ابناؤك الاشداء

خاص العهد

اختتام المشاورات الرباعية في موسكو.. ماذا عن العلاقة بين تركيا وسوريا؟
05/04/2023

اختتام المشاورات الرباعية في موسكو.. ماذا عن العلاقة بين تركيا وسوريا؟

دمشق - علي حسن

اختتمت في موسكو المباحثات بين كل من روسيا وإيران وسوريا وتركيا على مستوى نواب وزراء الخارجية. وقالت وزارة الخارجية الروسية إن المشتركين في الاجتماعات والتي استمرت يومين اتفقوا على مواصلة المشاورات فيما بينهم تمهيدًا لعقد اجتماع جديد على مستوى وزراء الخارجية. ومن المتوقع أن تكون عودة العلاقات بين كل من دمشق وأنقره الموضوع الرئيس للاجتماع القادم. وكان من المفترض أن يعقد هذا الاجتماع في الشهر المنصرم إلا أنه تم تأجيله لبداية هذا الشهر.

ظروف التسوية لم تنضج بعد

وحول اجتماعات موسكو وما تمخض عنها من نتائج قال المحلل السياسي خالد عامر إنه بالرغم من الأجواء الإيجابية التي بدأت تظهر في الآونة الأخيرة وتشير إلى امكانية التطبيع بين انقرة ودمشق إلا أن مستلزمات هذا التطبيع لم تتحقق بعد، معتبرًا أن التصريحات الإيجابية التركية بشأن الرغبة باعادة العلاقات مع سوريا تحتاج خطوات عملية على الأرض وليس مجرد نوايا أو تصريحات، مستشهدًا بكلام رئيس الوفد السوري إلى المباحثات الدكتور ايمن سوسان بأن سوريا لن ترضى بأقل من الانسحاب التركي أو وضع جدول زمني له ووقف دعم الجماعات الارهابية كشرط أساس للدخول جديًا في المفاوضات من أجل إعادة العلاقات بين البلدين وهذا ما لم يتحقق، مشيرًا إلى أن حكومة العدالة والتنمية تبحث عن اتفاق يحسن صورتها أمام الناخب التركي ويمكنها في نفس الوقت من التلاعب بآلية تنفيذه بحيث تتنصل من الواجبات المفروضة عليها لاحداث هذا الاتفاق.

الانتخابات التركية عامل حاسم في مستقبل المفاوضات

ومن ناحية أخرى يرى عامر أن دمشق ليست مستعجلة لابرام الاتفاق خاصة وأن تركيا على موعد مع انتخابات مصيرية بعد أربعين يومًا، ولأول مرة منذ عشرين عامًا تبدو أسهم المعارضة أقوى وامكانية فوزها بالانتخابات واردة جداً وبالتالي فإن من الأفضل للسوريين انتظار نتيجة الانتخابات بدلا من الشروع بمفاوضات مع حكومة قد تفقد السلطة خلال فترة وجيزة.

رسالة دعم عربي لدمشق في مفاوضاتها مع انقرة

وبحسب عامر فإنه كان لافتًا حجم الانفتاح العربي على سوريا قبيل بدأ المفاوضات مع تركيا بدءًا من زيارة وزير الخارجية السوري إلى القاهرة والاتصالات التي أجراها عدد من الرؤساء العرب مع الرئيس الأسد واعلان الرئيس التونسي قيس سعيد التوجيه لوزارة خارجيته بالاسراع في تعيين سفير في سوريا، والاهم التقارب مع السعودية والحديث عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية السعودي إلى دمشق لتوجيه دعوة إلى الرئيس الأسد لحضور القمة العربية المزمع عقدها في الرياض.

 ورأى عامر أن هذا التقارب مع سوريا يحمل في توقيته الكثير من رسائل الدعم لها قبيل انعقاد الاجتماع الرباعي وهو لا ينفصل عن التقارب مع الجمهورية الإسلامية الايرانية الذي من شأنه أن يطوي صفحة سوداء من عمر المنطقة استمرت لأكثر من عقد ويؤسس لمرحلة صحيحة ومتوازنة تشهد تقلصًا واضحًا للنفوذ الأمريكي ونهوض قوى اقليمية ودولية غير خاضعة لمشيئتها ورغباتها.

إقرأ المزيد في: خاص العهد