خاص العهد
الجزيرة السورية: موسم قمح وفير.. والاحتلال الأمريكي يخطط للسطو عليه
محمد عيد
هطلت أمطار الخير في عموم سوريا، ولم يقتصر الأمر على غزارتها بمقدار امتدادها على كامل الجغرافيا السورية، حيث نالت منطقة الجزيرة التي تعتبر سلة غذاء سوريا حصة جيدة من الأمطار الأمر الذي يبشر بموسم قمح وفير وضمان الأمن الغذائي لسوريا هذا العام.
لكن المؤشرات المخيفة عن رغبة قوات الاحتلال الأمريكي بسرقة المحصول أو تبديده من خلال توزيع البذار المغشوشة على الفلاحين وادعاء أنها من نوعية "محسنة" فضلاً عن احياء سياستها السنوية بسرقة الأنواع الممتازة من القمح السوري والاستفادة منه في تحسين زراعة القمح داخل الولايات المتحدة تشي بأن الحكومة السورية ومعها الفلاح البسيط مقبلون على معركة جديدة مع الاحتلال الأمريكي.
الحكومة السورية توزع القمح على الفلاحين
مع بدء موسم زراعة الأرض بالحبوب وخاصة القمح منها وبالتزامن مع هطول مطري يمهد لموسم استثنائي واعد بادرت الحكومة السورية إلى توزيع بذار القمح على مواطنيها في الجزيرة السورية بأسعار رمزية وبآلية سهلة وسلسة.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري، أكد المهندس صبحي الفرج مدير اكثار البذار في الحسكة بأنه تم بيع الفلاحين والمنتجين نحو 2862 طنًا من مادة القمح من نوعية القاسي والطري وبسعر 2200 ليرة سورية بدلًا من 2750 ليرة سورية للكيلو الواحد. وأضاف الفرج أن تخفيض السعر عما كان عليه سابقًا جاء نتيجة لرغبة الحكومة السورية في دعم الفلاحين للحصول على موسم وفير من هذا المحصول الاستراتيجي وهو كذلك جاء نتيجة للمطالبات المحلية على مستوى الفلاحين والجمعيات الفلاحية على خلفية ارتفاع قيم البذار في السوق السوداء والتي وصلت الى 3500 ليرة سورية للكيلو الواحد من مادتي القمح والشعير، إضافة للجفاف الذي شهدته المنطقة خلال العامين الماضيين.
وشدد مدير إكثار البذار في الحسكة على أن عمليات البيع تمت بسلاسة شديدة ومن دون قيود تذكر بموجب الترخيص الزراعي والبطاقة الشخصية.
من جانبه بيّن المهندس علي خلوف الجاسم مدير الزراعة في الحسكة أنه تم إنجاز ثلث الخطة الزراعية للموسم الحالي بالنسبة لمحصولي القمح والشعير المروي والبعل.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري لفت خلوف إلى أنه تمت زراعة قرابة 75 ألف هكتار من محصول القمح المروي من أصل الخطة الزراعية 290 الف هكتار، بينما تمت زراعة القمح البعل 140 الف هكتار من أصل مساحة الخطة والبالغة 424 ألف هكتار.
وأضاف مدير الزراعة في حديثه لموقعنا أنه لا تزال عمليات الزراعة والفلاحة بالنسبة الى زراعة القمح والشعير البعل مستمرة حيث بلغت مساحة زراعة الشعير البعل 100 الف هكتار من أصل الخطة التي تصل إلى 274 الف هكتار، ومساحة الشعير المروي 10 آلاف هكتار من أصل 28 ألف هكتار، مشيراً إلى أن غاية المديرية من وراء ذلك تتمثل في ضمان وصول نوعيات القمح والشعير "الوطني الأصلي" للفلاحين السوريين حفاظاً عليه وعلى التربة نفسها من محاولات قوات الاحتلال الأمريكي السير على خطواتها المعتادة خلال الأعوام الماضية بطرح نوعية مغشوشة من البذور التي تؤذي التربة وتضرب جودة القمح السوري الذي يعتبر الأول في العالم.
الاحتلال يتحرك
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أكد عبد الحميد كركو رئيس اتحاد الفلاحين في الحسكة أن قوات الاحتلال الأمريكي بدأت بطرح وتوزيع نوعية مغشوشة من الحبوب على الفلاحين بطرق ووسائط مموهة توحي بأنها من نوعية جيدة مستغلة حاجة الفلاحين الذين عاشوا سنوات طويلة من الحصار والرغبة الأمريكية في السطو على محصولهم فضلاً عن سنوات الجفاف الطويلة التي مرّت على البلاد.
وشدد كركو على أن الاحتلال يعي توجس الفلاحين منه فلجأ إلى أساليب مواربة في توزيع هذه البذار ليبعد عنه الشبهة بعدما انكشفت أساليبه خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى أن الفلاحين في الجزيرة السورية يقفون في مجملهم الأعمّ مع حكومتهم وشعبهم ويحرصون على بيع محصول القمح كل عام إلى حكومة بلادهم بصرف النظر عن الاغراءات التي يقدمها المحتل وأعوانه في هذا السياق.
ونوه رئيس اتحاد الفلاحين في الحسكة بخطوة الحكومة السورية القائمة على توزيع بذار القمح والشعير بأسعار تشجيعية للفلاحين وبآلية سلسة تضمنها الهوية الشخصية فقط، مشيراً إلى أن خطوات كهذه تقطع الطريق على المحتل الأمريكي في تدمير محصولي القمح والشعير الاستراتيجيين كخطوة أولى قبل سرقة المحصول في أيام الحصاد.
وأشار كركو في حديثه لموقعنا إلى نوعية القمح المغشوش الذي بدأت قوات الاحتلال الأمريكي وأعوانها في توزيعه على الفلاحين السوريين في منطقة الجزيرة السورية شمالي شرقي البلاد باعتبارها تحتوي على نسبة عالية من الإصابة بالديدان الخيطية التي ستؤثر لاحقاً على صلاحية التربة لسنوات طويلة بغية "تدمير محصول القمح الاستراتيجي في البلاد".
ولفت إلى أن الوعي الوطني لدى الفلاحين وتبني الحكومة السورية لمطالبهم سيقفان حائلاً دون تحقيق هذا المشروع كما سيقفان حائلاً دون سرقة محصول القمح في موسم الحصاد وتهريبه عبر المعابر غير الشرعية باتجاه الأراضي العراقية كما جرت العادة خلال سنوات تواجد المحتل الأمريكي على الأرض السورية.
قواعد الاحتلال الاميركي في سوريا