ابناؤك الاشداء

خاص العهد

الخندق التركي عند الحدود مع سوريا يواجه احتجاجات واسعة.. فهل يتوقف؟
27/04/2023

الخندق التركي عند الحدود مع سوريا يواجه احتجاجات واسعة.. فهل يتوقف؟

دمشق - علي حسن

تستمر الاحتجاجات الشعبية المناهضة لممارسات القوات التركية والفصائل الموالية لها في ريف رأس العين غرب مدينة الحسكة، وكان آخر هذه الممارسات قيام القوات التركية بانشاء خندق على امتداد خمس قرى على الحدود التركية واعلان المنطقة المحيطة بها منطقة عسكرية مغلقة. وقد بث ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد لعشرات المواطنين وهم يحاصرون الآليات العسكرية التركية التي شرعت بانشاء الخندق ويطالبون القوات التركية بالرحيل عن البلاد.  

مبررات تركية غير مقبولة لانشاء الخندق

وأمام الاحتجاجات المتزايدة لإنشاء الخندق، رأى المحلل السياسي اسماعيل مطر وهو من سكان محافظة الحسكة أن "القوات التركية حاولت تبرير حفر الخندق واقامة منطقة عازلة محيطة فيه بأنه يهدف إلى وقف عمليات التهريب والهجرة غير الشرعية إلى تركيا".

مطر أشار في حديثه لموقع "العهد" الاخباري الى أن "هذه الذرائع والمبررات غير مقبولة خاصة وأن هذا الخندق قد تم بناؤه داخل الأراضي السورية والتي تعود لمواطنين سوريين باتوا محرومين من الدخول إلى أراضيهم"، وتساءل مطر: "لماذا لا يحفر الأتراك خندقهم هذا داخل أراضيهم كما تفعل كل الدول لحماية حدودها؟".

وأضاف مطر أن مشكلة هذا الخندق بالإضافة إلى أنه يحفر ضمن الأراضي السورية فإنه يقتطع مناطق خصبة ويحرم سكان خمس قرى بريف راس العين وهي العدوانية والعزيزية والراوية والدهماء وتل حلف من الدخول إلى أراضيهم خاصة وأنه بني داخل الحدود السورية بعمق 300 متر وعلى امتداد واسع مما يدل على ضخامة المنطقة التي تم اقتطاعها.

الاحتجاجات أجبرت تركيا على التوقف المؤقت

مطر أكد أنه وبالرغم من نجاح الاحتجاجات في وقف العمل بانشاء الخندق إلا أن هذا التوقف محدود وهو محاولة لتبريد الهبة الجماهيرية المعترضة على القرار التركي والالتفاف عليها، معتبرًا أن على سكان المنطقة أن يحافظوا على الزخم القوي للاحتجاجات حتى يعلن الأتراك بشكل واضح تخليهم عن هذا المشروع.

خطوات تركيه عديدة سبقت المخطط الحالي

الكاتب والصحفي ابراهيم الأحمد قال من جهته لموقع "العهد" الاخباري إن تركيا قامت بالعديد من الخطوات التي سبقت هذا المشروع فمنذ بدء تدخلها العسكري داخل الأراضي السورية دأبت أنقرة على قضم العديد من الأراضي من أرياف الحسكه وحلب وادلب وشرعت ببناء جدار عازل داخل الأراضي السورية هو الثالث بالضخامه بعد سور الصين العظيم والجدار الفاصل بين المكسيك وأمريكا وسبق للمجموعات المسلحة التابعة لتركيا أن سطت على أراضي وممتلكات الناس على الحدود واعتبرتها منطقة عسكرية مغلقة لا يجوز الاقتراب منها.

وحول توقيت الخطوة التركية، استغرب الأحمد السلوك التركي الذي لا يتسق أبدا مع اللهجة التركية التي دأبت خلال الفترة الماضية على ابداء الرغبة غير المشروطة بالتقارب مع سوريا بل وتقديم ما يلزم لحصول ذلك، معتبرًا أن المباشرة بالخندق في الوقت الذي كان ينعقد فيه اجتماع لوزراء دفاع سورية وتركيا وإيران وروسيا في موسكو خطوة لا يمكن أن تندرج في إطار حسن النوايا المعلن من قبل الاتراك للتطبيع مع دمشق بل يمكن أن تكون خطوة من أجل تحسين موقعها التفاوضي أمام الجانب السوري.

إقرأ المزيد في: خاص العهد