ابناؤك الاشداء

خاص العهد

استشهاد الأسير أبو حميد.. قنبلة موقوتة فجّرها غضب الفلسطينيين 
21/12/2022

استشهاد الأسير أبو حميد.. قنبلة موقوتة فجّرها غضب الفلسطينيين 

مصطفى عواضة

استشهد يوم أمس الثلاثاء الأسير الفلسطيني ناصر أبو حميد بعد إصابته بسرطان الرئة، حيث كانت قد ظهرت عوارضه في شهر آب/أغسطس من العام 2021، فتعمدت على إثرها سلطات العدو الصهيوني بالتأخير في إجراء الفحوصات الطبية اللازمة واتباع سياسة الإهمال الطبي من قبل إدارة السجون الصهيونية.

وأدّت هذه العوامل إلى تدهور صحة الأسير، لا سيّما بعد نقله إلى عيادة سجن الرملة التي تفتقد إلى أدنى مقومات العناية الطبية، علمًا أنّها من العيادات المتخصصة في علاج الأمراض الحرجة والمزمنة للأسرى.

مسؤول لواء غزة في كتائب شهداء الأقصى "أبو المجد" أكد في تصريح لموقع "العهد" الإخباري أنّ: "الموقف من استشهاد الأسير القائد ناصر أبو حميد هو الموقف تجاه كل الأسرى، لكن ما يميّز الشهيد أبو حميد أنّه كان قائدًا بارزًا في كتائب شهداء الأقصى عن الضفة الغربيّة".

وبيّن أن: "العدو يسعى من خلال احتجاز جثمان أبو حميد إلى فتح مواجهة مع فصائل المقاومة، إلاّ أننا واعون لما يحيكه العدو، وسنقوم بالرد على هذا الاغتيال ابتداءً من الضفة الغربية وصولًا إلى غزة، وذلك بالتنسيق بين فصائل المقاومة الفلسطينية المنضوية تحت جناح غرفة العمليات المشتركة".

وشدد "أبو المجد" على أنّ: "العدو سيدفع ثمنًا باهظًا في حال أقدم على أيّ عدوان أو حماقة عسكريّة"، مبيّنًا أنّ "مساحة الرد على ما يقوم به العدو الصهيوني تجاه الشعب الفلسطيني لا تحكمه جغرافيا ولا حدود، بل سيكون على امتداد الأراضي الفلسطينية". 

رئيس الحركة الأسيرة منير منصور قال في تصريحه لـ"العهد" الإخباري إنّ: "استشهاد الأسير أبو حميد أشعل احتجاجات ضخمة على امتداد فلسطين المحتلة، خاصة بعد إعلان سلطات الإحتلال امتناعها عن تسليم جثة الشهيد لذويه".

وأضاف: "هذه الاحتجاجات جعلت الكيان الصهيوني في حالة ترقّب لما يمكن أن تؤول إليه الأمور في الساعات المقبلة، فاستشهاد الأسير أبو حميد جعل كل الشعب الفلسطيني على شفير بركان قد ينفجر في أيّ وقت، خاصة بعد اشتداد وتيرة المواجهات مع العدو الصهيوني في مناطق فلسطينية مختلفة".

ولفت منصور إلى أنّ هذه الاحتجاجات والمواجهات ليست من تنظيم أي جهة، إنما هي منبثقة من عنفوان هذا الشعب، ورفضه لإجراءات الاحتلال الظالمة في السجون، متعهدًا باستمرار الحركة الأسيرة في الدفاع عن حقوق الأسرى والمعتقلين.

من جهته، رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس اعتبر في تصريحه لموقعنا أن: "استشهاد الأسير أبو حميد هو جريمة حرب بحق كل الشعب الفلسطيني ونموذج حي لممارسات أجهزة العدو وسلطاته من أعلى الهرم إلى أسفله".

وشدد على أنّ: "قضية الأسرى الفلسطينين ليست حكرًا على منظمة حقوقيّة أو فصيل، إنما هي قضية كلّ الشعب الفلسطيني الذي يتوجّب عليه أن يضافر جهوده في مواجهة العدو الصهيوني في كلّ الساحات من أجل نيل الحرية والحفاظ على الكرامة والمقدسات". 

وختم قدورة حديثه مباركًا الاحتجاجات والمواجهات التي تحصل بين أبناء الشعب الفلسطيني وجيش العدو استنكارًا لاستشهاد الأسير ناصر أبو حميد، ولم تفُتْه الدعوة إلى الاستمرار في هذه الخطوات التي تستنزف قدرات التحتلال وتضعنا في مسار العبور نحو التحرير الكامل.

يُذكر أنّ الأسير الشهيد ناصر أبو حميد كان قد اعتقل بتاريخ  21/4/2002، وحكم بالمؤبد 7 مرات و50 عاماً. لم يكن هذا اعتقاله الأول، حيث بدأت رحلته مع الاعتقالات منذ عام 1987، أمضى خلالها نحو 33 عامًا في سجون الاحتلال حتى يوم استشهاده في 20/12/2022.

كما أنّ الأسير أبو حميد هو شقيق لشهيد وأربعة أسرى في سجون الاحتلال، وجميعهم محكومون بالمؤبد، وقد أمضوا سنوات طويلة في السجون، فضلًا عن أنّ الاحتلال كان قد هدم منزل العائلة 5 مرات ضمن سياسة العقاب الجماعي.

إقرأ المزيد في: خاص العهد