ابناؤك الاشداء

خاص العهد

أزمة الاحتياط الأخطر في كيان العدو: متى الانفجار؟
06/03/2023

أزمة الاحتياط الأخطر في كيان العدو: متى الانفجار؟

لطيفة الحسيني

هل يعيش جيش الاحتلال مرحلة الانهيار؟ قد تكون هذه أسوأ فترة داخل الكيان الصهيوني. القاعدة التي يرتكز عليها تتخلخل بشدّة، وربّما لن يجد لاحقًا ما يُمتّنها، وهذا يعني أمرًا واحدًا أن "اسرائيل" سقطت الى غير رجعة.

الأحداث الجارية في الأراضي المحتلة تُنذر بتهاوٍ متدرّج لكلّ ما كان العدوّ يعتبره قلعةً مُحصّنة من الأزمات والعوامل الداخلية والإقليمية. هزائمه وانكساراته أمام فصائل المقاومة في لبنان وفلسطين وحلفائها وداعميها مهّدت الطريق أمام تصدّعه وتبخّر تفوّقه العسكري الذي كان يتغنّى به لسنوات.

معنويات الجنود تختفي

معنويات جنود الاحتلال أكثر الاستحقاقات التي تؤرق العدو اليوم. قدرة الجيش على أداء مهامه هاجسٌ يواجهه الاحتلال ويخشى بشدّة ضربه. 70% من الجهد الحربي في كيان العدو موكل الى قوات الاحتياط، لكنّ هؤلاء اليوم باتوا يُسبّبون قلقًا لا سندًا بالنسبة للقيادة العسكرية. 180 ضابطًا من قوات الاحتياط في سلاح الجو أعلنوا رفضهم أداء الخدمة العسكرية احتجاجًا على ما يُسمّى "الإصلاحات القضائية" التي يقودها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

الضبّاط يخدمون في شعبة "التحكم والمراقبة" ورفضهم وصل أيضًا الى كل من وزير الحرب يوآف غالانت ورئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي.

المئات من ضباط وجنود الاحتياط في وحدة التجسّس الإلكتروني أو ما تُعرف بوحدة "8200" توقّفوا عن أداء الخدمة العسكرية للسبب نفسه، وهذه مسؤولة عن تخطيط وتنفيذ الجهد الحربي في الفضاء السيبراني وتحديدًا شن الهجمات الإلكترونية.

شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" شهدت الاعتراض نفسه، فنحو 100 من الضباط في منظومة "العمليات الخاصة" التابعة لها (مسؤولة عن إدارة وتنفيذ العمليات العسكرية خارج حدود فلسطين، وتنضوي في إطارها وحدة "سييرت متكال" التي تعتبر وحدة النخبة الأكثر أهمية في جيش الاحتلال) أعلنوا التوقّف عن العمل.

تمرّد الجنود يتقدّم

بحسب معلّق الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي، ما يُفاقم الأمور أكثر في كيان العدو خطورة حقيقة أن الدافعية للخدمة العسكرية في أوساط قوات الاحتياط قد تراجعت بشكل كبير قبل الحديث عن "الإصلاحات القضائية"، كما أن ضباط وجنود الاحتياط، وبنسبة كبيرة جدًا، لا يحرصون على تلبية الأوامر بأداء التدريبات والمشاركة في المناورات التي يفترض أن تؤهّلهم للمشاركة في الحروب والعمليات العسكرية مستقبلًا.

يُعبّر الكاتب الاسرائيلي عاموس هرئيل في صحيفة "هآرتس" عن حجم الخطر المُحدق ببنية الجيش، فيُشير الى أن الرسالة التي بعث بها الى قائد سلاح الجو الجنرال تومر بار، أول أمس للطيارين والملاحين في الاحتياط، تعكس خطورة الوضع في السلاح، إزاء حجم وقوة الاحتجاج. بار هو الضابط الأكثر قلقًا في هيئة الأركان العامة في الوقت الراهن وهو يشبه شخصًا يعيش على فوّهة بركان.

باعتقاد هرئيل، إذا اندلعت حربٌ السؤال الذي سيُطرح ماذا سيحدث عندما سيتمّ استدعاء كتيبة إلى عمل مضنٍ في الضفة الغربية؟

وعليه، لا يبدو أن الأمور تتجه نحو التراجع بل التصعيد. هنا يتحدّث هرئيل عن أن رجالًا في الاحتياط، من خريجي جهاز الأمن بشكل خاص، يواصلون احتلال دور نشط في قيادة الاحتجاج. قبل يوميْن، تجمّع مئات القدامى من "الشاباك" وخريجي دورية هيئة الأركان أمام منزل وزير الزراعة (عن الليكود) آفي دختر في عسقلان، واحتجوا على تخوفه من الامتثال للخدمة أمام نتنياهو.

مجتمع العدو ينهار

الأحداث المُتدحرجة سريعًا في الأراضي المحتلة يمكن أن تُختصر بعنوان أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت" ضمن مقال لعوفر شيلح "المجتمع ينهار وكذلك الاحتياطيات".

وفق ما ينقل شيلح، يقول مسؤول صهيوني كبير في جيش الاحتلال "إننا نقف أمام أزمة الاحتياط الأخطر منذ 1973"، ويلفت الى أن مبنى القوة البشرية في الجيش يقف في ذروة سلسلة أزمات في التجنيد، في الدائم والاحتياط. والأسوأ من كل ذلك، أن الحكومة تفعل كل ما في وسعها كي لا تقود وتوحّد، بل تهزّ أساسات المبنى وتعظيم الخطر.

الواقع المأزوم في الكيان اليوم يعني انفجار مجتمع العدو وكلّ المجهود الذي بُذل لإبقاء الجيش خارج الأزمة السياسية فشل. هذا ما تعكسه القراءات العبرية، وكلّ الترجيحات تفيد أن قدرة الكيان على الصمود أمام أزمة أمنية جديدة في الأشهر المقبلة ضُربت، وستنقضي سنوات إلى أن يكون بالإمكان ترميم الأوضاع اذا تمّ أصلًا.

إقرأ المزيد في: خاص العهد