معركة أولي البأس

خاص العهد

رغم الحصار.. الكهرباء في سوريا الى تحسن
14/11/2022

رغم الحصار.. الكهرباء في سوريا الى تحسن

محمد عيد

أبرمت وزارة النفط السورية عقدًا مع شركة "ستروي ترانس غاز" الروسية بقيمة أكثر من ثمانين مليون يورو بغية تنفيذ مشروع معمل "غاز جنوب المنطقة الوسطى" الذي زاره الرئيس السوري بشار الأسد قبل قرابة 3 أسابيع. وبعد التوقيع، ينتظر السوريون زيادة جيدة في انتاجية المعمل ستصل إلى ٥٠٠ ألف متر مكعب يوميًا يتم ضخها في الشبكة السورية للغاز وتسليمها لمحطات توليد الكهرباء، بما يعجل في انفراجة قريبة في واقع الكهرباء في سوريا التي تعاني من حصار خانق وسيطرة قوات الاحتلال الأمريكي على حقول النفط والغاز الرئيسية في البلاد.

وكان الرئيس الأسد قد افتتح معمل غاز جنوب المنطقة الوسطى عام 2009، إلاّ أنّ المعمل تعرّض خلال سنوات الحرب على سوريا لهجمات إرهابية وتخريبية عدة.

رغم الحصار.. الكهرباء في سوريا الى تحسن

عقد واعد

وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري كشف مدير عام المنطقة الوسطى في حمص فادي ابراهيم أن قيمة العقد الذي تم إبرامه مع شركة "ستروي ترانس غاز" الروسية بلغ ٨٠ مليون يورو وملياري ليرة سورية بحيث يتم تنفيذ معمل غاز "جنوبي المنطقة الوسطى"، مشيرًا إلى أن المعدات والضواغط بالكامل روسية الصنع وتعتبر من أحدث التقنيات المستخدمة حاليًا في مجال الصناعة الغازية.

وأضاف ابراهيم في حديثه لموقعنا أن الغاية من هذا المشروع تتمثل في إنتاج أكبر كمية من الآبار الغازية لزيادة كمية الإنتاج، موضحًا أن الكمية الإضافية المتوقعة ستصل لحدود ٥٠٠ ألف متر مكعب من الغاز يوميًا سيتم ضخها في الشبكة السورية للغاز وتسليمها لمحطات توليد الكهرباء.
 
وشدد مدير عام المنطقة الوسطى في حمص على أن "النتائج الأولية لعمليات تجربيب الضاغطين الأول والثاني ممتازة لجهة أداء المعدات وتأمين الكمية المتوقع إنتاجها فيما العمل مستمر لتأمين الضاغطين الثالث والرابع بحيث يكونا احتياطيين للضواغط التي تعمل حاليًا على أن يتم وضعهما بالخدمة قبيل نهاية العام الحالي".
 
ولفت ابراهيم إلى أن "المرحلة الأولى من مشروع الضوابط الغازية في المعمل قد انطلقت وتم وضعها بالخدمة من خلال تشغيل الضاغطين الأول والثاني في حين يحتاج تشغيل الضاغطين الأخريين إلى شهرين كحد أقصى، وقدرة كل ضاغط من الضواغط الغازية الأربعة تبلغ مليونيا متر مكعب يومياً مربوطة بعنفة غازية استطاعتها عشرة ميغا واط ساعي"، مشيرًا إلى أن المعمل ستجري فيه معالجة الغاز بحيث يصبح بالإمكان إنتاج كميات إضافية من الغاز المنزلي يمكن أن تصل إلى ما بين ٨ إلى ٩ أطنان يوميًا، فضلاً عن التحسن في واقع الكهرباء في البلد، وبنفس الوقت سيرافقها زيادة في الغاز المنزلي والمتكاثفات الهيدروكربونية.
 
 

رغم الحصار.. الكهرباء في سوريا الى تحسن

عبء مضاعف وصمود أسطوري

 يصف فنّيو المنشأة معمل "غاز جنوب المنطقة الوسطى" بأنه قلب صناعة الغاز السوريّة وهو  يدار بخبرات سوريّة كاملة، وأكمل ثلاثة عشر عامًا من عمره من دون أن يتوقف سوى ثماني ساعات فقط رغم كل ما واجهه من قصف بالقنابل والصواريخ أثناء الحرب ومحاولات مستميتة للمجموعات الإرهابية من أجل السيطرة عليه أو تدميره على الأقل.

مسؤول ورديّة التشغيل في معمل "غاز جنوب المنطقة الوسطى" علي سلمان أكد في حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أن ظروف البلد الصعبة من حرب وحصار وغلاء في المعيشة تسببت في "فقد العديد من الخبرات لكن على أرض الواقع المعامل شغالة والمؤسسة ضخمة وهي عبارة عن تجمّع لحقول تمثل عصب الطاقة في البلد حاليًا"، مضيفًا أن المعمل يعمل على معالجة الغاز القادم من حقول تنتشر في محيط حمص والقلمون وتزيد مساحته على ٤٠٠ دونم يتوزع عليها ٦٠٠ عامل ما بين إداري وفني.

بدوره، رئيس قسم العمليات في معمل "غاز المنطقة الوسطى" نادر مرهج لفت في حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري إلى أن المعمل يعالج محطات الغاز التابعة له وهي محطات أبو رباح وقمقم وشمال الفيض وصدد وشريفة وزمرة المهر، إضافة إلى كونه يعالج آبار شمال دمشق وغاز حيان، مشيرًا إلى أنه حمل عبئًا مضاعفًا في سعيه الحثيث لدعم صمود مؤسسات الدولة الاقتصادية في ظل خروج جلّ منابع النفط في البلاد عن سيطرة الدولة وخصوصًا في مناطق شرق الفرات.

رغم الحصار.. الكهرباء في سوريا الى تحسن

افتتاح للمرة الثانية
 
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد افتتح في الـ ٢٧ من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي المرحلة الأولى من تشغيل "الضواغط التوربينية" في معمل غاز جنوب المنطقة الوسطى في ريف حمص بهدف زيادة الإنتاج بنحو ٥٠٩ آلاف متر مكعب من الغاز يومياً.

وشارك الرئيس بشار الأسد العمال في إعادة افتتاح المعمل للمرة الثانية بعد أن سبق وافتتحه في العام ٢٠٠٩ قبل أن يتعرض لعمليات تخريب ممنهجة أثناء الأزمة التي تمر بها البلاد.

ووعد الرئيس الأسد بزيادة إنتاج محطات الكهرباء المعتمدة على الغاز مع تحسن في الكميات المنتجة من الغاز المنزلي خلال الفترة المقبلة.

الكهرباء

إقرأ المزيد في: خاص العهد