معركة أولي البأس

خاص العهد

سورية تنتصر وتعود لموقعها المفصلي داخل اللوحة السياسية العربية 
08/05/2023

سورية تنتصر وتعود لموقعها المفصلي داخل اللوحة السياسية العربية 

إيمان مصطفى

عادت سورية التي بقيت قلعة صامدة في وجه كلّ المؤامرات على مدى أكثر من عقد من الزمن إلى الحضن العربي، وذلك في اجتماع استثنائي عقده مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة. سورية التي حافظت على موقعها ثابتًا وبقيت قلب العروبة النّابض، عادت شامخة من دون شروط وقيود، معلنةً عن مرحلة جديدة عنوانها الانفتاح.

المحلّل السياسي الدكتور وسيم بزي يقرأ في دلالات عودة سورية، ويؤكّد أنها تضج بالرمزيات والمعاني والبعد الاستراتيجي، ويشدد لـ "العهد" "على أن هذه اللحظة توازي إعلان الانتصار لدمشق".

يقول بزي إنه "ما بين لحظة إخراج سورية عام 2011 وعودتها عام 2023 لا يزال الرئيس السوري بشار الأسد الطود الشامخ على وقفته التي فيها كل المضمون من الإباء والعز والتمسك بالخيارات"، مضيفًا "أنه عاد أكثر مقاومة وأكثر إيمانًا وتمسكًا بخياراته".  

يعود بزي ويؤكد أنّ "سورية اليوم تعيش لحظة انتصار مع محور المقاومة"، معتبرًا "أن الجامعة العربية هي التي تعود وليس الرئيس الأسد، وهذا الكلام قاله الرئيس السوري بشكل مباشر لأكثر من وزير خارجية عربي زاره مؤخرًا وتحديدًا وزيري الخارجية المصري سامح شكري والأردني أيمن الصفدي".

وينقل بزي عن الرئيس الأسد قوله "إنه يرغب بتطوير العلاقات الثنائية مع كل دولة على حدة، وإنه لم يكن لديه رغبة وطموح بهذه العودة، ولكن الإصرار السعودي هو الذي أحدث الفرق، وفرض على المصري والقطري والأردني أن يتراجعوا عن موقفهم المرتبط بالأميركي". 

ويعتبر أنه رغم الخيبة الإعلامية التي تعبّر عنها أميركا بمواقفها وبياناتها، ولكن عودة دمشق أزالت مساحة إحراج إزاء موقفها المعاند تجاه سورية، ومهدت السبيل مستقبلًا لتطوير الموقف الأميركي. ويوضح في هذا السياق أنه "ليس سرًا أن لقاءات أمنية سورية أميركية عقدت في مسقط منذ أشهر، في حين لا زالت الملفات العالقة بين الدولتين هي نفسها، والرئيس الأسد لا يزال مصرًا على شروطه التي طلبها من الأميركيين، وعلى رأسها رسالة حسن نية بالانسحاب من الرقة مقابل قبوله بفتح ملف الأميركيين المفقودين في سورية وعددهم سبعة".

ويشير بزي إلى أنه "لا قيمة للائحة الشروط إذ إن العودة سبقتها، وهذا يشكل تعويضًا معنويًا إعلاميًا لسورية". 

ويعتبر المتحدّث أن "هذه العودة هي فاتحة لمسار كبير في المنطقة أتى من المتغير العالمي الذي حملته العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والمواجهة مع الصين في بحر الصين الجنوبي وخليح تايوان، والاتفاق الإيراني السعودي بالضمانة الصينية، ومن الدور الذي أدته روسيا بشكل غير معلن بين الرئيس الأسد والسعودية - وسيأتي الوقت الذي يفرج فيه عن الكثير من الأسرار بهذا الملف - ناهيك عن زيارة الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي الى دمشق بهذا التوقيت". 

ويختم المحلل السياسي بالقول "إنّ سورية باتت في موقعها المفصلي داخل اللوحة السياسية العربية من جديد، ودمشق هي محط تقاطع لخيارات كبرى تحمل الكثير من الآمال ليس لسورية فقط بل للبنان كمؤثر طبيعي بأي حدث سوري كبير".

إقرأ المزيد في: خاص العهد