معركة أولي البأس

خاص العهد

 أهالي ريف حلب لـ"العهد": نرفض العدوان التركي.. ولعودة "قسد" إلى سوريا
22/12/2022

 أهالي ريف حلب لـ"العهد": نرفض العدوان التركي.. ولعودة "قسد" إلى سوريا

محمد عيد

سرعان ما ترجمت أنقرة وعيدها بشن عدوان جديد على عدد من المناطق في شمال سوريا إلى واقع دموي أخذ طابعًا يوميًا، فمنذ حوالي الأسبوعين لم يتوقف تساقط القذائف التركية على عدد من المناطق في شمال سوريا.  

النازحون من أهالي هذه البلدات إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية أكدوا لموقع "العهد" الإخباري رفضهم الكامل لأي عدوان تركي تحت أية ذريعة كانت، داعين في الوقت نفسه ميليشيا "قسد" للانضواء تحت مظلة دمشق الوطنية بعيدًا عن الشروط المسبقة تعزيزًا للوحدة ودفعًا لأي ذريعة يسوقها الأتراك لتبرير عدوانهم.

عدوان يومي متواصل

على مدى شبه يومي شهدت مناطق مرعناز وشوارغه والطريق الواصل بين قريتي كشتعار وبينه وتل رفعت وشيخ عيسى ومنغ بريف حلب الشمالي عمليات قصف واسعة من مواقع قوات الاحتلال التركي في سوريا ولم تكن عين العرب ومنبج بعيدة عن هذه الاعتداءات.
 
عمليات القصف طالت عددًا كبيرًا من المرافق العامة والخاصة ودمّرت البنى التحتية في القرى والبلدات في إطار ترهيب الآمنين في تلك المناطق.

الحملة الاعلامية المُمَهِدة لعمليات القصف التي أطلقتها أنقرة، تعكس جدّيتها في شن عمل عسكري واسع وتعيد إلى الأذهان ما قامت به في عفرين بداية العام 2018، حيث تم تهجير الآلاف من سكان هذه البلدات واستبدالهم بعائلات أخرى في مسعى يؤكد رغبة أنقرة بإحداث تغيير ديموغرافي كبير في هذه المناطق.

الأهالي في ريف حلب الشمالي أكدوا تمسكهم بوحدة سوريا أرضًا وشعبًا ورفضهم أي وجود لميليشيا "قسد" الانفصالية و"ممارساتها الإجرامية" بحقهم، وارتباطها بالمحتل الأمريكي، وهي التي سمحت وعلى الرغم من تواجدها على كامل الشريط الحدودي شمال سوريا لقوات الاحتلال التركي  بشن عملية عسكرية شمال سوريا متخذًا من وجودهم ذريعة للعدوان دون إبداء أية مقاومة تذكر، ما يعكس حرصهم على مصالحهم الشخصية قبل الحرص على سوريا وحتى قبل الحرص على الأكراد السوريين الذين يدّعون أنهم نهضوا باسمهم.
 
وأكد الأهالي في حديثهم لموقع "العهد" الإخباري أن "تلاحمهم ووقوفهم صفًا واحدًا، وتحت علم الجمهورية العربية السورية وفي خندق واحد مع الجيش العربي السوري للدفاع عن وحدة تراب الوطن وطرد المحتلين وتحرير كل شبر من أراضي سوريا ورفض كافة مشاريع الانفصال أو  الفيدراليات وما يسمى الإدارات الذاتية العميلة للأمريكيين".

الأهالي شددوا على أن ميليشيا "قسد" لا تمثل الأكراد السوريين الوطنيين الشرفاء ولا أي مكون عربي عشائري وأن الارتهان للمستعمر الأمريكي ومشاريعه الانفصالية والرهان عليه هو رهان خاسر ضيّع الأرض وشرّد الأهل من عفرين وعين العرب ورأس العين وتل أبيض.

ودعا عبد الحنّان ـ أحد أبناء عفرين المهجّرين ـ خلال حديثه لـ"العهد" ميليشيا "قسد" وغيرها ممن رهنوا أنفسهم للمحتل الأمريكي وانساقوا خلف مخططاته الانفصالية للتخلي عن تلك الأوهام والالتحاق بالوطن والجيش العربي السوري وصيانة ثروات الوطن التي هي ملك للشعب السوري كافة وليست لفئة قليلة، مؤكدًا رفضه للمجموعات الإرهابية المسلحة ومخططات مشغليها في الخارج، وقال: "السوريون الأكراد جزء لا يتجزأ من النسيج السوري ومكون أساسي من مكوناته ولهم تاريخ عريق في الحضارة والثقافة السورية".
 
من جهته، جدد أزدشير المهجر من مدينة عفرين المحتلة، في حديثه الخاص بموقع "العهد" الإخباري رفضه كل مخططات الانفصال والتقسيم والتجزئة وممارسات ميليشيا "قسد" المتمثلة بسرقة النفط وثروات البلاد والعمالة للمحتل الأمريكي.

وشدد على أن سوريا "ستبقى لأبنائها الشرفاء الوطنيين المخلصين واحدة موحّدة أرضًا وشعبًا وجيشًا واحدًا من خلال تشكيل مقاومة شعبية من أبناء المنطقة لتحرير كامل تراب الوطن من رجس الاحتلالين الأمريكي والتركي وأدواتهما ومرتزقتهما".

صامدون

بدوره، أكد محمود من "تل رفعت" في حديثه لموقع "العهد" أن العدوان اليومي الذي يقوم به جيش الاحتلال التركي وسرقة محاصيلهم وثرواتهم واستهدافهم اليومي بالقذائف لن يثني الأهالي في ريف حلب الشمالي عن الصمود والتمسك بالأرض.

ووجه محمود شكره "للجيش السوري والقوات الرديفة والصديقة" على حضورها الدائم واستعدادها الثابت للدفاع عنهم وعن كامل التراب السوري.

صالح من بلدة كفرنابا في ريف حلب الشمالي أكد من ناحيته أن بعض التكهنات تتحدث عن عمل عسكري للاحتلال التركي في الريف الشمالي لحلب، وهذا أمر مدان ومرفوض من قبل الأهالي الذين خبروا الاعتداءات التركية تاريخيًا ونالهم منها الكثير، موضحًا أن هذا الإحتلال التركي قام باستقبال المسلحين من كامل بقاع الأرض ومدهم بالسلاح والعتاد والمعلومات بعد تأهيلهم وتدريبهم داخل معسكرات في الداخل التركي، وهذه السلوكيات مرفوضة جملة وتفصيلًا، وسندافع عن أرضنا مهما كلفنا ذلك.

في سياق متصل، أكد راتب ابن بلدة دير جميل في ريف حلب الشمالي أن "قسد هم جزء هام من النسيج الوطني السوري ولكنهم وللأسف يعملون ويأتمرون بأوامر قوات الإحتلال الأمريكي، فهم أدوات ونأمل أن يعودوا إلى رشدهم".

الأهالي شددوا على أن العملية العسكرية التركية والعدوان المحتمل لا يتعلقان أبدا بأمن تركيا وحمايتها من المسلحين على اعتبار أن الأتراك هم الذين استقدموا هؤلاء المسلحين وأن اللعبة الأمنية من صنيعتهم وهي في نهاية المطاف سلاح ذو حدين.

الأكراد

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل