ابناؤك الاشداء

خاص العهد

العدو يستذكر "مورينو" و"العهد" يعيد نشر الرواية.. هكذا داس مجاهدو المقاومة أسطورتهم
08/03/2023

العدو يستذكر "مورينو" و"العهد" يعيد نشر الرواية.. هكذا داس مجاهدو المقاومة أسطورتهم

"عمانوئيل مورينو" اسم لأحد الضباط العاملين في احدى أشهر وحدات النخبة في جيش العدو وهي وحدة دورية الأركان التي كان لها باع طويل في الاعتداءات الصهيونية خلف خطوط جبهات المواجهة. هذا الاسم الذي أراده العدو "أسطورة"، وحاول أن يرسم حوله هالة وهيبة مخفيًا صورته عن العالم، مرّغت المقاومة الاسلامية "تاريخه القتالي" في لبنان، وأعادت تحجيمه وأرسلته ذات آب 2006 في تابوت الى حيث جاء.

العدو يستذكر "مورينو" و"العهد" يعيد نشر الرواية.. هكذا داس مجاهدو المقاومة أسطورتهم


عاد اسم مورينو الذي قتل في كمين للمقاومة الاسلامية في بوداي البقاعية بعد أيام على حرب تموز 2006 الى الواجهة مجددًا، من خلال فيلم وثائقي عرضته القناة 13 في كيان العدو تناول عمليات وحدة دورية الأركان في عمق الدول المحيطة. ختام الفيلم كان مع قصة مورينو التي انتهت "اسطورته" الوهمية "عند حاجز عسكري لحزب الله في منطقة بوداي البقاع اللبناني بعد أيام على انتهاء حرب تموز 2006" بحسب الفيلم.

يوثّق الفيلم اللحظات القاسية لاكتشاف وحدة "سييرت متكال" التي كانت تحاول تنفيذ انزال في منطقة بوداي "ووقوعها في مرمى نيران مقاومي الحزب من مسافة صفر والتي أدت الى مقتل الضابط مورينو وانتهاء قصة اسطورته، فيما كانت قوات الانقاذ تواجه وضعًا صعبًا ونيرانًا كثيفة لاخراج القوة من المكان قبل وقوع أفرادها بيد حزب الله"، بحسب الفيلم.

العدو يستذكر "مورينو" و"العهد" يعيد نشر الرواية.. هكذا داس مجاهدو المقاومة أسطورتهم

ويعرض الوثائقي لشهادة القائد السابق لدورية الأركان في جيش الاحتلال نيتسان الون الذي يقول: "بما أن حزب الله كان متأهبًا ونشر كمائن ونقاط استجواب وحواجز، فقد اشتبه بالقوّة التي اصطدمت بحاجز وظنت أنها ستتمكن من العبور، لكن بعد عبور السيارة الأولى ومع مرور السيارة الثانية فُتحت النار. القوة علقت مع مصابين على الارض وبعضهم كان في حال الخطر مع عدّو يجول من حولهم".

كما يعرض الوثائقي لصوتية من المحادثة بين قوة الانزال الصهيونية وغرفة عملياتها:
- لدينا حدث ساخن مع القوّة، لقد سقطت اصابات
- عليكم أن تتجهوا نحو الشرق وتكونوا في المسار وستصل التفاصيل الاضافية
- انهم يطلقون النار نحونا من الجنوب والغرب
- حسنًا تلقّيت.. أنا سآتي من جهة الشمال.. لا أستطيع التحليق مباشرة نحو القوّة فهم يطلقون النار نحونا من جهة الغرب.

في هذا الاطار، تحدّث قادة سابقون في الوحدة عن اللحظات الحرجة في عمليات الانقاذ وحجم الخطر الذي تعرّضت له القوّة في ظل الاشتباك مع مقاتلي حزب الله ومن بينهم القائد السابق لدورية الأركان هرتسي هليفي الذي يقول في معرض شهادته: "نتيجة لذلك سقطت عدة اصابات وعمانوئيل أصيب بجراح مميتة".

العدو يستذكر "مورينو" و"العهد" يعيد نشر الرواية.. هكذا داس مجاهدو المقاومة أسطورتهم

فما هي اذًا قصة انزال بوداي وفق رواية "العهد"؟

بعد تكشّف هزيمة العدو خلال 33 يومًا في حرب تموز 2006 في لبنان، حاول رئيس هيئة الأركان العامة في جيش العدو حينها دان حالوتس تعويض ما فاته بإنزال دار الحكمة، فأقدم فجر السبت الواقع فيه 19/8/2006 على عملية انزال كبيرة في منطقة بوداي الواقعة غربي مدينة بعلبك وسط تحليق مكثف للطيران الحربي والمروحي، فأرسل قوة كومندوس خاصة إلى منطقة سهل بوداي ظنا منه ان المقاومين بعد وقف العمليات الحربية قد استسلموا للراحة، الا ان المجاهدين كانوا ما يزالون على أهبة الاستعداد، فوقعت القوة الخاصة الصهيونية في كمين محكم ودارت اشتباكات عنيفة استخدم خلالها المجاهدون مختلف انواع الاسلحة، سقط نتيجتها للقوة المهاجمة قتلى وجرحى، وتأكد مقتل ستة منهم, بينهم المسؤول المباشر عن عملية اختطاف الأسير المحرر الحاج مصطفى الديراني. وعندها تدخلت طائرات العدو لمساندة القوة المستهدفة ولإخراجها من ساحة المعركة.

وتحت غطاء كثيف من النيران عملت هذه الطائرات على إجلاء المصابين والقتلى، ومن ثم الانكفاء عن المنطقة مخلفة وراءها الكثير من الأدوات الطبية التي استخدمت في إسعاف جنود العدو المصابين، فيما لم يصب أي من المجاهدين بأذى.

تفاصيل إنزال بوداي

بدأ التمهيد لعملية الإنزال بعد سلسلة من الغارات الوهمية نفذتها الطائرات الحربية بدءا من الساعة التاسعة والنصف من مساء الجمعة على علو منخفض جدا شملت كل قرى غربي بعلبك، ثم ما لبثت ان أنزلت مروحيات العدو مجموعة من نخبها العسكرية في المنطقة الواقعة بين عيون السيمان وأفقا، وبقيت هذه القوة مرابطة حتى حوالى الساعة الثالثة من فجر السبت، ثم انطلقت بسيارات من نوع شيفروليه عسكرية ويرتدون لباس الجيش اللبناني، انطلقت تحت ظل طائرات الاستطلاع متخذة طريقا ترابية قريبة من مزرعة الضليل وصولا الى بلدة السعيدة.

العدو يستذكر "مورينو" و"العهد" يعيد نشر الرواية.. هكذا داس مجاهدو المقاومة أسطورتهم

وعند الساعة الثالثة وخمس وأربعين دقيقة رُصدت من قبل مجاهدي المقاومة الاسلامية الذين نصبوا لها كمينا عند مثلث السعيدة بوداي العلاق، وعند وصول القوة الى نقطة المكمن حاولت إيهام احد عناصره بأنها قوة صديقة، لكن الامر لم يلتبس على عناصر الكمين، فبادروا الى اطلاق النار على السيارتين فأصابوهما اصابات مباشرة وأوقعوا فيهما ثمانية اصابات بين قتيل وجريح، ما أجبرهما على تغيير وجهة سيرهما. وهنا تدخلت باقي الكمائن المنتشرة في سهل بوداي وباشرت بإطلاق النار باتجاه القوة الاسرائيلية، وعلى الفور تدخلت المروحيات والطائرات الحربية بعنف وقصفت محيط القوة وأمنت حزاما ناريا حمت خلاله قوة الكومندوس من محاولات الإجهاز على من تبقى منها.

وألقت المروحيات عشرات الصواريخ على كل الأجسام في محيط وجود القوة، وبسبب كثافة النيران التي أطلقها المجاهدون باتجاه الطائرات والكومندوس لم تتمكن مروحيات الأباتشي برغم حداثتها وقدرتها القتالية من اصابة أي موقع او أي فرد من أفراد المقاومة، برغم استمرار المواجهات ستا وأربعين دقيقة.
 وبعد افشال الانزال الذي بحسب الظاهر كان يهدف الى عملية أمنية، عمل مجاهدو المقاومة على الكشف على مكان الاشتباكات ومكان هبوط المروحية وسط حصيد القمح، فعثروا على تسع بقع دماء كبيرة في أماكن مختلفة وبعض الأشلاء المتناثرة وبوصلة لتحديد مكان القوات وأدوات لتركيب الأمصال وأجهزة للتنفس الاصطناعي ومخدر للألم ومضادات حيوية وضمادات جروح وأدوات متنوعة، اضافة الى حقن وأنابيب.

لاحقًأ، أُجبِر العدو على الاعتراف بمقتل "أسطورته" الوهمية "عمانوئيل مورينو"، فحاول أن يحفاظ على صورته كـ"أيقونة"، ولم يكشف عن صورته متذرعًا بأسباب أمنية، لكن الحقيقة الثابتة والمرّة على هذا الكيان، هي أن أقوى ضباطه ونخبته الذين يتباهى بهم، يتساقطون كأوراق سهلة تحت أقدام مجاهدي المقاومة الاسلامية في لبنان عند أية مواجهة.

إقرأ المزيد في: خاص العهد