معركة أولي البأس

خاص العهد

بعد محاولة اغتيال مظلوم عبدي في السليمانية: "قسد" مجدداً على محك الخيارات الصعبة 
23/04/2023

بعد محاولة اغتيال مظلوم عبدي في السليمانية: "قسد" مجدداً على محك الخيارات الصعبة 

دمشق ــ محمد عيد
لم يتردد القائد العام لميليشيا " قوات سوريا الديموقراطية ــ قسد" مظلوم عبدي في إتهام القوات التركية بمحاولة اغتياله في مطار السليمانية في إقليم كردستان العراق متهما أنقرة بالقفز فوق وجود ما سماهم " شركاء  في مكافحة الإرهاب"  معه في المطار وغامزا من قناة واشنطن حين قال بأن تركيا استهدفت قواته الخاصة الشريكة مع الجيش الأمريكي مراراً وتكراراً ما يجعل الصمت الأمريكي يزيد من إقدام تركيا على الانتهاكات، كما قال. 

تركيا تقف وراء العملية 

يؤكد  الإعلامي والمحلل السياسي محمد علي أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي لمحاولة اغتيال فهو يعتبر من أبرز المطلوبين لأنقرة التي تحاول أن تسوق إقليميا ودوليا بأن عبدي والمليشيات التي يتزعمها تشكل تهديدا لامنها القومي.
 
وفي تصريح خاص بموقع " العهد" الإخباري  أشار علي إلى أن تركيا لم تعلن صراحة عن استهداف عبدي إلا أن كل المعطيات تشير إلى أن غارة بطائرة مسيرة تركية استهدفت موكبه في مطار السليمانية شمالي العراق. 

واضاف الإعلامي والمحلل السياسي إلى أن أنقرة تنظر إلى قوات سوريا الديموقراطية التي يتزعمها عبدي على أنها الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني والذي تصنفه تركيا مع بعض الدول ضمن خانة المنظمات الإرهابية، مشيراً إلى أن وجود ثلاثة عسكريين أمريكيين إلى جانب قائد قوات سوريا الديمقراطية عند استهداف موكبه بصاروخ من مسيرة تركية قد يكون السبب الأساسي في نجاته على اعتبار أن أنقرة تخشى ردة فعل واشنطن إذا ما أصيب أحد جنودها في العملية في الوقت الذي لا تهتم فيه كثيراً بحياة المتعاملين معها إلا من زاوية توظيفها السياسي للحدث واستثمارها فيه حين تقتضي مصلحتها ذلك.

وشدد علي على أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد)  ورغم تباهيها بـ "الحلف" مع الولايات المتحدة وكونها جزءا فاعلا من " التحالف الدولي" لمكافحة "داعش"، فإنها لا تملك من أمرها شيئا، ولم يستطع قادتها أن يوجدوا لأنفسهم ولو هامشا بسيطا يخرجون فيه عن السيطرة الأمريكية والتاريخ القريب يشهد على ذلك، يوم قامت القوات التركية وبضوء أخضر أمريكي بعمليتين عسكريتين في الأراضي السورية الخاضعة لنفوذ "قسد"، وسقطت في إحداهما مدينة عفرين حيث يوجد أكبر تجمع للأكراد السوريين في البلاد، ولم تحرك القوات الأمريكية ساكنا، وذهبت مناشدات قادة "قسد" لها أدراج الرياح، فضلاً عن أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كان قد أعلن نيته الانسحاب من سوريا غير مرة دون أن يكلف نفسه عناء مشاورة من كانوا ادوات مشروعه في هذا البلد . 

ولفت علي إلى أن حياة مظلوم عبدي وغيره من قادة قوات سوريا الديمقراطية لا تعني شيئا بالنسبة للأمريكيين، وكان على هؤلاء الاتعاظ من تجارب التاريخ القريب منه والبعيد والتي تؤكد أن ثقل أي سياسي مرتبط بمواقفه الوطنية من قضية بلاده، حيث تثقل موازينه في عيون أصدقائه واعدائه على السواء حين يقدم مصلحة بلاده على أية مصلحة آخرى. 

"قسد" تناور مجدداً 

من جهته يرى المحلل السياسي ابراهيم الأحمد أن محاولة اغتيال قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في هذا التوقيت تندرج في إطار الحسابات الانتخابية التركية، حيث يريد أردوغان أن يقول بأن يد تركيا في ظل قيادته تستطيع أن تصل إلى حيث تشاء في دول الإقليم، فبعد استباحة كل الحرمات في سوريا عاد العراق مجدداً ليكون هدفا للانتهاكات التركية عبر قيام مسيرات أنقرة باختراق الأجواء العراقية لاستهداف مظلوم عبدي في مطار السليمانية. 
وأضاف الأحمد بأن ردة فعل واشنطن على استهداف " حليفها" كانت باردة وباهتة وهو أمر لم يخرج عن معهود تعاملها مع من يضعون أنفسهم في خدمتها ضد مصلحة بلادهم. 
وفي سياق آخر لفت المحلل الأحمد إلى أن "قسد" تستشعر ضعف موقفها الآن بعد الانفتاح العربي على دمشق وضعف الدور الأمريكي في المنطقة، فأطلقت مبادرة تتحدث عن وحدة الأراضي السورية وحسن وعدالة توزيع الثروة فيها، في إشارة ضمنية إلى احتكارها لآبار النفط وحرمان بقية السوريين منها، مشيراً إلى أن هذه المبادرة على أهميتها تفقد كثيراً من مصداقيتها وزخمها، لأن توقيتها لم يختلف كما في كل مرة في ظرفه عن المراحل التي تستشعر فيها "قسد" الخطر، سواء أكان عشية كل اجتياح تركي أو في اللحظات التي كان ترامب يقول بأنه سيسحب قواته من سوريا. 

قسدالأكراد

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة