيات جديدة برزت في هذا الاستحقاق. بالتأكيد، الموقف يُشكّل مناسبة حثّ ودفع لكسر الاصطفاف الحاصل ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم، لكن في الوقت نفسه فإنّ الفترة من الآن وحتى 15 حزيران تحمل بداخلها حراكًا إقليميًا وكمًا من المتغيرات على رأسها سوريا والحاضنة العربية، والزيارة المفترضة للرئيس السوري بشار الأسد الى الرياض، والقمّة العربية الجامعة في 19 أيار معبّرة جدًا في شكلها ومضمونها ورسالتها، والاتفاق السعودي-الإيراني الذي سينتقل من مرحلة العلاقة الثنائية الى مرحلة لها علاقة بدول الجوار. 

ورغم أنّ لبنان صُنّف في المرحلة الثالثة أي الدول المحيطة أبعد من الجوار إلا أنّ ثمّة تحديًا لإبراز قدرة الاتفاق الإيراني-السعودي على خلق واقع جديد في المنطقة وسط معاندة واضحة من الولايات المتحدة الأميركية في كل الساحات؛ لبنان، اليمن، السودان، والآن في فلسطين. من هذا المنطلق، يرى بزي أنّ الرئيس بري عندما يُطلق موقفًا يأخذ بعين الاعتبار كل هذه الوقائع، ويريد أن يُنقذ لبنان من أن يكون جزءًا من مساحات التجاذب الحاصلة.  

يلفت بزي الى أنّ رئيس مجلس النواب حدّد موعدًا، وفي المقابل يحث الأطراف على الاستجابة، وخلف هذين العنوانين يدير معركة الرئاسة بالبعدين السياسي والدستوري. فهو في الدستور معني كرئيس لمجلس النواب المؤسسة الأم المسؤولة عن الاستحقاق وموعده، وفي السياسة معروف الخيار والاتجاهات وينخرط في حوار رئاسي مع السعودية ويُرشّح رئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية، وهو لا يُخفي هذا الأمر. وعليه، يُرجّح بزي أن نشهد المزيد من التحركات لعين التينة في الفترة الفاصلة عن 15 حزيران. 
 
 أمامنا أسابيع مفصلية
 
وفي سياق حديثه، يشير بزي الى الزيارة اللافتة لفرنجية للسفير السعودي وليد بخاري ودعوة الأخير له في دليل واضح على أنّ ثمّة حيوية تفرض نفسها في هذا الملف. وهنا يُشدّد بزي على أنّ أمامنا أسابيع مفصلية تتحرّك فيها الأحداث بسرعة كبيرة. ورغم المعاندة في الواقع الداخلي إلا أنّ الجو الإقليمي يفرض تحريكًا للاصطفافات في الداخل لتبقى فرصة فرنجية هي الأكبر ليكون رئيسًا على ضوء التقاطعات الخارجية التي تم إدراجها.
 

بعبدا

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل