معركة أولي البأس

خاص العهد

الشيخ قاسم يستعيد مع "العهد" أيام عدوان نيسان 1996.. تفاصيل المقاومة والمفاوضات
12/04/2023

الشيخ قاسم يستعيد مع "العهد" أيام عدوان نيسان 1996.. تفاصيل المقاومة والمفاوضات

خاص العهد

27 عامًا على "عناقيد الغضب 1996" الاسرائيلية التي أرادها العدو كسرًا للمقاومة واستباحة للبنان وشعبه، فارتدّت عليه حصرمًا في مذاقها مرارة الندم والهزيمة. في ذكرى الجراح التي ولّدت درعًا لحماية المدنيين في لبنان وانتزعت اقرارًا بحق اللبنانيين بالمقاومة، التقى موقع "العهد" الاخباري نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، الذي ألقى الضوء على جوانب عدّة من التفاهم، وبعض تفاصيل المفاوضات الصعبة في دمشق ودور الرئيس السوري حافظ الأسد في انجاحها وتعاونه مع الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله الذي كان موجودًا في دمشق في حينها.

الشيخ قاسم تحدّث لموقع "العهد" الاخباري عن دور "المسؤول العسكري المركزي" في ذلك الحين الشهيد القائد السيد مصطفى بدر الدين "وهو أعد المقاتلين بطريقة منظّمة وكان يملك عقلًا استراتيجيًا ويحب الدقة في العمل ويخطط لكل شيء، وكان معروفًا عنه أنه شخص منضبط بمعنى أنه يرغب بالانضباط العالي وبتجهيز المقاتل بأحسن وأفضل أنواع التجهيزات والأسلحة والامكانات وتوفير المؤن ووسائل النقل وأماكن الاختفاء والاختباء بشكل مميز، وكان القائد العسكري في هذه المعركة، وكان يحرص على أن لا تقل أعداد الصواريخ التي تطلق يوميًا"، مشيرًا الى دوره في الحفاظ على وتيرة اطلاق الصواريخ طيلة فترة الحرب والتسديد الالهي في ذلك.

كما تطرّق الشيخ قاسم في مقابلته مع "العهد" الى مقولة الأمين العام خلال العدوان التي مثّلت مبدأً لحزب الله "حبر حزب الله لن يجتمع مع حبر الصهاينة على ورقة واحدة"، كيف ترجمها حزب الله في كل الاستحقاقات اللاحقة.

ووجّه نائب الأمين العام لحزب الله رسالة الى فلسطين وشعبها ومقاومتها في اجواء يوم القدس العالمي: "أنتم أثبتم جدارة حقيقية من خلال التضحيات والشهداء والجرحى ومن خلال مشاركة الرجال والنساء والأطفال والجميع في مقاومة المحتل، وتبين أنه عندما تتوفر بعض الامكانات لكم انتم في المقدمة تعطون أرواحكم وأموالكم وتضحون بدياركم. هذا الشعب شعب عظيم وأنا واثق أنه سينتصر وسيحرر فلسطين والقدس إن شاء الله تعالى والمسألة هي مسألة وقت. بلد فيه مثل هذا الشعب لا يمكن إلا أن ينتصر".

في سياق آخر، أشار الشيخ قاسم الى انعكاسات التقارب السعودي - الايراني الايجابية على المنطقة. وفي ما يلي نص المقابلة:


ــــ نحن في ذكرى عدوان نيسان 1996 الذي أرست خلاله المقاومة أول معادلة لحماية المدنيين، اليوم، كيف تطورت هذه المعادلة حتى باتت "اسرائيل" تدرس خياراتها جيّدًا قبل الشروع بأي عدوان على الأراضي اللبنانية؟

* عدوان نيسان هو المحطة الثانية في الاعتداءات الاسرائيلية الواسعة بعد سنة 1993. وكان الهدف من العدوان ايقاف المقاومة وتأليب الرأي العام اللبناني عليها والاستحصال على قرار دولي بطريقة او بأخرى تمنع المقاومة من التحرك. لكن صمود المقاومة واستمرارية القصف على المستعمرات واستمرارية الوتيرة المتشابهة لعدد الصواريخ يوميا بحيث ان الاسرائيلي لم يشعر بأن المقاومة قد خفت أو ضعفت امكاناتها، كان هذا الأمر من العوامل المهمة التي نجحنا فيها في افهام العدو أن المعركة طويلة وانه لا يستطيع ان يهزم حزب الله وأنه اذا استمر سيدفع أثمانا باهظة باستمرار القصف على المستوطنات الموجودة في شمال فلسطين. نحن نعتبر أن تفاهم نيسان أوصلنا الى حالة من الاعتراف الاسرائيلي والدولي بأن المقاومة عمل مشروع وأن القصف المتبادل ورد الفعل من قبل المقاومة هو رد مقبول لأنه دفاع عن النفس ودفاع عن المواطنين اللبنانيين وهذه معادلة مهمة. وفي الحقيقة نحن كنا نقصف لانهم كانوا يقصفون على المدنيين بشكل عام والا الاستهدافات الأساسسية بالنسبة الينا كانت للجنود الاسرائيليين ولم تكن للمستوطنات.

اذًا، ثبّتنا في مواجهة العدوان في نيسان 1996 تفاهمًا يعني حماية المدنيين بالتهديد بقصف "المدنيين" عند الكيان الاسرائيلي. أستطيع القول أن هذه اول معادلة تحدث توازنا بين المدنيين و"المدنيين". لكن هذه المعادلة أسست لمعادلة أخرى حصلت بعد سنة 2006 عندما أصبح توازن الردع أشمل بكثير من دون تفاهم خطي. بمعنى آخر، اليوم اذا اعتدت "اسرائيل" على أي شخص في لبنان، واذا اعتدت عسكريًا أو أمنيًا على أي منطقة أو مواطن سيكون هناك رد على الكيان الاسرائيلي، هذه المعادلة الجديدة هي ثمرة معادلة تفاهم نيسان بالتوازن بين المدنيين مع "المدنيين" لكن بشكل مطوّر، أنها أصبحت الآن معادلة توازن ردع مع كل لبنان وليس فقط مع المدنيين في لبنان وهذا انجاز كبير.

الدور السوري خلال نيسان 1996
 

الشيخ قاسم يستعيد مع "العهد" أيام عدوان نيسان 1996.. تفاصيل المقاومة والمفاوضات

ــــ ماذا مثلت سوريا بالنسبة للمقاومة في ذلك الوقت لا سيّما خلال المفاوضات؟ هل اختلف هذا الدور أو تطور خلال حرب تموز 2006؟ ماذا عن هذه العلاقة اليوم؟

* دور سوريا وخاصة دور الرئيس حافظ الأسد رحمه الله في عدوان نيسان 1996 كان دورًا مركزيًا وأساسيًا ومفصليًا في آن معًا، لأننا كنا نواجه مشكلة في الداخل اللبناني أن القيادة السياسية المتمثلة بمجلس الوزراء ورئيس الجمهورية كان لهم رأي بعد أيام من العدوان أن يدخلوا في هدنة مع الكيان الاسرائيلي. نحن قلنا لهم إن هذه الهدنة خطرة لأنها تبقي "اسرائيل" مسلّطة علينا بالعدوان في أي لحظة، وتبقي الناس مهجرة من بيوتها في الأماكن المختلفة، وتبقي المقاومة في حالة استنفار واستعداد من دون أن يكون هناك حل لهذا العدوان الذي ابتدأته "اسرائيل". لذا كنا نعمل على أن لا يكون هناك هدنة، وانما انتهاء الحرب أو استمرار القتال. وهذا ما دفع سماحة الأمين العام (حفظه الله) السيد حسن نصر الله الذي كان في سوريا وقتها وهو كان يخوض المفاوضات مع الرئيس الأسد وفاروق الشرع، وكان يرسل الرسائل الى الرئيس الأسد، طلب منهم ان لا يقبلوا بالهدنة، وأرسل رسالة الى الرئيس الأسد أن الهدنة خطرة وبيّن أسباب مخاطرها، فأرسل الرئيس الأسد سؤالًا، قال: كم تستطيعون الصمود في المعركة لأعرف كيف اتصرّف؟ أجابه سماحة السيد: لأشهر. عندها اتخذ الرئيس السوري حافظ الأسد القرار بعدم الموافقة على الهدنة وبأنه اما أن يكون هناك حل واما أن تستمر المعارك استنادا الى ما قاله سماحة الأمين العام من وجود القدرة لدينا. حتى أن الرئيس الأسد وقتها لم يستقبل كريستوفر، وكان كريستوفر مزعوجًا من طريقة تعامل الرئيس الأسد معه كجزء من الضغط السوري حتى تفهم أميركا أنها اذا أرادت أن تأتي بحل فليكن حلًّا ينهي المعركة وليس هدنة تعطي فرصة لـ"اسرائيل" أن تتوسّع أو ترتّب خطّتها من جديد. في الواقع كان لهذا الموقف من الرئيس حافظ الأسد الأهمية الكبرى.

أما في عدوان تموز 2006، فأيضًا سوريا وقفت الى جانب لبنان بقيادة الرئيس بشار الأسد، فتحت أبوابها للذين لجأوا اليها وهجروا من لبنان، كذلك كانت الامكانات العسكرية والتسليح الذي يحتاجه حزب الله ينتقل إما من المخازن الموجودة في لبنان وهي تابعة لسوريا، وإما من سوريا الى لبنان وهذا كله بايعاز من الرئيس الأسد. حتى بالمفاوضات على القرار الدولي كانت سوريا الى جانب الموقف اللبناني وهذا ما ادى الى هذا التماسك والقوة والنتيجة بحمد الله تعالى.

اليوم سوريا في رأينا هي جزء من محور المقاومة، ولا زالت على هذا الخط. وقد عانت سوريا منذ عام 2011 من محاولات الغاء هذا الدور، ولكن الرئيس الأسد والشعب السوري والجيش السوري صمدوا بالتعاون مع الحلفاء، ايران وحزب الله وروسيا وكل القوى التي قاتلت الى جانب سوريا، ونستطيع القول إن سوريا هي دائما الى جانب المقاومة في سوريا ولبنان والمنطقة.

ــــ ما الذي تختزنه ذاكرتكم عن المفاوضات غير المباشرة؟ وما الذي يمكن أن نكشفه للجمهور عن براعة الوفد المفاوض يومها؟

* كانت المفاوضات شاقة جدًا. والنقطة المركزية التي أثّرت على تأخير التفاهم هي مسالة انطلاق المقاومين من الأراضي اللبنانية او القرى اللبنانية، حيث كتب الأميركيون نصا يقول بمنع المقاومين من الانطلاق من داخل القرى. قلنا لهم نحن أهل القرى ونحن شعب هذه القرى، كيف لا ننطلق من قرانا؟ وكيف لا تكون هذه الحاضنة أساسية وهي تشكل بيوتنا وأماكن اقامتنا؟ الصحيح أن نقول بعدم اطلاق الصواريخ من داخل القرى وليس عدم انطلاق المقاومين من داخل القرى وفرق كبير بين الاطلاق والانطلاق. اطلاق الصواريخ يعني أن تزرع صاروخًا أمام بيت وتطلقه، وهذا أصلًا ليس من مبادئ وعمل وسلوك حزب الله، دائما نحن نختار الأماكن المفتوحة ونكون بعيدين عن البيوت حتى لا تتضرر البيوت. اما الانطلاق فمن حق المواطن والمقاوم أن يكون في بيته وأن ينام في بيته ويستعد من بيته، وهذا لا يمكن أن يكون جزءًا من الاتفاق. اذًا، وافقنا على ان يدوّن منع اطلاق الصواريخ من القرى، ولم نوافق على منع انطلاق المقاومين من القرى، واشتهرت يومها تحت عنوان الاطلاق والانطلاق، فثبّت في التفاهم أن الاطلاق هو الممنوع أمّا الانطلاق فهو أمر طبيعي. ونحن اعتبرنا ان هذه النقطة بالذات هي اعتراف حقيقي في داخل التفاهم من قبل الدول المشرفة عليه وحتى من الكيان الاسرائيلي على أن حق المقاومة حق مشروع ولكن يبقى أسلوب العمل وكيفية العمل.

ــــ ماذا تذكرون عن الدور الأميركي خلال العدوان؟ وكيف يمكن مقارنته مع الدور الأميركي حيال لبنان اليوم؟

* الدور الأميركي دور متبنٍّ للاحتلال الاسرائيلي وللعدوان الاسرائيلي وللاجرام الاسرائيلي سابقًا ولاحقًا والآن، وهذا هو الاتجاه الموجود عند الأميركي. الأميركي دائمًا يقف الى جانب "اسرائيل" في "حقها بأن تدافع عن نفسها"، يعني عندما تعتدي وتقتل فهي "تدافع عن نفسها". ولم يقف الأميركي الى جانب الفلسطينيين والى جانب حق الفلسطينيين على الاطلاق، ودائمًا المشروع هو دعم "اسرائيل" في مواقفها. وقبل أيام من العدوان كانت هناك قمة في شرم الشيخ برعاية أميركا انعقدت في شهر آذار/ مارس لايجاد تغطية للاسرائيلي في هذا العدوان الذي حصل لاحقًا في نيسان وهي قمة ضمت دولًا عربية واجنبية وكانت "اسرائيل" موجودة في شرم الشيخ، وكلّ الكلام في المؤتمر كان حول عدم ازعاج "اسرائيل" ومنع المقاومة من العمل وحماية "اسرائيل". هذا كله كان برعاية أميركية. اذًا نحن لم يتغير علينا شيء خلال كل الفترة السابقة والحالية في أن أميركا هي في المقلب الآخر، وهي تعتدي مباشرة، وآخر الاعتداءات كما هو معروف علينا في لبنان العقوبات على اللبنانيين، تغطية عدوان تموز 2006 بشكل كامل، محاولة احداث الفوضى في لبنان، التحكم ومحاولة منع سير المؤسسات بشكل طبيعي، تبنّي جماعة السفارة خلال 2019 عندما انطلق الحراك الشعبي ليحاولوا توجيهه اتجاه العداء للمقاومة وللبنان، هذا السلوك الأميركي دائمًا الى جانب "اسرائيل".

ــــ السيد ذو الفقار كان ركن التصدي في تلك الحرب العدوانية، ماذا تذكرون من بأسه في تلك الأيام؟ وكيف كان حضوره؟

* السيد مصطفى بدر الدين "ذو الفقار" كان المسؤول العسكري المركزي، وهو أعد المقاتلين بطريقة منظّمة وكان يملك عقلًا استراتيجيًا ويحب الدقة في العمل ويخطط لكل شيء، وكان معروفًا عنه أنه شخص منضبط بمعنى أنه يرغب بالانضباط العالي وبتجهيز المقاتل بأحسن وأفضل أنواع التجهيزات والأسلحة والامكانات وتوفير المؤن ووسائل النقل وأماكن الاختفاء والاختباء بشكل مميز. وكان القائد العسكري في هذه المعركة، وكان يحرص أن لا تقل أعداد الصواريخ التي تطلق يوميًا. وأذكر حادثة يومها كانت الخطة التي عملوا بها في العمل الجهادي أن كمية الصواريخ الموجودة في المواقع الأمامية تكفي لعدة أيام، واذا احتاجوا يمكن نقل كميات اضافية الى المواقع الأمامية من القرى الخلفية في شمال النهر أو أحيانا من البقاع أو بيروت. بسبب ضراوة المعركة كان استهلاك الذخائر كبيرًا وكان استهلاك الصواريخ أيضًا كبيرًا مما جعل هناك نقصًا بحيث اذا استمرت الوتيرة نفسها سيشعر الاسرائيلي بعد يوم أو يومين أو ثلاثة أننا خفضنا من عدد الصواريخ التي سنطلقها. كان رأي السيد "ذو الفقار" أنه يجب ان نستمر ونبحث عن أي طريقة لنقل الصواريخ الى المواقع الأمامية. من توفيق الله تعالى ودعمه أنه في شهر نيسان غيّمت السماء فحجبت الرؤية عن الاسرائيليين فنقل الاخوة الكميات الكبيرة من الصواريخ الى المواقع الأمامية. وكان للجرأة التي تميز بها السيد ذو الفقار بأن وافق على استمرار الوتيرة رغم خطر توقفها بعد أيام أن حلت المسألة بتوفيق من السماء وهذا نوع من التسديد الالهي.

الشيخ قاسم يستعيد مع "العهد" أيام عدوان نيسان 1996.. تفاصيل المقاومة والمفاوضات

ــــ خلال أيام المفاوضات كان للأمين العام لحزب الله جملة شهيرة "حبر حزب الله لن يجتمع مع حبر الصهاينة على ورقة واحدة"، كيف بقي هذا المبدأ ثابتًا في ما لحق من أحداث وصولًا الى اتفاق وقف العمليات العسكرية في تموز 2006 وكل عمليات تبادل الأسرى، وغيرها من تلك التي أدت الى حماية لبنان وثرواته؟

* أجرينا نقاشا في الشورى بقيادة سماحة الأمين العام (حفظ الله) كيف يمكن أن ترعى مجموعة من الدول هذا التفاهم ونحن المعنيون الأساسيون من دون أن يكون هناك توقيع لحزب الله. لاننا لا نستطيع أن نوقع على الورقة التي توقع عليها "اسرائيل". فكان المخرج أن لبنان هو المسؤول عن المقاومة وبالتالي يمكن خلال ورقة التفاهم التي وقعت من قبل دول كبرى، كانت أميركا وفرنسا موجودة اضافة الى سوريا، يمكن للبنان ان يوقع على التفاهم الخطي كموقع رسمي لأنه يحاول أن يتعاطى مع دول كبرى ولأنه يحاول أن يلزم هذا الكيان الاسرائيلي الذي لا عهد له ولا ذمة بينما حزب الله لا يوقع على التفاهم. فعمليًا تفاهم نيسان ليس فيه توقيع لحزب الله وإن كان تفاهمًا خطيًا، ولكن فيه توقيع للدولة اللبنانية.

لاحقًا عندما حصل القرار 1701 في الامم المتحدة في مجلس الامن عام 2006 هذا القرار الدولي لا يحتاج الى توقيع لانه صادر عن مجلس الأمن. ثم عندما حصلت مسألة (الترسيم البحري) تعيين الحدود البحرية تم التفاهم مع الدولة اللبنانية على أن تكون هناك ورقتان، ورقة يوقعها الاسرائيلي وورقة يوقعها اللبناني وتذهب الورقتان الى الأمم المتحدة، يعني لم يكن التوقيع على ورقة واحدة. هذا حافظنا عليه في كل المراحل ولم يكن لحزب الله أي توقيع مشترك مع الاسرائيلي. حتى عند تبادل الأسرى كان يتم التبادل من خلال الوسيط، ولم نكن لا في نقاش مباشر ولا في توقيع مباشر كجزء من إبقاء حالة البعد وعدم الاعتراف بالكيان الاسرائيلي قائمة من جهة مقاومة لا بد أن تؤسس لمشروع رفض هذا الكيان بالكامل ورفض أن يشرعن ولو وبشكل جزئي.

الشيخ قاسم يستعيد مع "العهد" أيام عدوان نيسان 1996.. تفاصيل المقاومة والمفاوضات

ــــ ما هي دلالات ما شهدناه خلال الأيام الماضية من تعرض الكيان الاسرائيلي لصواريخ من جبهات عدّة ردًا على الانتهاكات في المسجد الأقصى؟ وهل بات الكيان الصهيوني أكثر عرضة للاهتزاز نتيجة وحدة ساحات محور المقاومة؟

* قبل أن نبحث عن الصواريخ التي انطلقت من لبنان أو من الجولان أو من غزة أو من أي مكان يجب أن نتحدث عن العدوان الاسرائيلي على القدس وعلى الفلسطينيين سواء في الضفة الغربية أو أراضي القدس ومحيطها أو غزة. هذه هي المسؤولية الأولى، لذلك عندما يتجه العالم للحديث عن صواريخ انطلقت من هنا وهناك أنا أعتبر أن هذا النقاش خاطئ. يجب أن يكون النقاش "لماذا تعتدي "اسرائيل""؟ لأن من حق الفلسطينيين أن يدافعوا عن أنفسهم بالطرق التي يرونها مناسبة ونحن هنا لسنا في مجال أن نبرر أي عمل من الأعمال. لكن نتحدث بالمبادئ والقواعد، السؤال يجب أن يكون لماذا لا يوقف العالم اعتداءات الصهاينة على المسجد الأقصى ولا يضع حدًا للاجرام الاسرائيلي بحق الفلسطينيين؟ هذا هو السؤال وليس من أين انطلقت الصواريخ؟

الشيخ قاسم يستعيد مع "العهد" أيام عدوان نيسان 1996.. تفاصيل المقاومة والمفاوضات

ــــ كثر الحديث في الاعلام الاسرائيلي خلال الأسابيع الماضية عن دور لحزب الله ليس فقط على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، بل على طول الحدود وصولًا الى الجولان المحتل، فما هي حقيقة هذا الدور بهذا الامتداد؟

* حزب الله موجود في لبنان ومقاومته تنطلق من لبنان ومن يقاوم الكيان الاسرائيلي المؤقت في المنطقة هم الشعب الفلسطيني والقوى الاخرى الموجودة والمحيطة بفلسطين. لا يخفي حزب الله أنه يدعم كل من يقاوم "اسرائيل" في أي مكان ونحن نعتبر أن الفلسطينيين لهم كل الحق أن يقاتلوا "اسرائيل" في داخل فلسطين وان يحرروا فلسطين والقدس ونحن الى جانبهم وداعمون لهم، هم البوصلة ونحن ندعم ونقاتل لنحرر الأرض بالطريقة التي نراها مناسبة.  

ــــ في أجواء يوم القدس، ومع التصعيد المستمر للأحداث في الأقصى، ما هي رسالتكم للشعب الفلسطيني؟

* لا بد من تحية كبرى للامام الخميني المؤسس رضوان الله عليه الذي أعلن يوم القدس العالمي وكان هذا الاعلان هو ايذان لمرحلة جديدة تنخرط فيها شعوب ومقاومات ودول الى جانب الشعب الفلسطيني ليقاتلوا العدو الاسرائيلي فضلًا عن الدعم المفتوح للشعب والمقاومة الفلسطينية لاخراج المحتل. وهنا نقول للشعب الفلسطيني، أنتم أثبتم جدارة حقيقية من خلال التضحيات والشهداء والجرحى ومن خلال مشاركة الرجال والنساء والأطفال والجميع في مقاومة المحتل، وتبين أنه عندما تتوفر بعض الامكانات لكم انتم في المقدمة تعطون أرواحكم وأموالكم وتضحون بدياركم. هذا الشعب شعب عظيم وأنا واثق أنه سينتصر وسيحرر فلسطين والقدس إن شاء الله تعالى والمسألة هي مسألة وقت. بلد فيه مثل هذا الشعب لا يمكن إلا أن ينتصر.

الشيخ قاسم يستعيد مع "العهد" أيام عدوان نيسان 1996.. تفاصيل المقاومة والمفاوضات

ــــ ما هي قراءتكم لعودة العلاقات السعودية - الايرانية في هذه المرحلة؟

*عودة العلاقات السعودية - الايرانية تحمل مسألتين أساسيتين، الأولى تغيير الاتجاه في المنطقة بالتركيز على ان العدو المركزي هو الكيان الاسرائيلي بدل العمل الدؤوب الذي كانوا يعملون عليه لجعل ايران العدو المركزي بدل الكيان الاسرائيلي، وتداعيات هذه المسألة نراها بارزة وواضحة. أما الأمر الثاني، فالاتفاق السعودي - الايراني سيفتح صفحة ومرحلة جديدة فيها قوة وعزة لشعوب ودول المنطقة بالاستقرار والتكافل والتعاون والمساعدة في تغيير النمط الذي أراده الأميركيون في منطقتنا وهذا انجاز كبير للأجيال القادمة. بالنسبة لنا الاتفاق السعودي - الايراني هو مرحلة جديدة بكل ما للكلمة من معنى في منطقتنا نحو المزيد من التعاون والاستقرار ونحو المزيد من عزل "اسرائيل" ومواجهتها وكف يد أميركا عن كثير من القضايا التي تهم منطقتنا.

نأمل أن تكون انعكاسات هذا الاتفاق مؤثرة في كل المنطقة، وبحسب ما اطلعنا فإن عودة العلاقات الثنائية تسير بسرعة كبيرة، وبداية حل المشكلة بين اليمن والسعودية تسير أيضًا بخطى سريعة، وعودة علاقات السعودية مع سوريا تتحسن، وهذا كله من مؤشرات أن الاتفاق يسير بسرعة. بالتأكيد له مناخات ايجابية على لبنان لكن ليس معلومًا كم سيكون التأثير ومتى إلا أن هذا الاتفاق هو خير وكله خير.  

ــــ هل من جديد في الملف الرئاسي اللبناني؟

* لا زال ملف الرئاسة اللبنانية عالقًا عند اصرار عدد من الكتل النيابية في أن لا تتحاور وأن لا تكون منطقية في خياراتها. اليوم الشخص الوحيد الذي يمتلك عددًا كبيرًا من الأصوات بحسب كل الاحصاءات والأدلة هو الوزير سليمان فرنجية. وكل الأسماء الأخرى المطروحة اعلاميًا أو عمليًا لا تستطيع اللحاق به بعدد كبير من الأصوات. اذًا على هذه الكتل التي لم تستطع أن تجتمع حول مرشح يمتلك القدرة على تجاوز النصاب في المجلس النيابي أن تتحاور لترى هل يمكن تقريب وجهات النظر لمصلحة هذا الخيار، خيار الوزير سليمان فرنجية ليكون رئيسًا؟ لأن البديل هو إطالة المدة واضاعة الوقت وإطالة أمد الفراغ ونحن نريد أن ننتخب الرئيس بأسرع وقت ممكن لأنه استحقاق دستوري يترتب عليه كل الحلول في لبنان. آن للكتل النيابية المختلفة أن تكون واقعية وتتجه نحو ايجاد القواسم المشتركة لرئيس لديه قابلية أن يكون منفتحًا على الجميع وقادرًا أن ينقذ لبنان إن شاء الله تعالى.

#حصرم_نيسانعناقيد الغضب

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة